من المنتظر أن تدخل هدنة جديدة في اليمن حيّز التنفيذ الليلة، ابتداءً من الساعة 23:59 مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي، حسب بيان صادر عن مبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد قائلاً في تغريدة على تويتر: «سيسري وقف الأعمال القتالية في اليمن اعتباراً من الساعة 23:59 مساء 19 أكتوبر 2016 بتوقيت اليمن، لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد». وأكد تلقيه «تأكيدات من كل الأطراف اليمنية بالتزامها أحكام وشروط وقف الأعمال القتالية المؤرخ 10 أبريل 2016». وأضاف: «أدعو كل الأطراف اليمنية والإقليمية والمجتمع الدولي لتشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية حتى يفضي إلى نهاية دائمة للنزاع في اليمن» المستمر منذ مارس العام الماضي.
ودعا إلى «إعادة تفعيل فورية للجنة التهدئة والتنسيق وانتقال أعضائها إلى ظهران الجنوب، حسب ما تم الاتفاق عليه خلال مشاورات الكويت» المنتهية في 6 أغسطس، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المفاوضات الجادة دون التوصل لاتفاق ينهي الصراع المسلح بين قوات حكومة الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، المتحالفة مع إيران والتي استولت على السلطة في صنعاء في السادس من فبراير العام الماضي. وذكر بيان صادر عن الأممالمتحدة أن المبعوث الأممي يرحب بإعادة وقف الأعمال القتالية «الذي من شأنه أن يجنب الشعب اليمني المزيد من إراقة الدماء، ويسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للذين هم في أشد الحاجة إليها». وقال ولد شيخ على حسابه في تويتر: «أٌذكر الأطراف أن وقف الأعمال القتالية يشمل التزام السماح بحركة المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين دون أية عوائق إلى كل المناطق».
وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبا)، إن الرئيس عبدربه منصور هادي «وافق على وقف إطلاق النار 72 ساعة قابلة للتمديد إذا التزم الطرف الآخر وقف إطلاق النار وتفعيل لجنة التهدئة، وإنهاء الحصار عن مدينة تعز، وإيصال المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية دون قيود.» ومدينة تعز (جنوب غرب) هي واحدة من أسوأ مناطق الصراع في اليمن ويطوقها المتمردون الحوثيون من معظم الجهات، وأعلنتها الحكومة الشرعية مدينة منكوبة جراء النزاع الدامي المستمر منذ أبريل 2015، وأجبر غالبية سكانها البالغ عددهم 800 ألف نسمة على الفرار. وأكد وزير الخارجية المخلافي حرص الحكومة اليمنية على تحقيق السلام قائلاً: «السلام هو خيارنا الدائم. الحرب فٌرضت على (الحكومة) الشرعية جراء الانقلاب على الدولة ومؤسساتها»، مشيراً إلى أن الحكومة ستتعامل بإيجابية مع «كل الدعوات الدولية من أجل السلام في بلادنا، وفقاً للمرجعيات الثلاث الممثلة بالقرار الأممي 2216 والقرارات ذات الصِّلة، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني».
ودعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا الأحد الماضي إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار في اليمن، وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الاثنين، إن السعودية مستعدة لقبول وقف إطلاق النار إذا وافق عليه الحوثيون، لكنه أبدى تشككاً في جهود السلام بعد فشل المحاولات السابقة لوقف إطلاق النار، وآخرها هدنة أبريل التي بدأت قبل أسبوع على انطلاق محادثات الكويت وانهارت رسمياً مطلع أغسطس مع إعلان المتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي صالح تشكيل مجلس سياسي مشترك لإدارة المناطق الخاضعة لهم في شمال البلاد، لا سيما العاصمة صنعاء.
وفي مؤشر على استهتار الانقلابيين اليمنيين بالجهود الدولية والإقليمية الهادفة لإنهاء الصراع في البلاد، صرحّ ما يسمى المجلس السياسي في صنعاء والمشكل مناصفة بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح، أمس الثلاثاء، أنه سيعلن خلال أيام تشكيلة «حكومة الإنقاذ الوطني» برئاسة محافظ عدن السابق الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور. تجدر الإشارة إلى أن إعلان الحوثيين وحزب صالح في السادس من أغسطس الماضي تشكيلة أعضاء مجلسهما الحاكم المشترك تسبب بانهيار محادثات السلام في الكويت وتجدد القتال في البلاد وعلى الحدود اليمنية السعودية.