إذا تساءلتم لماذا يحرص آباؤكم وأجدادكم على الاحتفاء بثورة 14 أكتوبر؟ وإذا استفسرتم عن أهمية هذه الثورة بالنسبة لنا كجنوبيين، فإننا، ومن منظور تلك الحقبة التي انطلقت فيها هذه الثورة، نود القول لكم بأن ثورة 14 أكتوبر هي ثورة رائدة على مستوى العالم العربي. يأتي ترتيبها كثورة حقيقية، خاضت كفاحاً مسلحاً لمدة أربع سنوات(63-67)، بعد ثورة الجزائر(بلد ال1000000شهيد). انطلقت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963 م من جبال ردفان الشماء، ومنها انتقلت شرارتها إلى باقي مناطق الجنوب وقد تكلل الكفاح المسلح الذي خاضه ثوار الرابع عشر من أكتوبر بالنصر وانسحاب آخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967م. وهواليوم الذي أُعتُبِر عيدٌ لاستقلال الجنوب.
إن أهم الإنجازات التي حققتها ثورة الرابع عشر من أكتوبر هو توحيد 23 سلطنة ومشيخة وإمارة جنوبية في دولة واحدة أُطلِق عليها، وقتها، جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
كانت بريطانياحينها دولة عظمى تمتلك الجيوش البرية الجرارة، كما تمتلك الأساطيل البحرية. وكان البعض، حينها، يخوفون، بل ويهولون من أمر إخراج بريطانيا من الجنوب وانتزاع استقلاله منه تكرر مع الجنوبين عن ذات التخويف والتهويل. كان نظام الاحتلال اليمني مهيمناً على الجنوب وأهله ولأن الجنوبيين كانت لديهم قضية عادلة تمثلت في التخلص من نير الاستعمار الأجنبي، فقد تمكن ثوار الجنوب بإرادتهم القوية و تضحياتهم الجسيمة من إرغام بريطانيا، الدولة العظمى، على الخروج من الجنوب والتسليم بحريته واستقلاله. ولقد وقفت الشعوب الحرة مع شعب الجنوب العربي وساندت قضيته ودعمت ثورته ومطلبه في التحرر والاستقلال. ولأن شعب الجنوب العربي في الحالتين ( الاحتلال البريطاني و ( الاحتلال اليمني ) امتلك قضية سامية وعادلة لنضاله وكان النصر حليفه
لقد كان، وما يزال، طرد الاحتلال، واستعادة الوطن وحريته، ورفع الظلم عن شعبه، القضية الوطنية الجنوبية التي لا تنازل عنها ولا تفريط فيها.