عبدالرحمن الراشد ليس ناطقاً بأسم الحكومة السعودية، ولم يعد في منصب في موسسة مستقلة نظرياً لكن عملياً تنطق بأسم الحكومة السعودية بعد تركة لصحيفة الشرق الأوسط وقناة العربية. حياة الراشد الطويلة التي قضاها في الغرب وليبراليته السياسية التي أكتسبها وهي صفات جيده جعلت منه منبراً حراً لا يتقيد بالتوجهات السعودية الرسمية حتى أن أحدهم وصفه بالليبرالي الجديد على غرار الليبراليين (البوشيين) الجدد في الولاياتالمتحده حينها. حينما تنطلق الصواريخ الإيرانية نحو مكه، وحينما تُكتشف الخلايا الإرهابية لضرب أهم مراكز التجمع البشري (أستاد الجوهره الرياضي) بجده، وحينما يشتد خنق الإنقلابيين في صنعاء حتى أصبح سقوطهم إقتصادياً قاب قوسين أو أدنى تأتي مبادرة ولد الشيخ الإنقاذية، ويأتي الراشد ليؤيد ويأتي من يصدق مثل هذا الكلام. ليس أمام السعودية والشرعية اليمنية غير المضي في هذه الحرب وزيادة الحصار فسقوط الإنقلابيين من الداخل أصبح وشيكاً فلماذا العجلة؟! لماذا العجلة للدخول في تسوية ستقود حتماً إلى إنفجارات وإهتزازات إرتدادية لن يسلم منها أحد وستدفن اليمن الجديد الذي حلم به اليمنيون طويلاً، وستكرس الطائفيون مجدداً لحكم ونهب البلاد والعباد. لما العجلة وسقوط الإنقلاب وأذنابه صار وشيكاً لا بفعل الدبابات والصواريخ وهذه قامت بدورها بل بفعل الجوع والغلاء وعدم دفع المرتبات الذي كان رديفاً لسيطرة هذه المليشيات على البلاد وحان أن يهدم بنيانها بعد أن عجزت عن وضع الحلول له. لا تنقذوا عفاش والحوثي وزبانيتهما من مصيرهم المحتوم ولا تضحوا باليمن الجديد تحت مبادرات الإستسلام الأممية. أما السعودية فعليك أن تتخيل يا سيد راشد حالها بعد أن يتحول الحوثي إلى دوله معترف بها كيف سيكون الحال معها بعد كل ما جرى والمعروف أن إيران لا تغفر ولا تسامح وتدرك أن مقتل السعودية ليس في سوريا أو العراق بل في اليمن! ألا زال لديك عقل ورشد أيُها الراشد فمن يسلم رقبته لساطور الجلاد وأي جلاد.. من يفعل!!!