أكد المتحدث باسم الجيش العقيد عزيز راشد إن مزاعم العدوان السعودي استهداف مكةالمكرمة ليست مجرد (سقوط إعلامي) بقدر ما تأتي ضمن مخطط سعودي –إسرائيلي- قطري، لتفجير حرب دينية تبدأ بقصف مكةالمكرمة. وقال راشد في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" مساء أمس، إنه لا يستبعد قيام نظام آل سعود بقصف مكةالمكرمة بصاروخ باليستي وإلصاق ذلك باليمنيين، مبيناً أن هذه الحملة وإن كانت تندرج شكلياً في سياق الحرب الدعائية والإعلامية ومحاولات العدوان التضليل على جرائمه، إلا أنها (تتوخى أهدافاً وخططاً مرسومة بعناية منذ أعوام) ولعل فشل العدوان السعودي في تحقيق انتصارات ميدانية وتعاظم كلفة فاتورة حربه على بلادنا، قد قرب موعد تنفيذ المخطط الذي كان قد كشفه الكاتب العربي الشهير نارام سرجون بداية العدوان على بلادنا لعام الماضي. وكان الكاتب نارام سرجون كشف في مقال له العام الماضي عن اقتراح إسرائيلي لتجاوز صعوبة الحرب السعودية مع اليمن وذلك بإحياء خطة قديمة شيطانية اقترحت كخطوة لإطلاق شرارة الحرب الدينية مع إيران بعد سقوط سورية التي كانت متوقعة في أقصى حد منتصف عام 2012.. فقد تسربت منذ فترة معلومات عن اقتراح قديم نقلاً عن مراسلات قديمة بين ايتان غلوبوا أستاذ العلاقات السياسية في جامعة بار ايلان في تل أبيب ومفكر غربي (غالبا هو برنار هنري ليفي) الذي ذكره في سياقات عابرة في تل أبيب عند شرح إمكانية إطلاق شرارة الحرب على إيران بعد سقوط سورية.. ويقضي الاقتراح بضرب مكان مقدس مثل الحرم المكي أو محيطه ولو بشكل رمزي واتهام موالين لإيران بذلك لتجنيد مقاتلين من كل العالم في الحرب المقدسة الدينية ضد إيران.. أي بنفس طريقة تهييج العالم العربي وإطلاق قطعان الربيع الإسلامي.. وأضاف: ولكن الصدمة السورية جعلت الاقتراح بلا فائدة لأنه كان لابد من إسقاط سورية لتنفيذ الشق الثاني من تدمير إيران بالحرب الدينية.. إلا أن الاقتراح تمت إعادة إنتاجه الآن كمقترح احتياطي إذا استعصت الحرب مع الحوثيين.. لأنه سيرغم باكستان ومصر نحو تغيير برودهما في الانخراط في الحملة البرية بسبب هستيريا جماهيرية شعبية تضغط بحماس على الحكومات لدخول الحرب ودخول اليمن خاصة أن هناك تحضيرا يوميا في الإعلام المصري والباكستاني وتحريضا دينيا ومذهبيا غير مسبوق.. وحسب الاقتراح الإسرائيلي الذي يقال إن بعض تفاصيله ربما تسربت من قطر عن طريق أحد المقربين من عزمي بشارة (الذي يقرر في الكواليس سياسة قطر) لأن قطر قلقة جدا من غضب إيران وردة فعلها العنيفة بسبب الاقتراح الإسرائيلي الذي يسميه عزمي بشارة (التعلق بأستار الكعبة).. وربما سربته قطر نكاية بالسعودية لأن القطريين يريدون أن تفشل السعودية بسبب التنافس بين العائلتين المالكتين في قطر والسعودية.. وحسب رأي غلوبوا المنقول من محيط عزمي بشارة "سيكون الهجوم على المكان المقدس منعشا لذاكرة إسلامية عن أبرهة الأشرم الذي انطلق من اليمن في عام الفيل الشهير لمحاولة هدم الكعبة.." وقال: كما سيبدو إيذاء الكعبة منسجما مع مشاهد تدمير كل التراث والمساجد الذي بدأه داعش ويجعل الترويج لتلك العملية قابلا للتصديق جدا وللانتشار كالنار في الهشيم لأنه في حرارة الخبر سيتم خلط تصرف داعش بتصرف الحوثيين وكأنه نهج لتنظيم واحد.. تديره إيران التي تريد نقل الثقل الإسلامي إلى قم كما يروج السعوديون".. إلى ذلك قال رئيس مجلس النواب، يحيى علي الراعي إن استدعاء العدوان السعودي المشاعر المقدسة ليس جديدا، بل هو يعتمد على ذلك منذ انطلاق عدوانه الغاشم. جاء ذلك في صدد رده على مزاعم تحالف العدوان السعودي استهداف مكةالمكرمة بصاروخ باليستي منتصف ليل الخميس / الجمعة. وأضاف الراعي أن عدوان التحالف أتى بمرتزقة من دول إسلامية منذ بداية عدوانه إلى عدن تحت ذريعة حماية المقدسات الإسلامية. ولفت الراعي إلى أن اليمنيين أكثر حرصاً من نظام آل سعود على أمن وحرمة المشاعر المقدسة قائلا: "أجدادنا اعتنقوا الإسلام عن اقتناع برسالة وجهها لهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما أجداد آل سعود أسلموا بحد السيف". وأقر البرلمان استدعاء الناطق الرسمي للجيش ليحدد للرأي العام الإسلامي مسار الصاروخ اليمني. وكانت قوات الجيش اليمني أطلقت صاروخا باليستيا تم تطويره محليا إلى مطار مدينة جدة أكبر مدن غرب السعودية ومينائها الرئيسي. ودعا مصدر مسئول بوزارة الخارجية سلطات العدوان السعودي البعد عن الترويج لاستهداف الأماكن المقدسة احتراما للعقول والبعد عن إثارة الفتن والنزاعات الطائفية وتزييف الحقائق . وقال إن هذه ليست المرة الأولى لتزييف الحقائق فقد سبق أن نفى المتحدث الرسمي لقيادة التحالف وجود حصار شامل بحق الشعب اليمني متجاهلا كافة التقارير الصادرة عن الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية بهذا الصدد، كما نفى استهداف صالة العزاء بصنعاء بتاريخ 8 أكتوبر 2016 بالرغم من الإدانات الدولية والإقليمية وصدور تقارير دولية تؤكد قيام التحالف باستهداف الصالة في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي، ثم عاد ليعترف بارتكابها". وأضاف "يبدو أن هول الصدمة ونجاح عملية إطلاق صاروخ بركان 1 ووصوله إلى الهدف العسكري في مطار الملك عبدالعزيز بمدينة جدة، هو ما دعا السلطات السعودية إلى تحريف الحقائق واللجوء إلى اللعب على الوتر الديني وتهييج عواطف الشعوب بما قد لا يحمد عقباه في إثارة المنطقة التي هي في الأصل ملتهبة، في مؤشر خطير باتجاه استغلال حرمة وقداسة المواقع المقدسة لأغراض سياسية ". ولست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها العدوان زج المشاعر المقدسة في حربه المتواصلة على بلادنا ففي أول صاروخ باليستي بعيد المدى (بركان-1) أطلقته القوة الصاروخية للجيش على قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف سارع كبار ساسة وكتاب العدوان على استدعاء (مكةالمكرمة) زاعمين أنها كانت الهدف، وكتب عبدالرحمن الراشد المقرب من البلاط الملكي مقالا في صحيفة الشرق الأوسط الممولة سعودية بتاريخ 12/1/2016م أي بعد يومين من استهداف القاعدة الجوية في الطائف، قائلاً "هذا الأسبوع طار صاروخ –اسكود دي – 700 كيلو متر، وسقط في الطائف، بمنطقة مكةالمكرمة، قلب المملكة ولم تعترضه القوة الدفاعية السعودية لأن إحداثيات الصاروخ تشير إلى أن الهدف لا يشكل خطرا هذه المرة. وأضاف: "لا تبعد الطائف، هذه المدينة الجبلية، عن مدينة مكةالمكرمة سوى سبعين كيلومترا فقط، والصاروخ الذي استهدفها قبل يومين يشكل تطورا جديدا وخطيرا في حرب اليمن، ويؤكد أن الصراع في اليمن إقليمي، ويعزز حجة السعودية بأن الحرب موجهة ضدها منذ البداية". وتابع: "صاروخ سكود أطلقه المتمردون الحوثيون الموالون لإيران، والأرجح بالتعاون مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي كان يملك ترسانة من هذا السلاح الروسي.. مهم معرفة ظروف بدايات الحرب اليمنية، عندما وجهت انتقادات إلى تدخل السعودية والتحالف الخليجي العربي في الحرب الأهلية اليمنية". وزاد: "ليس صعبا فهم المشروع الإيراني الذي يحيط بالسعودية من ثلاث جهات. اليمن، بوصول الحوثيين إلى الحكم بالقوة، أصبح قاعدة عسكرية للإيرانيين، وأصبح الحوثيون، مثل «حزب الله» اللبناني، ميليشيا خاصة للنظام في طهران، وحتى هذا التحليل الجيوسياسي ربما لا يكفي لدفع الجارة السعودية، وحلفائها، لخوض الحرب هناك، لولا أن الانقلابيين ورثوا قدرات عسكرية قادرة على تهديد قلب السعودية، بمثل ترسانة صواريخ سكود". وكانت وسائل الإعلام (عربية وعالمية) تداولت إعلاناً سعودياً باسم (التحالف العربي) باعتراض صاروخ باليستي على بعد 65 كيلومتراً من مكة (المدينة) قبل أن يتحول الإعلان إلى استهداف مباشر لمكةالمكرمة، والمسجد الحرام. ونسب لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قوله "لم يراعوا إلاً ولا ذمة باستهداف البلد الحرام". سخرية سعودية نشطاء مُعارضين للنظام السعودي، سخروا من قدرة الصاروخ على تجاوز كل دفاعات المُدن السعودية، التي تسبق مكة في المساحة الجغرافية، وطالبوا بتقديم "القهوة" للصاروخ الضيف الذي حلّ أخيراً قُرابة الأراضي المُقدّسة، وتساءلوا هل سنُحمّل إيران أيضاً مسؤولية "فشلنا" في إدارة حربنا، وعلّق حساب "نحو الحرية" المُعارض على الحادثة عبر تغريدة له على "تويتر" قائلاً "قبل عاصفة الحزم لم تكن الصواريخ تصل مكة، ولكن بعدها وصلت"، وأضاف مُتسائلاً "يا ترى عاصفة الحزم حرب عسكرية أم وظيفية". مراقبون نشرت آراءهم صحيفة "رأي اليوم" اللندنية يرون، أن هنالك مُحاولة حثيثة من قبل السلطات السعودية، لحشد الشعب خلف قيادته، في معركة مصيرية وجودية حازمة "فشلت" على كافة الصعد، ومع بروز مشكلات داخلية، تبدأ من تراجع مداخيل النفط، مروراً بسياسة التقشّف، وانتهاءً بانفلات أمان الحدود الجنوبية، والانفجار الوشيك، مع إعلان "التململ" الشعبي اليومي على مواقع التواصل، وصدمة تصريحات "الإفلاس? التي أدخلت البلاد مُنعطفاً خطيراً، كان لزاماً على تلك السلطات البحث عن مخارج، ولو كانت مُؤقّتة، تجلب لها الدعم المتآكل، والتعاطف الشعبي المحلي والعربي، خاصة بعد ارتكابها مجازر بحق الحجر، والشجر، والبشر في اليمن، كان لزاماً وفق مراقبين وقوع حادثة استهداف مكة، واستغلالها إعلامياً ليكتمل النواح في عُرس التباكي، يقول مراقبون. مُختصون في الشؤون السعودية، -وفقاً لذات الصحيفة- يحمّلون قيادة المملكة، المسؤولية المُباشرة لما تتعرّض له مُدنها ومحافظاتها، من استهدافٍ مباشر، فحين تخوض حرباً مفتوحة النتائج، يقول المختصون: عليك أن تتوقع الأسوأ، وعليك أن تتجهّز لدخولك قائمة المهزومين، حتى ولو كنت الأقوى عُدّة وعتاداً.