في الوقت الذي تحتد فيه الخلافات بين الأطراف السياسية في اليمن تبدو البلاد وهي تمضي بصورة متسارعة نحو كارثة انسانية وفق ما تقول مؤسسات دولية وتبدو الكارثة وهي تتخذ أبعادا مختلفة فقد حذرت الأممالمتحدة مؤخرا من أن تدهور الوضع في اليمن يهدد بأزمة إنسانية خطيرة، حيث يعاني 14 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، في حين أصبحت المستشفيات غير قادرة على التعامل مع حالات سوء التغذية، ومعظم العائلات صارت تعيش على كوب شاي وقطعة خبز. وقال ستيفن أوبراين، منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في حديثه أمام مجلس الأمن مؤخرا إن القتال في اليمن تسبب في «كارثة» جعلت أكثر من 21 مليون شخص في حاجة إلى شكل ما من المساعدات الإنسانية. وأوضح أوبراين أن البلاد على «بعد خطوة واحدة من المجاعة»، لافتا إلى أن العنف الذي بدأ قبل 19 شهرا سلب من اليمنيين حياتهم وأملهم وحقهم في العيش بكرامة. من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إن حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 1410 حالات في غضون ثلاثة أسابيع، من الإعلان عن ظهور المرض في الدولة التي دمرت الحرب معظم منشآتها الصحية ومرافق إمدادات المياه النقية فيها. وكانت وزارة الصحة اليمنية قد أعلنت الأحد الماضي عن وفاة 9 أشخاص جراء إصابتهم بالمرض في مدينة عدن، ثاني أكبر المدن اليمنية، وأضافت أن 10 أشخاص آخرين مصابون بالمرض القاتل الذي ينتقل عبر المياه الملوثة، ويتسبب بآلام شديدة في البطن. ولم يتوقف الأمر عند الجوع والكوليرا فقد أشارت أيضا منظمة قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) من جانبها إلى ان أكثر من 350 ألف طفل يمني لم يتمكنوا من الالتحاق بالدراسة في العام الدراسي الماضي، بسبب استمرار العنف وإغلاق المدارس. وأضافت المنظمة في تقرير لها أن عدد الأطفال الذين هم خارج المدارس في اليمن حالياً بسبب الحرب والنزوح يتجاوز مليوني طفل.