تتعدد المدارس التدريبية في التعامل مع اللاعبين خاصة فيما يتعلق بعنصر التوبيخ وإلقاء اللوم، فهناك مدارس تلجأ إلى تلك الأساليب في الغرف المغلقة، بينما يفضّل آخرون العلانية والصراحة الشديدة المؤلمة في بعض الأحيان. ويعتبر الإيطالي لوتشيانو سباليتي مدرب روما من النوع الثاني، حيث يلجأ كثيراً إلى انتقاد لاعبيه في تصريحاته الصحفية، وتخرج كلماته بشكل مباشر، وكثيراً ما تثير الشكوك حول قناعته الفنية ببعض النجوم الكبار في تشكيلة ذئاب العاصمة. ولكن الثعلب سباليتي يلجأ إلى هذا الأسلوب في بعض الأحيان من أجل استفزاز لاعبيه، وإخراج كل ما جعبتهم للردّ عليه، وبالفعل كانت تلك السياسة مثمرة وناجحة للغاية مع النجم المصري محمد صلاح، الذي أحرز الهاتريك الأول له في مسيرته الاحترافية بأوروبا. وسجّل صلاح ثلاثية فريقه في مرمى بولونيا في المرحلة الثانية عشرة للدوري الإيطالي، ورفع رصيده التهديفي في الكالتشيو إلى 8 أهداف يحتل بها المركز الرابع في ترتيب الهدافين بفارق هدفين عن زميله البوسني دجيكو. ومرّت علاقة صلاح مع سباليتي بسلسلة من التناقضات منذ أن تولى المخضرم الإيطالي مهمة تدريب روما منتصف الموسم الماضي خلفاً للمدرب رودي جارسيا. فقد ظل سباليتي يلتزم الصمت كثيراً إزاء مستوى صلاح طوال الموسم الماضي، حيث كان لاعبه هدافاً للفريق في الدوري الإيطالي، ولكن مع بداية الموسم الحالي تغير الحال، وبدأ سباليتي في توجيه النقد اللاذع لصلاح علانية، وحدث ذلك في مناسبتين على الأقل، إضافة إلى موقف ثالث وضح فيه الغضب على وجه الإيطالي من ردة فعل النجم المصري. المرة الأولى التي هاجم فيها سباليتي صلاح كانت بعد تعادل روما مع كالياري 2-2 نهاية أغسطس الماضي بعد أن كان الذئاب متقدمين بهدفين نظيفين، وخرج سباليتي ليصف صلاح ب"المعزول"، وقال: "محمد صلاح يبدأ المباراة بمستوى رائع، لكنه سرعان ما يختفى ويبقى منعزلاً عن بقية عناصر الفريق بعد ذلك، التعادل أمام كاليارى، يؤكد غياب التركيز عن اللاعبين فى العديد من المواقف". والمرة الثانية كانت بعد خسارة روما أمام فيورنتينا، وكان النقد هذه المرة أكثر حدة، حيث قال سباليتي: "أتوقع من لاعب بقيمة محمد صلاح أن يقلق منافسينا أكثر من مرة داخل الملعب بالمرور وبالسرعة. صلاح يجب ان يسجل الأهداف عندما يتحصل على الكرة داخل منطقة الجزاء، المصري لم يعد كما كان لا يراوغ ولا يحاول ولا يقوم كذلك بتأدية الأدوار الدفاعية، وربما طريقة لعبه تناسب الدوري الإنجليزي أكثر من الإيطالي". المرة الثالثة كانت خلال مباراة روما وإنتر ميلان التي فاز فيها الأول (2-1) وقدّم صلاح عرضاً مميزاً شابه فقط إهدار انفرادين في دقيقة واحدة، وخرج المصري غاضباً من مدربه الذي قرر استبداله، وظهرت علامات الغضب على سباليتي نتيجة تصرف صلاح. البارز في الأمر أن سباليتي، ورغم هجومه الذي وصل إلى مرحلة التوبيخ العلني لم يستبعد صلاح من تشكيلته الأساسية في أي من مباريات الدوري الإيطالي، وهو ما يؤكد قناعته الشديدة بصلاح، ولكن الثعلب أدرك أن الضغط الذي يصل إلى درجة الاستفزاز ربما هي الوسيلة الناجحة التي تستطيع إخراج كل ما في جعبة صلاح لصالح روما الساعي إلى لقب الدوري بكل قوة هذا الموسم.