سأتكلم بمنطق سياسي هذه المرة لذا ينبغي علينا أولا ان نعترف بقوة رفض هادي لخرايط الأوهام على حد وصفه في خطابه الأخير الذي كرر فيه رفضه أكثر من مرة لخارطة ولد الشيخ! لاحظوا وصفه للخارطة بأنها خارطة ولد الشيخ وليست خارطة أممية!! يبدو لي ان هذا التوصيف متصل بإيعاز ما لهادي يقول: لا تخف فهذه الخارطة ليست إلا اجتهاد فردي من ولد الشيخ وليست خارطة المنظمة الأممية!.. وإن لم يكن لهادي هذا الإيعاز فهذه كارثة سياسية بقصد أو بدون قصد ، وإذا كانت بقصد"أي الكارثة السياسية" فهي مقترنة اقتران قوة الخطابة عند هادي مع الانتكاسات الهادوية ،اذا جاز لنا التعبير، القوة الخطابية التي دائما تذكرنا بخطابات المنعطفات التاريخية عند هادي ومنها أول خطاب له من عدن عقب هروبه من صنعاء وعدوله عن الاستقالة وقد كان الخطاب الذي أشعل فتيل الحرب وعلى إثره تم غزو عدن من قبل المليشيات الانقلابية!. مايميز قوة الخطابة لدى هادي مع الجماعة الانقلابية دائما ليس انها نذير الحرب ولاحتى انها نذير الانتكاسة عند هادي ولكن حشدها للمتناقضات وجمعها للبيض في سلة واحدة،مثلا يشيد ويستحضر دور الحراك الجنوبي السلمي وهو هنا يشير للمقاومة الجنوبية! ويشيد في نفس الوقت ويستحضر دور الثورة الشبابية التي انطلقت في صنعاء وهو هنا يشير لمقاومة الشمال الشعبية! هذه المتناقضات لخصها هادي لنا قبل هذا في تعيينه مجموعة المستشارين المجموعة الغير متجانسة والمكونة من : العطاس وجباري وبن دغر حينها.. الغريب كل مرة في قوة الخطابة لدى هادي بنقائضها الغير متجانسة هو ما الذي يجعل هذه النقائض تبدو لنا نظريا متماسكة وعند مستوى مقارعة الانقلابيين؟! الاجابة: العامل المشترك او لنقل مسيس حاجة النقيض للآخر لدحر الشر الأعظم والماحق (القوى الانقلابية)! لكن على الجنوبيين ان يتساءلوا : هل ترجم هذا التماسك النظري عمليا في سبيل الحاق الهزيمة بالقوى الانقلابية شمالا حتى نطمئن للاستمرارية؟! أم ان حلقة المراوحة شمالا على مشارف مديرية نهم كفيلة بالجواب! يبدو لي ان هذه الحماسة الجنوبية لهادي تكمن في انها الخيار الإجباري الوحيد للسير عنوة في طريق الحذلقة والتذاكي السياسي! هذا ونحن نمارس غض الطرف عن كل الضرب تحت الحزام الذي يتلقاه الجنوبيين كل يوم! العنصر المربك بين قوة خطابة هادي اليوم في الرياض وقوة خطابة الأمس في عدن هو: اندساس ربما عنصر الإيعاز السعودي بأن هذه الخارطة هي اجتهاد فردي من ولد الشيخ!.