في ظل المتغيرات التي مرت بها اليمن تشكلت منظومة سياسية في الجنوب بشكل عام وحضرموت بشكل خاص، وبالرغم من السيطرة الشكلية على الأراضي الجنوبية من قبل أبنائها بمساعدة الحلفاء، إلا ن مستقبل الوضع في الجنوب يظل غامض، مع وجود مخاوف كثيرة لدى المواطنين من مالات الوضع في المستقبل والمستقبل القريب . ما يزيد على سنة ونصف منذ أن سيطر الجنوبيون على عدن عاصمة الجنوب سابقا، ورغم تفاءل أبناء الجنوب بهذا المنجز إلا أن الأوضاع في الجنوب لم تسر على ما يرام فحسب، بل أصبحت مناطق الجنوب مع الأسف عبارة عن مساحات نفوذ لأمراء حرب، فبدلاً من أن تستغل المرحلة لبناء كيان سياسي وترسيخ سلطة الامر الواقع، تحولت عدن إلى ساحة لانتزاع نفوذ مناطقي واحتدم الصراع بشكل أزمات خدمية وأمنية، وأضحى المواطن البسيط أول ضحاياها.
كان الأجدر بقيادات الجنوب اقتناص الفرصة التاريخية، والتي لن تتكرر بعمل التالي:
بناء كيان سياسي جنوبي شبية بالنموذج الكردي.
تشكيل قيادة موحدة توزع السلطة فيها بين حضرموت والمحافظات الغربية في ضل تفاهم معين يحفظ للجميع حقوقهم مع قياده موحدة عسكرية وسياسية.
فرض أمر واقع سياسي واقتصادي وعسكري مادامت الفرصة سانحة. رسم خارطة طريق للمستقبل تضمن للجميع حقوقهم.
التعامل مع التحالف وفق كيان سياسي موحد، مثلما تعامل إقليم كردستان مع التحالف الدولي في العراق. اعتبار قرار خوض الحرب في الحد الجنوبي السعودي مع الحلفاء وفق خطة تخدم المشروع في الجنوب وليس مجرد جنود يبحثون عن راتب اخر الشهر.
ندرك ان الأشقاء في التحالف لديهم مصالح يجب أن نحافظ عليها ولدينا نحن في حضرموت والجنوب مصالح يجب أن يحافظوا عليها، فالحلفاء لم يأتوا إلى الجنوب من أجل سواد عيوننا ونحن لم نذهب للحرب من أجل غزل رومنسي سطحي كما يصوره البعض ،الكل لديه أهدافه وبالتالي يجب أن نتعامل برجولة مع الموقف بدلا من "تقبيل الخشوم "الذي ينتهجه البعض.
للأسف مازال العبث مستمر لغاية الآن، ولا تلوح في الأفق أي حلول منطقية للوضع، وبالتالي النهاية الحتمية للوضع في الجنوب أحد الاحتمالات التالية:
1- النموذج الصومالي هو الأقرب إلى الواقع مع اختلاف المسميات مع وجود بعض الاستقرار في حضرموت للمصالح الدولية وقد يتطور إلى وضع آخر، وذلك في حال تحول الوضع الى ما يشيه الحرب المنسية وضعف نفوذ المركز الزيدي في صنعاء .
2- تسليم الجنوب للسلطة الشرعية في صنعاء وبالتالي سيعود الوضع إلى ما قبل عام 2011م . وذلك في حالة توقيع إتفاق لإنهاء الحرب.
اخواننا في التحالف أتوا إلى الجنوب وحضرموت وقدموا الكثير، وعلينا نحن أن نقدم لأنفسنا القليل، ونشكل نموذج سياسي يتيح لنا السيطرة على الارض وفرض أمر واقع سياسي واقتصادي وعسكري يتيح لنا إمكانية الدفاع عن أرضنا في حالة أجبر التحالف من قبل المجتمع الدولي على أي أمر غير محمود، نحن نعرف أن التحالف ملزم بقرارات دولية ولا يستطيع أن يقاوم تلك القرار على الأقل في حالة التسوية السياسية يكون معنا ما ندافع به عن أنفسنا ولن يتحقق ذلك بغير إرادة موحدة ، وإذا لم نستطع ذلك علينا أن نحافظ على دماء أبنائنا ونعترف بالأمر الواقع ونقبل بأي صفقة قادمة والتي بالطبع لن تكون في صالحنا ولكن على الأقل يحفظ للمواطن البسيط بعض حقوقه .