في مشهد تراجيدي مؤثر أبكى كل من شهده...كان لقاء الطفل الاسير بامه في مأرب عند الافراج عنه وزملائه الاطفال الذين رمت بهم مليشيات الاجرام في اتون الحرب كوقود لاشعالها ، لاحراق اليمن السعيد الذي اصبح في عهدهم تعيسا. نعم كان المشهد مؤثرا بكل ماتعنيه الكلمة ، حين التقئ الطفل بامه ، وتعانقا ، وبكيا بحرقة شديدة تترجم لوعة الفراق وألم القهر فسيطر الوجوم على علئ الجمع الحاضر واجهش الغالبية بالبكاء تجاوبا مع ذلك الموقف الذي ابكى الانسانية كلها. وحق للجميع ان يبكوا ألما وحسرة علئ شعب يباد ، ويرمى بفلذات اكباده الى اتون حرب مجنونة فرضتها عصابات فاقدة لقيم العدل والخير والاخلاق الانسانية ناهيك عن الدين الذي يتشدقون به وهم يضربونه في مقتل. كان سلوكا همجيا بربريا من مليشيات الحوثي والمخلوع وهم يأخذون الاطفال من مدارسهم عنوة دون علم ذويهم ويرمونهم في محارق الموت الجماعي دون رحمة ...ولكن كيف ترحم الوحوش الضارية فرائسها !! اسر الطفل ورفاقه في مأرب...فتجلت رجولة الرجال الميامين واصالتهم الصافية النقية في العفو عند المقدرة ...انهم ملوك سبأ بانفتهم المعهودة ، وشهامتهم العربية الاصيلة .. اطلقوا سراح الاطفال وسلموهم لذويهم دون قيد اوشرط في محاولة للحفاظ علئ ما تبقئ من قيم اهدرتها عصابات الاجرام الحوثعفاشية في غفلة من الزمن. شكرا لكم يا ملوك سبأ علئ هذه الاخلاق العالية ، وهذا التسامي فوق الجراح ، وهذه الوطنية المتجلية سلوكا رفيعا يحفظ الحياة لماتبقى من ابناء الوطن في مقابل الموت الزؤم الذي تهديه عصابات الاجرام الهمجية لابناء الوطن حين اصبح الوطن اسيرا لاحقادهم وشهواتهم الحيوانية الهمجية ... وشتان بين الثراء والثريا .