وجود المال ليس شرطاً كي يجعلك من الناجحين ؛ الموهبة ، العزيمة ، الثقة ، التوفيق كل ذلك من شروط النجاح لمن أراد أن يكون في ركب الناجحين . يقول الكاتب الرائع محمد الرطيان : " العازف الماهر تكفيه ثلاثة أصابع ليعزف لك مقطوعة موسيقية ساحرة ، توفر الإمكانيات لا يعني الجودة دائما "
كان ريال مدريد تحت قيادة الإسباني الحاذق بينيتيز فريقاً يملك الإمكانيات لكنه لم يملك الروح التي تجعل الجودة الفنية ظاهرةً في الفريق الملكي . مطلع العام الحالي ، وتحديداً في الخامس من شهر يناير أعلن رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز عن إقالة المدرب الإسباني رفائيل بينيتيز بعد سلسلة من النتائج السلبية التي لحقت بالفريق ، و تعيين النجم الدولي السابق زين الدين زيدان مدرباً للفريق الأول كمفاجئةٍ أسالت الكثير من الحبر في الصحف الرياضية الأوروبية بشكل عام و الإسبانية بشكل خاص .
ذلك أن زيدان لا يملك سجلاً كبيراً في عالم التدريب و الجلوس على مقاعد البدلاء ، و إدارة نجوم تبلغ قيمتهم السوقية نصف مليار دولار تقريباً . زيدان كلاعب من الناحية الفنية لا يختلفُ عليه اثنان ، و يمتلكُ تاريخاً عظيماً مليئاً بالإنجازاتِ ؛ حيث تمكن من التتويج بكافة الألقاب التي يطمح إليها الكبار على المستوى الفردي و الجماعي .
هجوم لاذع :
المدرب الألماني الشهير أوتمار هيتسفيلد هاجم قرار تعيين زيدان كمدرب للفريق الملكي و اصفاً إياه بالقرار المجنون حيث قال : " لقد فاز زيدان باليانصيب ، إنه يعيش على شهرته كلاعب ، وكونك كنت لاعبا عظيما لا يعني بالتأكيد أنك ستكون مدربا جيدا."
البداية من سانتياغو برنابيو :
كانت مباراة زيدان الأولى له كمدرب للفريق الأول على ملعب سانتياغو برنابيو و أمام ديبورتيفو لاكورونيا ، و تحت أنظار 71 ألف متفرج ، ظهر الفريقُ في تلك المباراة بشكل مغايرٍ ، و استطاع أن يحقق الانتصار بخمسة أهداف دون رد ، ويسجل التاريخ أول انتصار لزيدان في أولى مبارياته كمدرب للفريق الملكي. أن تفوزَ في مباراتك الأولى ، و تسيطرُ على ذلك الكم الهائل من النجوم و تقود فريقاً بحجم ريال مدريد الذي لا يعرف إلا لغة الانتصار ، وبنتيجةٍ كبيرة ، و تقدم أداءً فنياً راقياً ؛ذلك كله يعني أنك تسير في الطريق الصحيح .
عندما يتنبأ لك الكبار بالنجاح :
بعد مضي عشرةُ أيامٍ على تعيين زيزو كمدربٍ لريال مدريد ، و ظهوره على مقاعد البدلاء توقع المدرب الإيطالي الكبير فابيو كابيللو نجاح زيدان ، و قيادة فريقه ريال مدريد إلى التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا حيث قال :" زيدان يُمكنه أن يصبح مدربًا كبيرًا، لديه الكاريزما التي قد تمكنه من تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا " في علم النفس هناك ما يعرف بالانطباع الأول ، و يقصد به تكوين الصورة الذهنية عن الشخص منذ الوهلة الأولى ، شخصية ناجحة أو فاشلة واثقة أو غير ذلك وهكذا . زيدان استطاع أن يكرَّسَ عن شخصه صورةً ذهنية مفادها سأكونُ مدرباً عظيماً .
ماذا عن الكلاسيكو الأول :
مباراة القمة أمام برشلونة و على أرضية ملعب كامب نو الذي يعرفه زيدان جيداً . الجميع كان يتوقع أن تكون المباراة الأخيرة لزيدان لأن طوفان ما يسمى ب ( MSN ) لن يرحمه . شاء القدر أن يكون زيدان هو ثاني مدرب في تاريخ ريال مدريد يحقق الانتصار في أول كلاسيكو له على أرضية ملعب الكامب نو ، و ينهي الدوري في المركز الثاني خلف برشلونة المتصدر بفارق نقطة واحدة بعد أن كان الفارق ثلاثة عشر نقطة .
عندما تبحث عن النجاح يبحث عنك :
ريال مدريد يصل إلى نهائي دوري أبطال أروربا تحت قيادة زين الدين زيدان ويتوج باللقب للمرة الحادية عشرة في تاريخيه ، ويضيف زيزو اسمه إلى لائحة المتوجين بالبطولة كلاعب و مدرب .
أرقام و أشياء أخرى :
ريال مدريد يمتلك رقماً قياسياً مع المدرب الهولندي ليو بينهاكر في عدد المباريات المتتالية دون هزيمة ، وقد تحقق ذلك عام 88/89 حيث بلغ عدد المباريات المتتالية 34 مباراة . الرقم القياسي ظل صامداً حتى مباراة ريال مدريد و بروسيا دورتموند في ختام دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا عندما استطاع ريال زيدان معادلة الرقم ب 34 مباراة متواصلة دون خسارة .
بعيداً عن الرياضة هُنا اكتب عن النجاح :
في ابسط تعريف للنجاح كما عرفه جون سي ماكسويل يمكن القول أن النجاح هو أن تعرف هدفك في الحياة و أن تنمو حتى تصل إلى أقصى قدراتك و أن تزرع بذور الخير للناس . في كافة مناحي الحياة إن لم يكن لنا أهدافاً نضعها أمام أعيننا فإننا لن نصل إلى شيء . زيدان وضع أمام عيناه التتويج بلقب ما ، و ركز جهده على هذا الهدف حتى وصل إليه رغم كل الصعوبات و المعوقات التي اعترضت طريقه .
أيها الشاب العربي ضع لك أهدافاً تود أن تحققها ، و ذلِّل الصِّعاب التي تعترض طريقك وحتماً ستصل إلى مبتغاك إن شاء الله .
