اثارت تصريحات القيادي السابق في الحراك عبدالله حسن الناخبي المويدة للثورة والمطالبة بحل للقضية الجنوبية في اطار الوحدة اليمنية بعد سقوط النظام على اساس اتحاد فدرالى بين اقليمين شمال وجنوب حالة جدل في اوساط قيادات الحراك دفع بهم خلال اليومين الماضية الى الاعلان عن تنحيته من منصبه كاميناً عاماً للمجلس الأعلى للحراك". ونص القرار الذي اتخذه المجلس الاعلى للحراك بحضور عدد من أعضاءه وعقد بمديرية ميفعة بمحافظة شبوة الجمعة الماضية على اعفاء الناخبي وتعيين السفير السابق قاسم عسكر جبران خلفاً له.
وكانت الامناء قد اجرت قبل اسبوعين من هذه المستجدات حواراً مع القيادي في الحراك عبدالله حسن الناخبي ناقشت فيه عدد من القضايا والمواقف التي اثارت هذا الجدل كما ناقشت معه الاسباب وراء عدم تطابق وجهات النظر بشان حل القضية الجنوبية والموقف من ثورة الشباب فالي الحوار:-
حاوره \ الأمناء
* تصريحاتكم الداعمه للثورة الشبابية أزعجت المجلس الاعلى للحراك الذي أنت امين عام له فلماذا اتخذت هذا الموقف؟ - موقفنا وتصريحاتنا أزعجت السلطة وكانت محل اعجاب عدد كبير من الشعب والثوار واعتبر هذا وضع صحي عندما ينتقد شخصا او اشخاص في الحراك السلمي،ونحن سبق ووجهت دعوة الى القيادة في الحراك والقواعد والانصار بان يلتحقوا بثورة الشباب دعما للثورة وتفويت الفرصة على السلطة التي حاولت وضع الانقسام في الشارع الجنوبي وهذا الالتحاق بالثورة هو احتراما وتقديرا وتواضع منا للملايين من الرجال والنساء المعتصمن في ساحات التغيير جنوبا وشمالا والذين يسطرون بنضالهم هذا تاريخا جديدا حتى صار حقا وسماء الثورة ارفع من كل السقوف.
* هناك قيادة بالحراك تتماشى توجهاتها مع موقفكم تجاه ثورة الشباب،لماذا برأيكم لايفصحون عنها؟ - في كل ساحة من ساحات الاعتصام في الجنوب الالاف من الحراكيين وانصارهم يشكلون جزءا لا يتجزأ من الثورة السلمية ويشتركون بالمسيرات والاضرابات في كل محافظة ووحدوا فعاليتهم مع فعاليات شباب الثورة وهذا اصدق تعبير وافصاح عن موقفهم،وانا لازلت اجدد الدعوة لهم بالتمسك ببرنامج الثورة حتى سقوط النظام بكل اركانه ومؤسساته.
* يقال بأنك عندما تصرح لا تمثل الا نفسك؟ هل لك مناصرين في قيادة الحراك؟ - لابد لنا في الحراك الجنوبي من ايجاد مساحة للرأي والرأي الآخر واحترام التعدد والتنوع وعلينا ان ندرك جيدا اننا لسنا المعبرين الوحيدين عن الشعب في الجنوب وعلينا ان نفتح قلوبنا وصدورنا وندرك ان ابناء الجنوب بكافة اطيافهم ومشاربهم شركاءنا في تقرير مصير الجنوب وعلينا ان ننزل ونتواضع ونقبل بما يجمع عليه شعب الجنوب من خيرات وهنا لايهم من يقول ان موقف فلان من الناس تعبير عن نفسه اهم شيء ان تتوافق هذه المواقف مع موقف الشعب صاحب الحق ، اما عن الانصار في الحراك الجنوبي لهذا الموقف فهناك الالاف من المناضلين في الجنوب يوافقون هذا الرأي وهم كثر من العقلاء والناضجين في المجلس الاعلى والمحافظات والمديريات والتواصل بيننا وبينهم يوميا وكذلك مع عدد من شباب ساحة التغيير.
* لماذا لم تذهب الى القاهرة وهل وجهت لك الدعوة؟ - لم توجه الدعوة ربما لاسباب امنية وقد تابعت لقاء القاهرة واعلنت مباركتي له وحان الوقت لعقد مؤتمر وطني عام لابناء الجنوب بعد رحيل راس النظام يحضره ممثلين من كافة ابناء الجنوب بدون استثناء بما فيهم العاملين في السلطة من ابناء الجنوب وفي المحافظات الجنوبية وكذلك النازحين في الشمال والخارج منذ السبعينات واحداث يناير وبعد 94م ،وهنا اسجل شكري وتقديري لوجهة نظر انصاف مايو والمحافظ السابق لابين احمد الميسري وعمر عبدالصمد وبن شيفون والكاتب ناصر يحيى وعدد كبير من القادة الجنوبيين الموافقين على هذا الرأي ولا يتسع الوقت لسرد اسمائهم.
* اربع سنوات للحراك الجنوبي ماهي النتائج التي حققها في مسيرته النضالية؟ - حقق الحراك الجنوبي الاتي: 1- ابتدع فكرة النضال السلمي ونزل الى الشارع ضد عنفوان السلطة، 2- كسر حاجز الخوف عند الشعب لمواجهة القمع والاستبداد، 3- نضم عدد من الفعاليات في المدن والارياف واوجد تنظيمات تقود النشاط وهي التي في 9/5/2009م باستثناء (تاج) التي لازالت تغرد خارج السرب، 4- قدمت تضحيات 724 شهيدا و1600 جريح واكثر من 25000 تعرضوا للسجن، 5- رسخ التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب، 6- اظهر قضية ابناء الجنوب اقليميا وعربيا ودوليا، 7- شكل جزء لايتجزأ من الثورة السلمية المطالبة بتغيير النظام رغم كل ذلك ارى اننا لم نحقق للشعب حتى الان أي شيء من اهدافه في حل القضية الجنوبية.
* الا ترى انه من الانصاف ان تكون القضية الجنوبية هدف من اهداف الثورة الشبابية وهل هذا يلبي طموحات شعب الجنوب؟ - عندما قرأت اهداف الثورة الشبابية الستة الصادرة من شباب التغيير من صنعاء واهداف اخرى لساحة الحرية لتعز فوصلت مع شباب في ساحات التغيير في عدن على ان يلحوا على وضع قضية الجنوب البند السابع لثورة الشباب واعلن تصريح بهذا الشأن في قناة سهيل لدعوة الشباب بان يصنعوا من اهدافهم حل للقضية الجنوبية حلا عادلا بما يرتقي مع تضحيات شعب الجنوب.
* يقال انك على تنسيق مع احزاب اللقاء المشترك وتأتي تصريحات لمناصرة الثورة تحت هذا السياق؟ - احزاب اللقاء المشترك احزاب وطنية وتضم في صفوفها صفوت المناضلين اليمنيين وتعرضوا للظلم والاضطهاد والقمع من قبل السلطة بسبب موقفهم الوطني ونجحوا في معارضة سلطة ومناصرة ثورة الشباب وهم يمثلون جزءا اساسيا من قبل الثورة السلمية ولنا رفاق واصدقاء من كل الاحزاب نحترمهم ونحترم ارائهم ومواقفهم وكان الخلاف بيننا وبينهم قبل عام على عدم النزول الى الشارع الشمالي ولكن اليوم وقد نزلوا الى الشارع واثبتوا وجودهم فاننا نعتذر لهم عما حصل من خلاف وقد رفضنا بداية هذا العام حضور اجتماع دعى اليه باعوم في يافع في يناير 2011م عندما رفضت حضور الاجتماعات باستقالة من الاشتراكي والمشترك وزملائي في المجلس يعرفون بذلك وماهو موجود اليوم هو تطابق وجهات النظر مع المشترك ويشرفنا ذلك وانا مع ان نفتح حوارا وطنيا بما فيه مصلحة الوطن مع المشترك وكل الفعاليات السياسية.
* انت امين عام لاكبر مكون في الجنوب المطالب بالاستقلال فكيف تم التحول على هذا المسار؟ - عندما رفض النظام الاعتراف بنضالنا وقضيتنا طالبنا في الحراك الجنوبي بفك الارتباط مع الرئيس ونظامه وجاءت تطورات بعد انتصار الثورة في تونس ومصر وخرج الشعب اليمني شمالا وجنوبا معلنا ثورة سلمية للاطاحة بالرئيس وستواصل بتغيير نظامه وتحول الجنوب كله الى ساحات اعتصام لملايين من الرجال والنساء على مدى اربع اشهر ليلا ونهارا واظهرت الثورة نموذجا وواقع جديدا من الوعي والثقافة والقيم والمبادئ والتضحية والاستبسال دفعنا بالاعلان باننا جزء من هذه الثورة وفعالياتها بمعنى ان الثورة تستحق مساندتها ونصرتها والحفاظ عليها لان انتصارها هو الانتصار الحقيقي لقضية الجنوب وقد اظهرت الثورة انسجاما وتضامنا بين ابناء الشمال والجنوب في صنعاءوعدن وحضرموت وتعز وبقية محافظات اليمن وتجلي باحتفالات يوم الوحدة 22 مايو واعادة الى القلوب والنفوس الوحدة الحقيقية قبل 94م وهذا يفرض علينا مراجعة خطابنا السياسي السابق واجلالا للثورة قلنا اننا اعلنا فك الارتباط مع علي عبدالله صالح ونظامه وليس مع الشعب في الشمال بمعنى ذلك ان تظل الوحدة بعد ترحيل وتغيير نظامه خيارا لا رجعة فيه على اساس شكل نظام الحكم اتحادي فيدرالي واعادت صياغة الوحدة على اساس الشراكة المتساوية واقليمين شمال وجنوب ونحن لن نكون الا مع ارادة الشعب والرى في الاول والاخير هو لشعب الجنوب.
* ماذا اذا تم رفض فيدرالية العطاس من قبل الطرف الاخرى في الشمال؟ - الشماليين لن يرفضون أي حل لقضية الجنوب يجمع عليه كافة ابناء الجنوب وهنا فان الاعتراف بقضية الجنوب معنية ان يعترف بها اولا من قبل ابناء الجنوب انفسهم وان يجمعوا على تلخيص قضيتهم وجوهر حلها وعلينا بان للجنوبيين الان عدة مواقف فمنهم من يرى ان الوحدة بشكلها الحالي يقبل بها ومنهم من يرى ان يعاد صياغتها بعقد اجتماعي جديد وبشراكة بين الشمال والجنوب كون الوحدة برأيهم قد قتلت في 94م ومنهم من يرى ضرورة الانفصال واستعادة دولة الجنوب وامام هذا الموقف فان على الجنوبيين عقد مؤتمر وطني عاما ليس للحراك بل للجنوبيين كافة ويتفقون على أي راي من هذه الاراء الثلاثة والذي يرجح بالاغلبية يتم الالتزام به وتحدد نخبة للحوار مع الاخوة الشماليين وفي حالة اجماعهم على ذلك بالتأكيد سيوافق عليها ابناء الشمال وعلينا في الجنوب ان نفعل مبدأ التصالح والتسامح ويشمل كافة الجنوبيين وان نفتح صفحة جديدة لقبول بعضنا البعض ويعلم الجميع اننا شركاء في هذا الوطن.
* ماموقفك بعد سقوط النظام لحل القضية الجنوبية؟ - بعد سقوط النظام وبعد اجماع الجنوبيين على ان الوحدة ستبقى خيارا لارجعة فيه ولكن بشكل اتحادي بين اقليمين الشمال والجنوب واتوقع ان توافق الحكومة الانتقالية والمجلس الانتقالي للقبول بذلك وان يشرع الجميع في تحديد جديد عقد الشراكة في الوحدة بين اقليمين الشمال والجنوب وان يتفق على تعديل الدستور وان يكون نظام الحكم (فيدرالي اتحادي) لفترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات ويتم فيها بناء وإعادة كل ماسلب ونهب وخرب في الجنوب واعادة المتقاعدين وتشغيل العاطلين عن العمل واستقرار الحياة المعيشية وضمان التعليم والصحة المجاني وتوفير كافة مستلزمات الحياة في المدينة والريف من مياه وكهرباء وطرقات وخدمات اخرى وتوفير فرص العمل وفرص الاستثمار وتنشيط الميناء والزراعة والاسماك والتوزيع العادل لثروة وبمعنى اخر استعادة كل ممتلكات الجنوب وضمان العاملين فيها وتشرف على ذلك حكومة محلية في عدن تكون المشاركة للجنوبيين على اساس المساواة بين المحافظات وعلى اساس الكفاءة والتخصص وتعطي كل ذي حق حقه ويتم التعويض العادل من ظلم من ابناء الجنوب مع ضمان الشراكة المتساوية بين الاقليمين والوزارات المركزية والدفاع والداخلية والخارجية ومؤسسات الرئاسة وان يتم بناء الجيش على اساس وطني على ان يكون جميع الجنوبيين شركاء ممثلين على حساب الجنوب وبعد الفترة الانتقالية تعطي الفرصة لابناء الجنوب باستفتاء على الوحدة وبالتاكيد اذا حلت كل هذه الامور دون تراجع ودون عرقلة من المركز سيقول الجميع نعم لبقاء وحدة الشراكة.
* هل باعتقادك بان الاخوان في الشمال سيعيدون كل مانهب من الجنوب؟ - مسالة ما نهب من الجنوب هي اكبر المشكلات التي ينبغي ان يضع لها حلول لاستعادتها وعلينا بالجنوب ان نكون جاهزين باعداد كشوفات تحصى وتحصر بدقة كل ما سلب ونهب من الممتلكات العامة والخاصة خلال ومابعد 94م والاستفادة من قدرات الكوادر المتخصصة من مدرسين الجامعة والطلاب وذوي المواهب في هذا المجال مثال الدكتور حسين العاقل والدكتور حلبوب وغيرهم من ابناء الجنوب وان تقيم مادياً قيمة تلك المخربة والمنهوبة بما في ذلك معدات ومعسكرات الجيش والامن والمطارات والمؤسسات والشركات والاراضي والمنشات الحكومية والتعاونيات واي ممتلكات خاصة وبما ان المؤسسة الاقتصادية اليمنية كانت قد استولت على اقتصاديات الجنوب وهي ملكية خاصة للرئيس وعلينا بالجنوب رفع قضية لاستعادة جزء من ممتلكات الجنوب من ثروة الرئيس المرحل تقدر ب53 مليار وبحكم ان المشكلة كبيرة وان النهب استمر 20 عاما فان قيمة مانهب وخرب سيكون بمئات المليارات من الدولارات واشراك دول الجوار والجامعة العربية والمجتمع الدولي بحضور تجديد عقد الشراكة للوحدة حتى يتفهمون جوهر وحجم المشكلة ويسهمون مع الجنوب والشمال بحلها ودول الخليج والسعودية وذلك ممكنا اذا تفهمت القيادة الجديدة هذا الوضع اما ما تبقى من ممتلكات واراضي ومنشآت الجنوب مع مسؤولون سواء رحلوا او من العناصر التي انظمت الى الثورة سيعودوها وموقفنا سيكون بهذا الاتجاه وانا على ثقة ان الاوضاع ستتغير بعد ان يرحل الرئيس وتغير نظامه وان من اعتنق قيم الثورة وناضل ضد ظلم الرئيس المخلوع لايشرفه بعد ان يمارس نفس السلوك فالثورة ستخلق سلوكا جديدا وقيم جديدة اساسها الوقوف ضد الظلم وسيكون الاتجاه العام بناء وطن وشعب وليس بناء اشخاص على حساب الوطن وان هناك ستكون قوانين ومحاسبة لترسيخ هذه القيم.