طبيعي ياسعادة الوزير عبدالملك المخلافي أن تكون خطة أمنية متفقة وتتفق معها كل جميع الأطراف وهو موضع " امل " ، وهي اُمنية كل الشعب اليمني شماله وجنوبه يؤمن بحق الإنسان في حياة آمنة مطمئنة ، ولاسيما بعد أن اثبتت الحرب الهوجاء التي أغرقتنا في سيل من الدماء والدموع والالام وتركت حزنا في كل بيت الا سبيل إلى هذه الأُمنية ؟! التي ستوفر حتماً لكل مواطن حقه دون إستعلاء طرف على آخر ؟! فيعود كل طرف لمحاسبة نفسه ليرى مدى ماحققته هذه الحرب من خسارة . كيف أخفقت دبلوماسيتك وكيف انقلبت إنسانيتك بعد كل ماحدث على طاولات الإجتماعات وبكل طاقاتها المُمهدة ونسف كل شيء ، حتى بقية من الوشائج الخيرة التي تربط بين الإنسان والإنسان نسفت . ثم سهوتك من كون المعارك في باب المندب " مجرد ضغط " ! وهم من تجردوا من سماحة السلم والإسلام وفتحوا وسمحوا بوجود سموم المذاهب الهدّامة الدخيلة على مجتمعنا . لاأريد أن اجاملك مع إحترامي لك سعادة الوزير ، ولكني أكتفي بالقول ، أننا على مفترق طرق وأي عملية " ضغط" من أجل مفاوضات موهومة فاشلة هي دبلوماسية حمقاء ، وأن المهزومون هم أولئك الذين سيتقبلون الهزيمة ، فلا شك أن تصريحك وقع في " المحضور " فالمقاومة وشباب الجنوب لن يتجمدوا عند نقطة باب المندب وهذه أصعب المفاهيم المستعصية على الشرح ، فالجنوب اليوم ذوو مفهوم آخر ! فنحن إذن على موعد مع .. إما أن ناخذ من تجاربنا السابقة درساً نسلك به طريقنا الآمثل الى الحرية ، أو نستعد ليوم الفصل القادم وانه لا محالة .
وفي هذه الغمرة من التناقضات لابد من أن نتساءل كيف يمكن لحكومتنا الشرعية أن تحقق وعودها بتوفير الأمن وإستعادة غدا جديد من تسببته الحرب من أذى ومن خراب ودمار التي ذهب ضحيتها الالاف من الشباب والابرياء .