بدايةً أود أن أقول أننا ضد الإرهاب بكآفة صوره وأشكاله وأنواعه ومن أي طرف كان سواء من أفراد أو منظمات أو أحزاب أو تيارات أو أديان أو مذاهب أو حتى أنظمة. نحن ننشد السلام والوئام والحب الاحترام بين جميع شعوب العالم، نحن مع الحرية والديمقراطية والعدالة والنظام والقانون والأمن والأمان والاستقرار، نحن نحب كل الإنسانية بغض النظر عن ألوانهم وأشكالهم وأديانهم ومذاهبهم وأعراقهم ولغاتهم. ونرى أن ما قامت به طائرات دونالد ترامب في اليمن قبل (3) أيام وبالتحديد في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء لن يقضي على الإرهاب كما يزعم من قاموا بهذا العمل بل يزيد من تفشي الإرهاب، نحن لدينا قناعة تأمّة بأن قتل النساء والأطفال الأبرياء وترويع الآمنين في مساكنهم لن يقضي على الإرهاب بل يزيد ويولد الإرهاب. أهلنا في اليمن يعانون من الإرهاب بكل صوره وأشكاله وأنواعه فهناك من يستخدم السلاح والقنابل والمفخخات والمتفجرات ضد خصومه السياسيين ويقوم بقتل الناس دون تمييز بين كبير وصغير وامرأه ورجل، وهناك من يمارس الإرهاب الفكري ضد كل من يخالفهم الرأي بالكذب والتزوير والتحريض والتشويه، وكذا عبر ما يحدثه الإرهاب الدموي من تخويف وترهيب. اليمنيون قبل غيرهم معنيون بمحاربة الإرهاب ولكن ليس على الطريقة الترامبية. على مدى سنوات من ادّعى أمريكا وبعض دول الغرب محاربة الإرهاب، نرى أن الإرهاب يزداد ويتعاظم، ويُسقِط مناطق ومدن، ويضرب بيده حيث يريد، ويتكاثر أتباعه والمتعاطفين معهم، بسبب الطريقة الخاطئة التي انتهجتها أمريكا وبعض دول الغرب في التعامل مع هذا الملف "إذا افترضنا أن الأمريكان والغرب فعلاً يحاربون الإرهاب. إذا كان لدى ترامب نية حقيقية في محاربة الإرهاب سيجد الكثير من مناصريه وخصوصاً في الشرق الأوسط الذي اكتوى أكثر من غيره بنار الإرهاب ولكن على "ترامب" اختيار الطريقة الصحيحة والمناسبة في التعامل مع هذا الملف المعقد. محاربة الإرهاب يحتاج إلى دراسة متأنية وعمل دقيق للغاية، وعدم تعميم الإرهاب على شعوب أو ديانات أو مذاهب بأكملها لمجرد أن فلان أو علان من الإرهابيين ينتمي إلى هذه المنطقة أو تلك الديانة ونحن نقول ونردد كل يوم بأن الإرهاب لا دين ولا وطن له. نحن لا نتحدث كثيراً في هذا الموضوع لأن الموضوع أكبر من أن نتناوله في مقال أو منشور ولكن ما دفعنا للحديث بهذا الخصوص هي العملية المشار إليها أعلاه، لأنها أول عملية منذ أن تولى ترامب رئاسة أمريكا، وهذه العملية توحي بأننا أمام (4 أو 8) سنوات مليئة بالأخطاء في طريقة محاربة الإرهاب، وهذه الأخطاء قد تزيد من تفشي الإرهاب وتكاثر الإرهابيين.