عاشت عدن حقبة ذهبية ضربت فيها اروع الامثلة في التعايش والقبول بالأخر والتنوع والتعدد الفكري والثقافي وحتى الديني كانت عدن ناد ادبي مفتوح كل من دخلها وزارها لا يجد فيها تمايز عرقي او مذهبي او ديني عدن مدينة الامن والسلام والتنوع والتعدد عدن الادب والثقافة عدن الجمال ما احلاها من ايام كانت جميله بجمال اهلها وقبولهم بالآخرين ما احلاها من ايام وانت تطرح رايك فيها ولاتجد من يسب ويشتم ويرهبك فكريا ما احلاك ياعدن يوم ان كان يتقاطر عليك الادباء والمفكرون من كل الاقطار ليتعلموا من ثقافتك وحضارتك ليس من الان بل من القديم اليس الامام احمد بن حنبل زارها ليأخذ من حكمها حديثا اليس زارها الفقيه عمارة اليمني ليأخذ من استاذه ابي بكر العندي الوزير وهو من حثه على قول الشعر اليس قد اخرجت عدن العلماء الذين انتشروا في الارض ونشروا العلم والثقافة وتتلمذ على ايديهم جماعة من كبار العلماء في العالم الاسلامي من السلف منهم: سفيان بن عيينة معمر بن راشد اسحاق بن راهويه عبدالله المروزي احمد بن سعيد الدارمي علي بن المديني الامام النسائي البخاري ابو داوؤد الترمذي احمد بن حنبل ابن ماجه مسلم محمد بن حاتم المروزي المفضل الجندي وابو حاتم الرازي وابو زرعة الرازي و ابو بكر بن خزيمة وغيرهم الكثير هكذا كانت عدن السلام وكانت محط الانظار فقد زارها امين الريحاني والثعالبي وغيرهم من المفكرين عدن السلام والتنوع والتعايش هذه عدن لكن هناك اليوم من لايريد لعدن ان تظهر بوجهها الباسم الوضاء هناك من يريد يدمر الحضارة والتاريخ هناك من يريد عدن محط للصراعات المناطقية العفنه هناك من يحاول تغطية التعايش والقبول بالاخرين لكن ستظل عدن مهد الثقافة والحضارة والعلم والأدب والتنوع وسيذهب اهل الظلام مثل مايذهب سرب الجراد وستنقشع الغمه وستعود عدن تبتسم وتفتح ابوابها لعشاق الادب والعلم وسيجتمع تحت مظلتها كل المثقفين والثوار على اختلاف مكوناتهم وثقافاتهم لان عدن من المدن التي اشتهرت بالتعدد والتنوع و ان المجتمعات الانسانية القائمة على التعدد تواجه مشاكل الاختلاف سواء كان اختلاف ديني او ثقافي، والتباين القيمي بسبب تباين الخلفيات المؤسسة لهذا التعدد وهي مشاكل التعامل معها بوعي يحول التناقض الى تكامل والتصادم الى تعايش والتعصب الى تسامح ،وقد يتعامل معها بانفعال يزيد اشتعال النار إن التنوع والتعدد والاختلاف في الكون واقع ملموس تحدث عنه القران ..والاختلاف في الحياة الانسانية ضرورة إجتماعية وإرادة الهية قال تعالى (ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) والانسان يحتاج إلى عقيدة يؤمن بها ولا يعيش الا في وسط جماعة يأنس بها ،وهنا ينشى التناقض بسبب العقائد وتباين المصالح وتعدد الثقافات في المجتمع القائم على التنوع في ظل دولة واحدة .. فكيف نحقق التعايش في مجتمع تنوعت ثقافاته وتباينت افكاره اولا نبحث عن المقومات المشتركة او نقاط الالتقاء والاتفاق وهي كثيرة لان الكل يتطلع الى ايجاد نقاط الاتفاق والمشتركات ويعتبرونه هدف لاسيما اذا كان المجتمع متعدد الثقافات والافكار ولن يتحقق ذلك الا بوعي المجتمع بكل مكوناته بأهمية التسامح والتصالح ونبذ المناطقية والحزبية في العلاقات بين الناس .. فالعنف والغضب والسيطرة والتصادم ومثيلاتها نزعات سهلة الحضور بين الناس ولا تحتاج إلا للمثيرات .كالاستفزاز والإساءة والتحدي والتعالي .. وهناك مقومات مشتركة للتعايش وهي كثيرة منها التربية وهي الاساس في ازدهار اي مجتمع ,المعرفة الواقعية للذات وللأخر الاعلام الهادف ولذلك اليوم نحو 90%من مشاكلنا في الجنوب سببها الاعلام او بعض الاعلاميين هم من يؤجج الفتن والصراعات ويهددوا التسامح فاذا تم توجيه الاعلام نحو نهج تصالحي تسامحي فإنه سيوجه الرأي العام في اتجاه القبول بالأخر وتعزيز التصالح والتسامح الحقيقي واتخاذ الحوار وسيلة لفض اي نزاع او خلاف. وجود انشطة مشتركة بين المكونات المختلفة ,معرفة اسباب الخلاف والتخلص منها* ثانيا: تجنب مهددات التعايش واهم ,الاستعلاء على الاخرين ,عدم المساواة في الحقوق والواجبات ,التدخل الخارجي الاستفزاز وهناك عوامل للاستفزاز اهمها: _السخرية واحتقار الاخرين _التحريض ضد الاخرين _الارهاب الفكري - تناقض الخطاب داخل المجموعة الواحدة التعايش المنشود لقد ثبت ان الاختلاف واقع كوني يستحيل إلغاءه والتعدد ضرورة اجتماعية والمواطنة حق انساني علينا ان نتعامل مع هذا الواقع بوعي يحقق التصالح في ظل التنوع والتكامل مع التعدد والتعامل في القواسم المشتركة علينا اذا اردنا وحدة وطنية راشدة وتعايشا سلميا يحافظ على وحدة المجتمع علينا ان نتوافق على الاتي: ان تكون الدولة في كل مؤسساتها مجسدة للتنوع الذي يقوم عليه المجتمع الالتزام بحقوق المواطنة للجميع ,قيام مؤسسات للعمل المشترك بين المكونات الالتزام بثوابت الوطن المساواة في التعامل لعدالة في توزيع الحقوق احترام التميز والجودة في العمل وانتهاج الحوار وسيلة لفض النزاعات احترام حقوق الانسان وحرياته الاساسية بهذا سوف نعيد لعدن مكانتها الرائدة وسوف تكون حاضرة في كل مكان في القلوب والالسن وفي المجتمعات مراجع المجتمع الانساني في القران الاسلام والتعايش السلمي