في 94 لم تكن الأمور واضحة عند كثير من الشعب والمتابع لسلسلة من الحقائق التاريخية منها البرامج الوثائقية للإعلامي توفيق جزوليت سيصل أن حقيقة حرب 94 هو سببها الإنقلاب على اتفاقية الوحدة وسحل أكثر من 150 مسؤول عسكري ومدني التابعين للسلطة في الجنوب والهجوم الغادر على ألويتهم العسكرية في كل من ذمار وعمران ومن ثم نكث على وثيقة العهد والإتفاق فلم يكن اعلان الإنفصال هو السبب في اندلاع حرب 94 ولم يكن الإنفصال ضمن أجندة علي سالم البيض ومهما كان اختلافي معه فالحق يقال فهو صرح بالرفض لهيمنة بيت الأحمر ( عفاش - محسن - ابو صادق ) على مقدرات الدولة والظروف آن ذاك كما هي يعلمها الجميع ساعدت المسخ الشيطاني في ابتلاع الوطن وبالأمس ظهر بكل ما أوتي من سفاهة يعلن أنها حرب شطرية ليلعب على ورقة المناطقية ويكسب مساندة من الشماليين كآخر ورقة له في هذه الحرب التي بدأها وعرّته على الملأ في مشهد تعود بنا الذاكرة إلى اعتراف عبدالله بن حسين الأحمر عن تأسيس حزب ظاهره اسلامي وباطنه سياسي خبيث والهدف منه كما قال له عفاش صاحب هذه الفكرة كونوا حزباً يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر. إضافة إلي أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها . وبالفعل تم بنجاح الإنقلاب على اتفاقية دولة الوحدة وظن عفاش أن هذه الحركة الماكرة ستنجح أيضا في الإنقلاب على المبادرة الخليجية ولكن أتى بالحوثي ليفعل ما فعله حزب الإصلاح وهدد عفاش بشن حرب شبيهة بحرب 94 و وصف الرئيس هادي ومن معه بالمهرولين وهم الذين سلمو له مفاتيح الجنوب وليست قواته التي انكسرت في منطقة العند وبعد ما احس عفاش والحوثي جدية الرئيس هادي في بناء يمن اتحادي سارعو بنشر اشاعات انه انفصالي وتخريب البلاد وعملوا على حلف لحصار هادي وتنفيذ شروطهم وعمل الرئيس على مراوغة اثبت أنه اذكى منهم وقدم استقالته ونزل إلى عدن وسحب استقالته ولخبط اوراقهم جعل عفاش يفقد أعصابه ويتصرف بتلك الهستيريا الفاضحة التي يقرأ منها كل من استمع إلى حديثه أن الرجل منزعج ليس حرصا على بقاء صنعاء عاصمة سياسية ولا خوفا من الانفصال لأن هادي مصمم على استعادة صنعاء من محتليها واستعادة الشرعية من مغتصبيها، ما يعني أن الانفصال ليس في وارد اجنداته . لكن ما أزعج الرجل هو فشل خطة اختطاف السلطة والسيطرة على الشرعية بالتحالف مع ألد أعدائه ممن ظل يسميهم ب”المتمردين” و”العملاء” وإن كان رد الرئيس بأن جنوب 2015 غير جنوب 94 فشعب الجنوب ضد عفاش قد اكتوى بناره حين قيام الوحدة الباطلة شرعا وقانونا مثل الشماليين اكتووا بنيران حكمه و ورقة المناطقية التي يعول عليها عفاش احترقت ولم يبقى معه سوى المرتزقة والمغلوب على أمرهم .