لم تكُن قائمة الفائزين بجوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما (أوسكار) لعام 2017 متوافقةً مع ما تنبّأ به صنّاع الأفلام والنقّاد حول العالم، فكانت السهرة مفاجئة. وقدّم الحفل هذا العام الإعلامي جيمي كيميل الذي سخر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر من مرة. فقد فاز فيلم "مونلايت" بأفضل فيلم، وليس "لا لا لاند"، وهو خطأ وقع فيه مقدّمو الحفل، وكذلك التوقعات حول الجائزة.
كما فاز كيسي أفليك بجائزة أفضل ممثل عن فيلم "مانشستر باي ذا سي"، وهي أول جائزة أوسكار لأفليك (41 عاماً)، الشقيق الأصغر للممثل والمخرج بين أفليك. وكانت التوقعات تُشير إلى ترجيح فوز راين غوزلينغ عن "لا لا لاند". من جانبها، فازت إيما ستون بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "لا لا لاند". وهذه أول جائزة تنالها ستون (28 عاماً) لتتفوق بذلك على الممثلتين الحائزتين سابقاً على الجائزة ميريل ستريب وناتالي بورتمان، واللتان كانتا مرشحتين للجائزة. وكانت جائزة أفضل مخرج لداميان شازيل عن "لا لا لاند". وهي أيضاً الجائزة الأولى لشازيل (32 عاماً) الذي أصبح أصغر شخص يفوز بجائزة الأوسكار في فئة الإخراج.
الممثلة فيولا دايفس فازت، كما التوقعات، بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "فينسيس". وتلعب دايفس دور ربة منزل تعاني منذ أمد في فيلم الدراما العائلية الأفريقي الأميركي. واكتسحت دايفس (51 عامًا) موسم الجوائز عن هذا الدور، إذ حصلت على جائزة غولدن غلوب وجائزة نقابة ممثلي السينما. من جهته، فاز ماهرشالا علي بجائزة "أوسكار" أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "مونلايت". وأدّى علي (43 عاماً) دور خوان تاجر المخدرات الذي يرعى صبيا أسود صغيرًا يعيش في ميامي مع أمه مدمنة المخدرات. أما عن فئة فيلم الرسوم المتحركة، فقد فاز فيلم "زوتوبيا" (إنتاج شركة ديزني) بالأوسكار، بعدما حقّق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وحصد إيرادات تزيد على مليار دولار في جميع أنحاء العالم. ومن ناحية الأفلام الأجنبية، فاز الفيلم الإيراني "ذا سيلزمان" (البائع) بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي، وهو فيلم درامي عن الشرف والثأر في الزواج الحديث. والفيلم أخرجه أصغر فرهادي، والذي حقّق الأوسكار الثانية بعد خمس سنوات من فيلمه "سيباريشن". أما فيلم "الخوذات البيضاء" (ذا وايت هيلمتس) الذي يحكي قصّة الدفاع المدني السوري (المعروفين باسم أصحاب القبعات البيض)، فقد فاز بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم وثائقي قصير. ويحكي الفيلم قصّة كفاح وعمل الدفاع المدني السوري، الذين بدأوا العمل تطوعياً عام 2013. وقال رئيس "الخوذات البيضاء" رائد صالح في كلمة تلاها المخرج اورلاندو فون اينسيدل خلال الحفل "نحن ممتنون لأن الفيلم ألقى الضوء على عملنا (..) لقد أنقذنا أكثر من 82 ألف مدني. أدعو جميع الذين يصغون إلي، إلى العمل من أجل الحياة، من أجل وقف نزيف الدم في سورية ومناطق أخرى في العالم".