لقد انطلق قطار التسويات الجنوبية الجنوبية في نطاق القضية الجنوبية الذي يدعو كل الاطراف الى تشكيل وفد معارضة موحد يمثل كل اطياف الجنوب تمهيدا لنتائج قد تظهر من خلال تحركات تجري يقوم بها وسيط اقليمي ومن خلال ضوء اخضر دولي على علاقة وثيقة بالملف اليمني هذا التحرك يبدا من زيارة وزير الخارجية الكويتي الى ايران في الاسابيع الماضية الذي نقل رسالة من امير الكويت وقيام الرئيس الايراني روحاني بعدها بزيارة سلطنة عمان ودولة الكويت مباشرة والتي تعطي ملاحظات كثيرة وكبيرة توحي الى ان هناك مبديات تظهر حول حوار سوف يتم ببن الاطراف الرئيسية في المنطقة ايران والسعودية على اسس وقواعد لا ضرر ولا ضرار يتم فيها ايران الانسحاب من جميع محافظات الشمال الرئيسية التي يسيطر عليها قوات عفاش ومليشيات الحوثي والذي يدور فيها القتال واستعادة الدولة اليمنية وفق مبادئ واهداف المصالح المشتركة في المنطقة ووضع خطوط تلزم الطرفين بعدم التدخل في شؤن الغير هنا ايضا وزير الخارجية السعودي الذي نقل رسالة من الملك سلمان بن عبد العزيز الى العبادي رئيس وزراء العراق تخص تواجد ايران المكثف في العراق وترابط الملفين اليمني والعراقي وانطلاق مفاوضات المعارضة السورية والنظام السوري مؤخرا . ومن هنا السعودية تقوم بتجميع ما لديها من قيادات المعارضة الجنوبية والامارات تقوم بنفس الدور حتى تكون الارضية جاهزة لمواجهة الموقف القادم . لكن ما يبدو ان هناك امور اخرى هامة تحتاج الى توضيح المواقف لكل مكونات الجنوب السياسية في الداخل وفي الخارج لان التحركات الحالية تؤكد ان خلافات موجودة داخليا وخارجيا وهذا الموضوع الاهم في استدعاء قيادات سياسية وامنية ومن قيادات المقاومة الجنوبية نظرا لتقارير ترفع دوريا عن الحالة في عدن الى ابو ضبي والرياض حول الوضع العام الذي يكتنفه كثير من الغموض خاصة بعد حادثة المطار وازمة المشتقات النفطية ورواتب موظفي الدولة ومشكلة الكهرباء والاهم في ذلك ان عدن تعتبر محطة هامة وقاعدة اساسية ومؤخرة لرفد المجهود الحربي للمنطقة الغربية بكاملها واي شجار او خلاف يطرى دون حسمه ووأده قد يسحب المنطقة الى بؤرة صراع يصعب ايجاد لها الحلول هنا السعودية والامارات يعملان على رأب الصدع وتسوية الاوضاع على اسس التفاهم والتعاون انتظارا لما سوف تأتي به التحركات والاتصالات السياسية القادمة التي بدأت الواسطات تعمل بهدوء وقد تسفر الى تجاوبات وتفاهمات بين اطراف السياسة الاساسين في النزاع . وبحسب المصادر التي تؤكد سفر الرئيس السابق علي ناصر الى موسكو الذي يمثل مكون مؤتمر القاهرة والذي له مبادرات متعددة في شأن القضية الجنوبية بالإضافة الى ان الرحل يشكل رقم في المعادلة السياسية الجنوبية وله دور مقبول مع العالم من حيث التسويات والمتابعات وله حضور مباشر في عمق القضية الجنوبية وشخصية تحظى باحترام كبير في المنطقة وعلى مستوى دول العالم . كل هذه التحركات ترتبط بنجاح المفاوضات السرية التي تقوم بها دولة الكويت وسلطنة عمان التي تعمل على تقارب الطرفين الرئيسين والاساسين الى طاولة مواجهات تحت شعار مصارحة قبل المصافحة وحتى يتم لجم كل حالة التوترات والتدخلات وان يكون حراك يجد حلا مناسبا لتصريف المصالح التي تستقيم عليها روابط العلاقات والتعاون المثمر والمستمر التجاري والسياسي والعسكري بعيد عن تأجيج الازمات وتوسيع شقة العدوات والصراعات في منطقة تهم مصالح العالم كله . وفي هذا السياق تلوح في الافق بوادر تبشر بالخير وقد تكون ايران قد فهمت رسالة دول المنطقة ودول العالم الصادرة اليها من منطقة مهمة للجميع التي يجب ان تحظى بالأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والعسكري والامني والغاء مشاريع تصدير المبادئ الهدامة ووسائل التدمير واعطاء الشعوب في المنطقة حق العيش بأمن واستقرار وسلام دائم نتمنى من قلوبنا ان تستقر الامور وتبعد منطقتنا من هذا المربع الخطير وان كان التوازنات لازالت تتماسك واللعبة بكامل فروعها منضبطة ومسيطر عليها وكل الاطراف تقدر مسئولياتها وتحاول على ضبط النفس والاعصاب ..والله من وراء القصد .