تجليات المشهد الأمني في جنوبنا اليوم تشير إلى ماهو أكثر من الريبة والقلق ، وعودة ظهور جموع الأفارقة السائرين في الطرقات الممتدة من رأس العارة إلى أطراف البريقه ومابعدها أصبحت منظرا مألوفا ، وأكثر مايثير الريبة في ظهورهم هذا هو حملهم جميعا لحقيبة ظهر موحدة ! وهم جميعا من الشباب وفي سن متقارب ، ثم أن لكنتهم ليست صومالية كما هو معهود ! وهذا أمر لافت ولاشك .. أي أنهم ليسوا نازحين عاديين ، بل والأمر يشي بأن ثمة مصدرا أو جهة موحدة وراء ترحيل هؤلاء إلى أراضينا ! ولماذا ؟! نضع الإجابة على هذا السؤال من قبل المختصين . طيب .. على طول الساحل الممتد من رأس العارة حتى البريقة ثمة نقاط أمنية عده ! فلماذا لا تسأل كل هذه النقاط هؤلاء عن نقطة انطلاقهم ووجهتهم ؟! أو تسألهم عن أوراق ثبوتيتهم وشرعية دخولهم أراضينا ، أو ماذا يريدون هنا .. الخ ؟! وهذه أسئلة نضعها على طاولة أخوتنا في الحزام الأمني وأمن عدن ، فهم المعنيون بهكذا شأن ، أو ليسأل هؤلاء القائمين على تلك النقاط عن خلفيات السماح لأفواج الأفارقة بدخول أراضينا وبدون اعتراضهم أو حتى مجرد الإبلاغ عنهم ، أو السؤال عن كيفية التعامل معهم ؟! أو أن هذا الأمر ليس من اختصاصهم وصلاحياتهم كنقاط أمنية ، وأن مايهمهم هو الصرفة والراتب وحسب !!
3// اليوم تظهر في المشهد الجنوبي مظاهر جد لافتة ، فثمة أجانب وبتعداد يفوق التصور ، وجُلّ هؤلاء هنا تحت غطاء طلب العلم الديني ! وبلادنا في حالة حربٍ ! وثمة أحاديث عن القاعدة في أبين ، بل وثمة تسريبات عن حالات نزوحٍ جماعي ملموسة لعائلات من أبين وإخلائها لمنازلها ومصالحها وألإستئجار في عدن ، وثمة حالة إنفلات لامثيل لها تعيشها أبين .. والأكثر إثارة هو في الضربات الأمريكية في أبين وشبوة لمن يسموهم بالقاعدة مؤخراً وما إلى ذلك ! وكل هذا يشيرُ صراحة إلى إختمار وإكتمال أركان السيناريو السوري والليبي والعراقي في تخومنا .. 4// إلى جانب كل ذلك فثمة شواهد ظاهرة تفصح عن تحركات مشبوهة لعناصر مشبوهة بارتباطها بتنظيمات إرهابية وبشكل لافت في نطاقنا الجغرافي ، وهذا لوحده أكثر من مثيرٍ ومريبٍ .. ومع كل ذلك يسير نسق الحياة بنفس الرتابة واللامبالاة واللامسئولية من شعبنا وجهات الاختصاص في أرضنا !!
5// يا أبناء شعبنا الجنوبي ، ماتشهده الساحة السورية والليبية والعراقية أكثر من مرعب ولاشك ، وعيوننا تتكحلُ على مدار الساعة بالمشاهدات الدموية المرعبة والتشريد والدمار عبر أخبار شاشات التلفاز ، ومجرد التفكير بأننا سنجد أنفسنا في لحظة ما في خضم نفس السيناريو الأسود هو الأكثر رعبا .. وتجليات اللحظة الراهنة في حياتنا توميئُ إلى بوادر إختمار مثل هكذا خاتمة ، فلماذا لانحرك ساكنا ؟! ولماذا لانحث جهات الاختصاص في بلادنا إلى التحرك الإيجابي تجاه كل هذه الشواهد ؟! أو أننا نرى أن كل تلك البوادر والمشاهدات لاتعني لنا شيئاً البتة ؟! أو أن الأمر لايعنينا ولن يمسنا .. أو .. أو .. ألا هل بلغتُ .. اللهم فأشهد .. كتبه/علي ثابت القضيبي .