تقدم القيادي عبدالكريم السعدي بمبادرة سياسية، قال ان الهدف منها توحيد الجهود ونبذ الخلافات والتباينات وبناء مؤسسات وطنية بالتعاون مع الحكومة الشرعية. وكتب السعدي ل(عدن الغد)" إن حالة التفكك والتشرذم التي تعصف بالجبهة الداخلية الجنوبية، وحالة الصراع غير المعلن التي تعيشها أطراف تلك الجبهة سيكون لها أثرها السلبي على عدن خاصة والجنوب عامة على المدى القريب والبعيد، فتداعيات ذلك الصراع والتشرذم والتفكك سيجعل من عدن والجنوب ساحة صراع للأطراف الحاضرة في المشهد الجنوبي بكل ما يحمله كل طرف من تلك الأطراف من أجنة لمشاريع متصارعة في احشائه اليوم والتي يعاني منها كل طرف.!!
إن الصراعات الداخلية التي تعانيها أطراف المشهد السياسي والعسكري في الجنوب اليوم لم تعد خافية على أحد، سواء كان ذلك الصراع في إطار التحالف والقوى التي يتألف منها، او صراع الشرعية والقوى المنضوية في إطارها، أو العصابات المسلحة المنتشرة وصراع أجنحة كل منها . وهو الأمر الأهم والرئيس الذي يشكل عائقا يقف أمام تحقيق أي تقدم في عملية تطبيع الحياة في الجنوب وفرض الأمن والاستقرار والسيطرة على مؤسسات الدولة هنا!!
أننا ندعو الأطراف المتصارعة جميعها إلى تحكيم العقل ونبذ ثقافة العدائية والكراهية تجاه بعضها وان تؤجل مشاريعها المتصارعة التي لا تخدم الجنوب وأبناءه في هذه المرحلة وتركز جهودها في فرض الاستقرار في هذه البقعة الهامة من العالم فالجنوب لن يقبل بأي حال من الأحوال بأن يكون ساحة صراع لمشاريع لأناقة له فيها ولا بعير ..!!
إن حالة الفوضى التي تصر بعض الأطراف أن تصبغها على الواقع الجنوبي اليوم خدمة لمشاريعها لن ينحصر ضررها على الجنوب فقط كما تظن هذه الأطراف ولكنه سيطال المنطقة برمتها ولن يسلم منه أحد، فنتائج هذه الثقافة القائمة على مبدأ الفوضى الخلاقة قد اثبتت فشلها وتراجع عنها من ابتكرها وصدرها للمنطقة وهو الأمر الذي يجب أن تفقهه جميع الاطراف المتصارعة بما فيها التحالف الخليجي الذي يجب أن يضطلع بمسؤلياته القانونية والأخلاقية تجاه مايتعرض له الجنوب على خلفية تدخل هذا التحالف العسكري !!!!
وأننا نطالب الشرعية الممثلة بالرئيس( الشرعي اليمني) هادي بأن تميز نفسها عن بقية المليشيات المسلحة الأخرى التي تنتشر في الجنوب اليوم وذلك من خلال تبني نهج البناء المؤسسي وبسط شرعية المؤسسات لا شرعية الأفراد والبعد عن سياسة الصراع التي تديرها ضد خصومها في الساحة والكف عن الوسائل البدائية التي تتبعها لتقوية موقفها وبسط نفوذ شخوصها والمتمثلة في الاستقطاب الذي يقوم على أساس شراء الذمم لأن التجارب في ذلك أثبتت أن من تقدر على شراءه اليوم يستطيع غيرك ان يشتريه غدا وهي سياسة أثبتت فشلها في إرساء دعائم نواة الدولة ، وفي دولة المخلوع صالح عبرة لكم في ذلك !!
عبدالكريم سالم السعدي رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية 2 مارس 2017م