أظهر تقرير مدعوم من الأممالمتحدة عن اليمن أن نحو 60 في المائة من سكان البلاد 17 مليون نسمة في «أزمة» أو «حالة طارئة» للوضع الغذائي بزيادة 20 في المائة عن يونيو (حزيران) الماضي، مشيرا إلى عدم وجود مجاعة. وقال برنامج الأغذية العالمي أمس الأربعاء إن محافظتي تعز والحديدة على البحر الأحمر مهددتان بالانزلاق إلى مجاعة إذا لم تصلهما المزيد من المساعدات، لا سيما أن المحافظتين كانتا من مناطق إنتاج الغذاء في البلاد. وتسببت الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي وصالح بالانقلاب على الحكومة الشرعية نهاية العام 2014، في انهيار اقتصادي وقيدت بشدة واردات الغذاء والوقود التي يعتمد عليها اليمن، وقال التقرير «إذا لم يتمكن العاملون في مجال المساعدات الإنسانية من الوصول إلى جميع المحتاجين في الأشهر القليلة المقبلة فقد يتدهور الوضع بشكل مأساوي». وقال البرنامج إن تعز والحديدة اللتين تضمان موانئ مهمة في اليمن «سجلتا أعلى معدل عالمي لسوء التغذية الحاد في البلاد ويتراوح بين 17 في المائة في مدينة تعز و25 في المائة بالحديدة». وأضاف قائلا: «إن مستوى الحالة الطارئة الذي حددته منظمة الصحة العالمية هو 15 في المائة». وأعد التقرير فريق من الخبراء باستخدام منهجية آي بي سي (تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل) وهو نظام لتحليل الأمن الغذائي وفقا لمقياس من خمس نقاط ورقم خمسة يعني «مجاعة»، وفقا ل«رويترز». وقال التقرير الذي استند إلى تحليلات من 69 خبيرا من الحكومة اليمنية والمنطقة والأممالمتحدة ومنظمات غير حكومية إن 10.2 مليون شخص في المرحلة الثالثة أو مرحلة «الأزمة» و6.8 مليون في المرحلة الرابعة «حالة طارئة». وأضاف أن المحافظات الأكثر تضررا - وهي تلك التي في مرحلة الحالة الطارئة - هي لحجوتعز وأبين وصعدة والحجة والحديدة وشبوة. واليمن واحد من أربع حالات مجاعة أو اقتراب من مجاعة في العالم إلى جانب جنوب السودان وشمال شرقي نيجيريا والصومال حيث يواجه أكثر من 20 مليون شخص خطر الموت جوعا في الأشهر الستة المقبلة. في غضون ذلك، حذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية في محافظة تعز من حدوث كارثة إنسانية وشيكة، ومجاعة محققة جراء الحرب التي تشهدها المحافظة منذ نحو عامين. وقال تقرير نشره ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أمس: «أبناء هذه المحافظة يتعرضون للموت وأمراض سوء التغذية بسبب الفقر، وانقطاع المرتبات الشهرية للموظفين، إلى جانب توقف إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين والنازحين في ظل صمت وتجاهل رهيب لمعاناتها من قبل منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية». وأوضح التقرير أن عدد القتلى في المحافظة وصل جراء الحرب حتى مطلع الشهر الجاري إلى 3564 قتيلا، كما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 16 ألف جريح. وتابع: «وصل عدد الأسر التي تعرضت للتهجير القسري من مديريات المحافظة إلى أكثر من 178 ألف أسرة، غالبيتها لم تحصل على مساعدات إيوائية أو غذائية، فضلا عن تضرر وتدمير أكثر من أربعة آلاف منزل ومنشأة عامة». ولفت التقرير الذي نقلته وكالة الأنباء الألمانية، إلى توقف 116 مرفقا صحيا عن العمل، في حين تعمل تسع مستشفيات رئيسية فقط في المدينة، وتقدم خدماتها الصحية بنسبة 40 في المائة. وبحسب التقرير، فقد أدى استمرار الحرب إلى إجبار 200 ألف طالب وطالبة من إجمالي 885 ألفا على التوقف عن تلقي التعليم في مدارس تعز. ودعا ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية المانحة بسرعة إرسال مساعداتها الإغاثية والإنسانية للمتضررين في تعز، بعد أن توقفت منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي في منتصف شهر أغسطس (آب) من العام الماضي.