أخي الجنوبي : إعلم بما يفعله فينا المتنفذ الشمالي وأدواته المتعددة : الدينية والسياسية والفكرية والثقافية والعسكرية والدبلماسية والمذهبية والعرقية والقبلية والشعبية إلا من رحم الله ومن بعد 1967م إلى يومنا هذا في سلاحهم المتوارث الذي دمروا كياننا بهذا السلاح وهو يشابه هذه القصة لتستوعبها تماماً لتعرف كيف تم ويتم تدمير شعب الجنوب وتمزيق أواصر الحب في الله والعلاقة الأخوية بيننا وإليك القصة : ما رواه لنا المؤرخ الكبير والمفسر العظيم أبو جرير الطبري، يقول رحمه الله في تفسيره : أن شاس بن قيس اليهودي ، كان عظيم الكفر شديد العداوة للمسلمين ، مر يوما على نفر من الأنصار من الأوس والخزرج في مجلس يتحدثون ، فغاظه ذلك حيث تآلفوا واجتمعوا بعد العداوة ، فأمر شابا من اليهود أن يجلس إليهم ويذكرهم يوم بعاث ، وينشدهم ما قيل فيه من الأشعار ، وكان يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج ، وكان الظفر فيه للأوس ، ففعل ، فتشاجر القوم وتنازعوا ، وقالوا السلاح السلاح ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين والأنصار ، فقال : ( أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، وألف بينكم ) ، فعرف القوم أنه نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم ، فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما كان يوم أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم ، وأنزل الله في شاس بن قيس وما صنع قوله تعالى : { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [آل عمران:99]. نصف قرن دمرنا ويدمرنا عدونا بنفس الطريقة فهل نعقل أو نستمر في الغباء نتوارثه في المناطقية التي يزرعها هذا المتنفذ بين الفينة والفينة وما تحريك أحداث يناير وغيرها من الملفات إلا خير دليل على ذلك، وليعلم القاصي والداني أن هلاكنا في الجنوب هو فتح باب المناطقية فيما بيننا وتذكرينا بالحروب السابقة التي نسيناها ولكن هذا العدو يفتحها لنا عبر أبواق إعلامه عبر فسولنا فإياك أخي الجنوبي أن تنتبه لهذا إذا أردت فك الإرتباط والتحرير والإستقلال لجنوبك ضع يدك مع يد أخيك الجنوبي ولا تسمع بعد اليوم لسوق هذا المتنفذ لتنتصر بإذن الله، وأعلموا أن هذا ما يصير ولم يستطع تمزيق جنوبنا ونهب ثرواتنا وتدميرنا وتمزيق شملنا إلا بهذا واعلموا بأن توحدنا يؤلمهم جداً وأدواتهم وهم مجمعون على هذا هم وداعميهم من علمائهم ومتنفذيهم وكل عبيدهم والتابعين له ومتفقين على الطعن في أي ذكر للجنوب وجنوبي وأي مقاومة أو حراك بإسم الجنوب ولا يشعرون بالغيظ والحنق إلا عندما يسمعوا [ جنوب أو جنوبي ].. ولا ينكر هذا إلا غافل أو مجنون أو عدو يشاركهم العداء على الجنوب.. اللهم وحد بيننا على لا إله إلا الله محمد رسول الله وكن لنا ناصراً ونصيراً وألف بين قلوبنا واجمع شملنا على عدونا وعدوك وعدو حقوقنا التي اعترف بها هو قبل غيره والله المستعان.