تضاربت الأنباء بشأن استقالة رئيس حكومة الانقلابيين، غير المعترف بها دولياً، في مؤشر إضافي على توتر العلاقة بين جماعة الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي نجا مسؤول كبير من أتباعه إلى محاولة اغتيال، وسط انتشار مكثف لمسلحي الميليشيات في شوارع صنعاء تخوفا من انتفاضة شعبية، تندلع في العاصمة مع اقتراب قوات الشرعية من تخومها الشرقية. وقالت مصادر يمنية، إن رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، قدّم استقالته من منصبه؛ احتجاجاً على تدخلات «حوثية» في عمله. وذكرت مصادر مقربة من ابن حبتور، إن رئيس حكومة ما يسمى بالإنقاذ الوطني، «قدّم استقالته إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، احتجاجاً على اقتحام الحوثيين للهيئة العامة للتأمينات والمعاشات»، وفقاً لوكالة الأناضول.
ووفقاً للمصادر، تحاول ميليشيا الحوثيين إثناء ابن حبتور عن الاستقالة، وأن المجلس السياسي الأعلى، الذي يدير المناطق الخاضعة لسلطة «الحوثيين»، يمارس ضغوطاً عليه للتراجع.
وتكشف الاستقالة التي تقدم بها ابن حبتور عن حجم الهوة بين الحوثيين وحزب صالح، الذين تتألف منهما الحكومة بالمناصفة؛ وذلك بسبب سيطرة الحوثيين على جميع زمام الأمور في الوزارات ومؤسسات الدولة، وسط توقعات بأن يفضي هذا التصدع الكبير إلى انهيار المشروع الانقلابي الذي جلب الويلات إلى الشعب اليمني.
وفي تطور جديد للصراع بين قطبي الانقلاب، تعرض مسؤولون محسوبون على صالح، خلال الفترة الماضية، للاستهداف من قبل الحوثيين، وهو ما جعلهم يعتكفون في منازلهم. وأكدت مصادر يمنية، أمس، نجاة مسؤول رفيع من الموالين لصالح، من محاولة اغتيال نفذها مسلحون حوثيون في صنعاء. وقال مصدر إعلامي في حزب صالح، إن محمد علي سوار، القيادي البارز في حزب صالح، وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، نجا، ظهر أمس، من محاولة اغتيال، على يد الحوثيين. وقُتل وجُرح في الهجوم حسب المصدر نفسه، ثلاثة من حراسه، ولم تتأكد بعد إصابة سوار في الهجوم من عدمها.
وتشهد صنعاء انتشارا مكثفا لأعضاء ما تسمى ب«اللجان الشعبية» التابعة لجماعة الحوثي بالتزامن مع انتشار مماثل لقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح. وانتشر مسلحو جماعة الحوثي في كافة الشوارع الرئيسية والفرعية بشمال ووسط صنعاء، فيما شوهدت مجاميع من قوات الحرس تتمركز في نقاط تفتيش مستحدثة بجنوب صنعاء.
وأكدت مصادر مطلعة ل«الخليج» أن الميليشيات الانقلابية عززت من أعداد الحراسات المفروضة على مدخل العاصمة الشمالي، الذي يربطها بمحافظة عمران المجاورة والمدخل الجنوبي المتاخم لمعسكر قوات الاحتياط الموالية للرئيس المخلوع. وأشارت المصادر إلى تصاعد مخاوف الانقلابيين من اندلاع انتفاضة شعبية داخل العاصمة، جراء اقتراب قوات الشرعية من العاصمة واقتراب معركة تحرير صنعاء.