تعددت في الجنوب القيادات وغابت القيادة الموحدة أو المتوافق حولها .ونظرا لان هذه القيادات المتعددة لا تملك أي منها تأييد شعبي واسع , وكل يدَّعي وصلاً بليلى ... وليلى لا تقر لهم بذكاء, فهي تعتمد على الدعم الخارجي بشكل كبير وهذا يعقد الموقف . الأمر الثاني أن الدول التي تتدخل خارج حدودها ليس لأنها ترغب بعمل خيري تطوعي لبناء أوطان الغير بل لأن أمنها الداخلي مهدد من الخارج أو للحفاظ على مصالحها الاقتصادية . لهذا فالدعوات والنداءات الكثيرة والمتكررة من الجنوبيين لدول التحالف العربي أن تتدخل سواء في الإصلاح السياسي أو تحسين الخدمات لا يدل على وعي بحقيقة ما يجري, لأسباب عديدة ، بداية كما ذكرت آنفا أن ذلك ليس هدفها الأصيل من التدخل , ثانيا أنه لا يمكن أن يجتمع إعمار وحرب في زمن ومكان واحد . الحلول في رأي بداية لابد من وعي وإرادة لدينا كجنوبيين . كل الشعوب تملك أرادة وحب إصلاح أوطانها لأن ذلك فطرة ، لكن لا يمكن لهذه ألإرادة وحدها تصل بنا للهدف النهائي بدون وعي لحقيقة وضعنا, بل بغياب الوعي وبمرور الوقت قد ينخفض مستوى ألإرادة وقد تصل إلى حالة اليأس. يضاف لذلك أن دول التحالف العربي في النهاية قد تعقد صفقة الرحيل ولا أعتقد أن الجنوبيين كتلة متحدة جاهزة لتؤثر على بنود الصفقة، حتى وإن كانت الصفقة بقى الوحدة فليست الوحدة كلها شر كما يقول المثل الانجليزي " الشر أو الشيطان يكمن في التفاصيل" وإن كانت أمنيات الكثير من الجنوبيين الإنفصال ولكن العمل لتحقيق ذلك محدود، لذلك قد تفرض أو تثبت الوحدة ، وخاصة في حالة قناعة دول التحالف أن ذلك يخدم أمن اليمن والمنطقة ، وهذا حقهم لأن الانفصال ليس قضيتهم بل أمن المنطقة.
لكل مشكلة حل وربما عدة حلول وكذب من ادعى انه وحده يملك الحل ,لكن قد يكون لدى البعض رؤيا لآلية قد تساهم في الحلول, والمناقشة ,وليس المجادلة ,التي على وعي بتعقيدات الوضع تساعد في التقدم نحو الحلول . لذلك رسالتي في جل مقالاتي موجه للمواطن وليس لزعيم أو للخارج ، كما يقال : ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول أنت جميع أمرك ، للآخرين أجنداتهم قد لا تلبي طموحات وأهداف الجنوبيين ، من خلال متابعتي أعتقد أن الوعي العام لدى الجنوبيين لم يبلغ الحد المطلوب لاستيعاب المشكلة والحلول . الشعب انقسم على نفسه بتعدد الزعامات ولهذا لا يمكن لإي طرف فرض نفسه على البقية بالبندقية فقد تعددت البنادق ووجهة نحو الصدور . لذلك آلية الحل قد تكون بالرجوع لصاحب الحق والقرار"الشعب " وهنا كما يقال بيت القصيد, كيف يتم ذلك في مثل هذه الظروف الصعبة ؟ باب مفتوح للطرح الواقعي والجاد . قد يبدوا للبعض أن هذا الطرح بعيدا عن واقعنا اليوم وهذا حق لكن يراد به باطل لأنه ليس مستحيل و لأن البديل المطروح هو توافق الزعامات الجنوبية المتعددة وهي اليوم متباعدة بل ومتناحرة، وانعكس وربما فرض هذا المشهد على الشعب ، ولا يظهر أن هناك مبادرات جادة للتقارب سواء المناشدات وهذه هي نقطة ضعف الجنوبيين.
كلمة خارج النص: قد نكون اليوم نمتلك الترف لكي نفكر بالسياسة وننشغل بكهرباء تتقطع وتغطية شبكة ضعيفة ... الخ ، أخشى ان يأتي زمن لانمتلك فيه شيء من ذلك ويصدق علينا القول " فاتكم القطار" , ويكون هم الغالبية منا ان يجد لقمة يسد بها جوعه ، وربما خيمة تقيه برد اوحر ،والعاقل من أعتبر بغيره .