" أن لم تستطع قول الحقيقة ، فلا تحجب أشعة الشمس ، ولا تصفق للباطل ، فروع المداعبة في الدعابة السياسية أمر ضروري ، و لكن القضايا الرئيسية في المنطقة ظلت من دون حل سياسي بسبب اختلاف السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي ، أن تفاقم المشكلات الداخلية لتلك الدول انعكس على السياسة الخارجية ، في الواقع لم نفقد الامل في دول الجوار وخاصة في وضع تسوية للقضية اليمنية والقضية الجنوبية خاصة ، في حين لازالت القضية الحقيقية وهي في مهدها وحتى الآن تظل قضية مجهولة عمدا ، رغم دخول أبناء الجنوب في الحرب جنبا إلى جنب مع قوات التحالف العربي ، ورغم اعتراض التحالف ودمعهم للرئيس اليمني السابق وابرز من عارض الثورة الجنوبية أنظمة تلك الدول المجاورة ، وربطت بعلاقات قوية بالنظام السابق وهي من دعمته عسكريا واقتصاديا واستخباراتيا ، وتجاهلوا مطالب شعب الجنوب الحقوقية قبل ان تتحول لمطالب سياسية . اشتبهت دول الجوار وتجوس لها بان النظام الماركسي ( الاشتراكي ) سيعود للجنوب وسيغدر بهم ويسلبهم ملكهم و يؤثر على نظام الحكم لتك الاسر الحاكمة ، وقد بداء واضحا أن جميع أنظمة دول مجلس التعاون غير راغبة في عودة قادة العمل السياسي السابقين حكام الجنوب للواجهة عبر بوابة الحراك للحكم بمعنى أحياء العظام بعد مؤتها ، و على الرغم من ان بعض قادة دول التحالف يؤيد حقوق شعب الجنوب ويعتبرها مطالب شرعية و ما هو على الواقع بمثابة احتلال بعد فشل تثبيت الوحدة اليمنية على واقع التراب اليمني شمالا وجنوبا وان الجنوبيون ظلموا في حقوقه ونهبت ثرواتهم وأراضيهم واقسوا من الوظيفة العامة وسرحوا من مؤسسات الجيش والامن ، ولكن هيمنة بعض القوى و رموز الأسر الحاكمة ظلت راسخة سياستها الخارجية ضد أبناء جنوب العربي رغم تغير الواقع السياسي لبعض الأنظمة العربية ، وظلت مؤيدة و مؤثرة على نظام صنعاء بل وتحالفت معه وقامت بتسليم الإعلاميين الجنوبيين المقيمين على أراضيها لنظام العسكر في الشمال أراضا لحاكم اليمن وظهور حسن النوايا في ملفات أخرى على حساب القضية الجنوبية تحت ما يسمى محاربة الإرهاب وبدور النظام اليمني تسليم رعايا تلك الدول لهم ، تقوى موقف الحراك يوما بعد يوم وبداء قادة العمل الثوري توطيد العلاقة والثقة المتبادلة بين الشارع والقمة وقد جعلت القوى الثورية معايير الثورة شاعرها في الساحات العامة ( التحرير والاستقلال ) وكانت تلك حقيقة بالنسبة للجنوبيين وكان الساسة ينتقلون من طريق مسدود الى أخرى في عواصم دول الجوار . تفاقم الحل السياسي في اليمن وفرضت الحرب أوزارها وشارك أبناء الجنوب الى جانب دول التحالف العربي وبدون أي روية مسبقة لهم ولا يعلمون استراتيجية الحرب بدايتها ونهايتها ، و تقاسمت حكومات دول التحالف العربي الأراضي الجنوبية تحت مسمى حماية الأراضي المحررة ، وفي الوقت نفسة ظل لدى التحالف مخاوف من بعض الجماعات المسلة الحراكية والجهادية المناهضة للحرب وضد عسكرة الحياة المدنية من قبل التحالف وبذات التوترات الصعبة في الانقسام بين فصائل الحراك فغالبية القادة انخرطوا مع الشرعية اليمنية ومع قادة التحالف لانهم يعتبروا المنقذ والمخرج للجنوب هو هذه الطريق ، ولكنها لا تعلم متى تضع الحرب اوزارها ومن الضامن لحل القضية الجنوبية والطريق التي سلكتها كان خيارا صعبا لأنها ظلت تتمسك بموقفها ولم تتزحزح بعدما غدقت عليها دول التحالف بالمال وفتات السلطة ، وظل الفصيل المعارض خنجر من الخلف في ظهر التحالف العربي وموثر قوي في الشارع الجنوبي وخاصة بعد انعقاد مؤتمراته في المحافظاتالجنوبية وكسب تايد قوي سياسي وشعبي ، رغم الضربات الإعلامية التي شنتها الشرعية والاقلام المأجورة من قبل التحالف في تصنيف الحراك الجنوبي بانه فصيل إيراني ودراع لها ينفد أجندتها السياسية والطائفية وشريك لسلطنة عمان في محاربة اهل السنة وهي الحاضنة للحراكيين ولزعيم ثورتهم ، وقد اصبح محتوما في ظل المتغيرات السياسية وأطالت الحرب وتدمير البنية التحتية وقتل أبرياء من المدنيين في الشمال والسعودية والجنوباليمني ، ان تعيد دول مجلس التعاون استراتيجيتها في المنطقة قبل ان تتحول إلى صراع إقليمي قوي ودخول دولي على حساب شعوب المنطقة يتطلب من دول الجوار خيارات صعبة ، تقديم روية سياسية لحل القضية الجنوبية حلا غير قابل للنقاش من النخب السياسية والعسكرية في الشمال ويفرض قوتها فوق الجنوب عند قيام دول الجنوب العربي بحمايته عسكريا واقتصاديا ، وباي نوع يواكبه من الحكم للبلاد ويستطيع احتوى فصيل الحراك التحرري بدخول في حوار مباشر مع زعيمة المقيم في سلطنة عمان ، وبهذا قطع الطريق وفوت الفرصة على أي امتداد شيعي مشبوه او نوايا خارجية لأجندة فرض عقيدتها الدينية ، ان صدقت النوايا لدى التحالف العربي ، واما ان ظلت دول الجوار تتجاهل القضية الحراك الثوري من حقة التمسك وطلب المساعدة من أي دولة كانت تحمل عقائد أخرى او لها صراع مع دول المنطقة وفي عوم السياسة لا توجد صداقة دائمة ولا عداة دائمة ، لأننا سنبكي يوما على ضياع وطن وهوية بدون ثمن .. لو كان ما كان لأمسي خبرا في المبتدأ فالكل قواد تلقى الدروس في مبغى العدى .. يحرس نفطنا وهم يحرسون مقاعدنا ...