تباينت الآراء في عدن والجنوب بين معارض ومؤيد لقرار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن تعيين محافظ جديد للعاصمة عدن وتنحية المحافظ السابق المناضل اللواء عيدروس الزبيدي وتعالت الأصوات والدعوات من بعض الجهات والمكونات الداعية لرفض القرار وكثر الهرج والمرج وبثّت الإشاعات والأقاويل بانتشار قوات ومواجهات مرتقبة وطيران يحوم في أجواء عدن ونادت أصوات العقلاء بضبط النفس والحفاظ على الأمن وعدم الانجرار وراء الفوضى والعنف حتى ضن الجميع بإن عدن مقبله على حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر .. وفي وقت إشتداد هذه الحرب المشتعلة إعلامياً وعلى صفحات التواصل الإجتماعي والمواقع الالكترونية ظهر المناضل والقائد المقاوم اللواء عيدروس الزبيدي معلناً قبوله بقرار فخامة الرئيس ومشيداًً بالمحافظ المعين الدكتور عبدالعزيز المفلحي معتبراً إياه رجل أقتصاد وسياسة وسوف يخدم عدن أفضل منه بحسب وصفه وحث أبنائه وإخوانه وأبائه أهل عدن والجنوب بضبط النفس والأبتعاد عن الفوضى وحمل معول البناء لا الهدم ..
كان شجاعاً ومقداماً في جبهات القتال وكان أكثر شجاعتاً بقبوله هذا القرار فقد أثبت للجميع بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يبحث عن منصبٍ أو جاهٍ أو نفوذٍ بقدر ماهو يبحث عن وطنٍ ودولة ويحمل على عاتقة تحقيق أحلام الملايين من الجنوبيين في إستعادة دولتهم على تراب وطنهم المسلوب وهويتهم التي حاول الغزاة طمس معالمها من ذاكرة الأجيال ..
فقد حمل روحه على أكفه منذ بداية الثورة الجنوبية الرافضة لغطرسة وعنجهية نظام صنعاء وقواته الغازية والمسيطره على الجنوب والناهبة لثرواته ومقدراته وتشكيله للمقاومة المتصدية لصلفه وهمجيته وحتى تعيينة محافظاً لعدن وتعرضه لعدة محاولات لإغتيالة من قبل الجماعات المتطرفة التي كانت تعج بها شوارع عدن وأحيائها وأزقتها ..
عيدروس الزبيدي قبل بمنصب محافظ عدن بعد أن أغتالت أيادي الغدر والخيانة أحلام أبنائها وأهلها البسطاء المتمثلة في إبن عدن البار الشهيد القائد اللواء جعفر محمد سعد المحافظ الأسبق لعدن وقائد تحريها الذي كان يرى فيه أبنائها أحلامهم في مستقبل مشرق ومزدهر لعدن ، فالزبيدي كان همه الأكبر منذ توليه منصب المحافظ وتحملة المسئولية أن تنعم عدن وأهلها بالأمن والإستقرار وتوفر الخدمات والعيش الرغيد ولكن لعلم أعداء الجنوب أنه يحمل مشروع جنوبي وطني تحرري يتعارض مع مصالحهم وأهدافهم الإستعمارية وأحلامهم في السيطره الدائمة على الجنوب ومقدراتة عملوا بكل جهد وأستخدموا كل الأساليب الغير مشروعة للوقوف أمام أي منجز قد يتحقق في عهده وأستطاعوا من خلال أذرعهم وخلاياهم أن يحولوا دون تمكينة من تحسين الخدمات لابناء عدن وأهمها الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات التي تهم المواطن وتمس حياتة وتؤرق معيشته اليومية وإظهاره كمسئول فاشل لايستطيع توفير الخدمات المهمة والأساسية لمواطني عدن ..
وبالرغم من كل ذلك أستطاع أن يحرز تقدماً كبيراً في أستتباب الأمن ومحاربة الإرهاب وتضييق الخناق عليه بعد أن أرادوا أن تكون عدن مدينة تسيطر عليها الجماعات الإرهابية وإعلانها إماره إسلامية ليثبتوا للعالم فشل الشرعية في تحقيق الأمن في المناطق التي تسيطر عليها وبالتالي يشرعنوا حربهم الظالمة ضد الجنوب وأهله بزعمهم أنها ضد القاعده وداعش ولكن فشلت مساعيهم في هذا الجانب وأستطاع عيدروس أن يثبّت الأمن ويكون بذلك قد رسم لعدن معالم مستقبلها الآمن ووضع اللبنة الأولى للبناء والتنمية وتحسين الخدمات التي تعثرت في عهده وعانى المواطن من تعثرها الأمرين ..
فمن الواضح جلياً أن إظهار فشل الزبيدي كمحافظ لعدن ليس إستهدافاً له كقائد عسكري جنوبي فحسب ولكن إستهدافاً لمشروعه الوطني الجنوبي التحرري ضناً منهم بإن عزله من منصب محافظ عدن قد يثنية أو يجعلة غير قادر على مواصلة العمل لأجل تحقيق هذه الغاية ولكن في إعتقادي الشخصي أنه من خلال موقع آخر لا ينطوي في إطار سلطة الشرعية يستطيع أن يقدم للقضية الجنوبية في سبيل تحقيق هدف الإستقلال وإستعادة الدوله أفضل مما يقدمة وهو مكبل بسلاسل مناصبها ومنشغل بدوامة تحسين الخدمات ..
في إعتقادي أن عودة الزبيدي إلى صفوف المقاومة الجنوبية وإعادة ترتيب صفوفها وبنائها بطريقة علمية وعسكرية أو تكثيف جهوده وجعلها منصبّه وبشكل مركز على تشكيل مجلس سياسي جنوبي حامل للقضية الجنوبية وتوحيد كافة المكونات الجنوبية والقيادات في قيادة جنوبية موحدة تمثل الجنوب في أي إستحقاقات أو مفاوضات أو أي تسويه سياسية قادمة سيكون مردودها أفضل من تعيينه في أي منصب قيادي في إطار الشرعية ..
فالجنوب وشعبه وقضيتة بحاجة ماسه اليوم إلى عيدروس الزبيدي كشخصية توافقية مجمعة عليها كل الأطراف الجنوبية لتؤدي دورها الفاعل في جمع وتوحيد المكونات الجنوبية ، فهذه المرحلة تشكل منعطفاً تاريخياً مهم جداً في طريق الجنوب وقضيته العادلة ، نشد على يديه ونؤكد له بإن تنحيته من منصب محافظ عدن لا ينقص أبداً من قيمته أو يقلل من مقداره كشخصية عظيمة لها تأثيرها ودورها الفاعل والمشهود فهو أحد الرموز الجنوبية التي سوف تخلد أفعالها ومواقفها في ذاكرة أبناء الجنوب جيلاً بعد جيل وستظل أفعالها خالده وستكتب على صفحات تاريخ الجنوب المعاصر باحرف من ذهب .. بوركت ابا القاسم وبوركت مساعيك ..