خاض الحراك الجنوبي ثورة سلمية تحررية امتدت لسنوات طوال وذلك للمطالبة باستعادة دولة الجنوب التي اضاعها قادة الجنوب حين سلموها طواعية دون ضمانات ولامواثيق تضمن لشعب الجنوب كامل الحقوق...! وقدم الحراك الجنوبي خلال مسيرته النضالية قوافل من الشهداء والجرحى الذين سقطوا في ميادين وساحات النضال السلمي التحرري ، وواجهوا آلة القمع العفاشية بصدور عارية ... وكان لهذه الثورة السلمية دوراً في اسقاط نظام الدكتاتور المتسلط علي عبدالله صالح، وكان لهذه الثورة الجنوبية كذلك السبق في اشعال فتيل ثورات الربيع العربي على امتداد الوطن العربي....! وسقط عفاش وانخلع من حكم اليمن وتساقطت تباعاً كافة الانظمة الدكتاتورية في البلدان العربية.. وقاد المخلوع انقلاباً على الشرعية بعد ان تحالف مع زعيم المليشيات الحوثية وذلك لاستعادة سلطته... واجتاحت تلك المليشيات الحوثية العفاشية محافظات الجنوب بهدف السيطرة على الجنوب وثرواته...!
وخاب امل الانقلابيين ،حيث كانت الجماهير الحراكية بالمرصاد لهذا العدوان ،وتقدم شباب الحراك وقادتهم الصفوف وتصدوا مع اخوانهم في المقاومة الجنوبية لجحافل الغزاة المعتدين .. وقدم الحراك وشباب المقاومة كذلك قوافل من الشهداء والجرحى... واندحر المعتدون وولوا يجرون اذيال الهزيمة والخزي .. وانتهت الحرب لتبدأ بعدها ثورة البناء والتعمير لإعادة مادمرته تلك الحرب العفاشية الحوثية العبثية... وتسلم بعض من قادة الحراك زمام السلطة في محافظة عدن..!! حيث عين المناضل عيدروس الزبيدي محافظاً لعدن وعين شلال شائع مديراً لامن عدن.. ومن الطبيعي ان يتحمل هؤلاء القادة مسؤولية اي اخفاق اوانتكاسة بحكم مسؤوليتهما... فذلك الاخفاق او الفشل في ادارة الامور في محافظة عدن يعد انتكاسة لما حققته الثورة الجنوبية طوال فترة نضالها السلمي وكذلك فترة الكفاح المسلح طالما وهذان الرجلان قبلا ان ينتقلا من صفوف الحراك التحرري الى الالتحاق والانظمام للسلطة الشرعية...!!
اليوم تسير الامور الامنية والخدمية في عدن للاسوأ، وذلك من خلال عمليات الاغتيال والتفجيرات ، واستمرار مسلسل القتل الجماعي الذي تحركه وتخطط له بعض الايادي الخفية والمحسوبة مناطقياً على الجنوب، التي لاتزال تعمل لصالح عفاش الذي تعتبره ولياً لنعمتها وصاحب الفضل على مثل هذه الايادي الخبيثة التي تعمل ضد استقرار عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحررة....!! فالزبيدي وشلال يتحملا مسؤولية مايحدث كونهما يمثلان السلطة التنفيذية والامنية المعنية بتسيير الامور.. وامامهما خياران لاثالث لهما ان ارادا تبرئة ساحتيهما مما يحدث.... اما ان يضغطا في اتجاه توحيد كافة الاجهزة الامنية في كيان واحد وتحت قيادة السلطة الامنية ممثلة بمدير الامن والخاضع مباشرة لوزارة الداخلية للحكومة الشرعية.. وتسليم زمام الامور التنفيذية الاخرى لسلطة المحافظة بقيادة المحافظ عيدروس الزبيدي.. ماعدا ذلك فعليهما الاستمرار في ذلك الوضع الامني المتردي وتحمل تبعات ذلك الفشل.. واما عليهما المسارعة لتقديم استقالتيهما ، وذلك لتضل الصورة المشرقة للثورة الجنوبية ناصعة لاتتأثر بتلك الانتكاسات الحاصلة بسبب سوء الادارة من قبل السلطة الشرعية التي التحق بركبها قائدان حراكيان. فالشارع الجنوبي يتحدث اليوم عن فشل الحراكيين في ادارة شؤون محافظة عدن...!! فهل سيستمر هذان الرجلان في ادارة شؤون المحافظة وينفذان سياسة الحكومة الشرعية ويتحملا تبعات ذلك..؟ ام سيعود هؤلاء القادة لصفوف الثورة التحررية السلمية ليواصلا مابدأته هذه الثورة من نضال سلمي حتى تحقيق اهداف هذه الثورة....؟؟ ام ان مباهج السلطة والسلطان والتمتع بإمتيازاتها وملذاتها قد اثرت عليهما كثيراً....؟؟