يا لها من صدفة جميلة عندما وافتني العزيزة انتصار مقبل، رئيسة قسم التوثيق التربوي في مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج (وهي شقيقة فقيد العمل الأكاديمي بكلية الزراعة الدكتور ناصر محمود مقبل 3 مارس 1957 – 26 مايو 2011م) ببيانات مشبعة عن المناضلة الوطنية والتربوية الجليلة سعود مهدي المنتصر ، وهي قرينة المناضل الوطني الفذ والقائد العسكري الجهبذ اللواء أحمد سالم عبيد وشقيقة الرجل الكبير اللواء أحمد مهدي المنتصر ووالدة الشهيد طارق أحمد سالم عبيد والفقيد أوسان المتوفى في الهند يوم الأربعاء 17/فبراير/2016م.. تزامن من تقديم هذه المكرمة من العزيزة انتصار مع يوم الحشد الأكبر في ساحة الشهداء في خورمكسر نهار الخميس 4/مايو/2017م وهلل الجميع وهم يرون المرأة الكبيرة وهي قاعدة ضمن الحضور مع أخواتها وبناتها وهي حاملة صورة الشهيد طارق أحمد سالم عبيد، الذي استشهد صباح الأحد 6 ديسمبر 2015م وكان برفقة الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، قائد معركة تحرير عدن ومحافظها اعتبارا من يوم الخميس 6 أكتوبر 2015م (أي أنه مارس مهام عمله لمدة شهرين حقق فيها الشيء الكبير وقاتل الله الارتزاق والمرتزقة وخاصة الجنوبيون منهم ..)، وسقط مع الشهيد جعفر الشهداء : محمد عبدالله زين السقاف وطارق أحمد سالم عبيد وفادي نجل الشهيد عباس حسين وشهيدان آخران لا أذكرهما.
كان حضور المرأة الكبيرة سعود المنتصر لتعلن للتاريخ : سجل أيها التاريخ أن أسرة المنتصر العبدلية قدمت الشهداء في معارك عصية ذلك أن جدها الشهيد المنتصر سقط مع الشهيد عزب العزيبي في قلعة صيرة في 14 يناير 1839م في مواجهة الكابتن هينز وقدمت الأسرة شهيداً آخر من بيت المنتصر في مواجهة الاحتلال التركي للحج، وجاءت حاملة صورة فلذة كبدها الشهيد طارق أحمد سالم عبيد لتذكر الغافلين أن دماء الشهداء لن تضيع هدراً بل وبمقابل دماء أولاد المستهترين بدماء الشهداء الذين سقطوا بعد الهروب الكبير في 26 مارس 2015م وقاوموا الحوثيين والعفاشيين حتى تسنى للمقاومة تطهير أرض عدن في 17 يوليو 2015م. السيدة الجليلة، بحسب إرشيف وتوثيق المقبلية انتصار، من مواليد 1949م بالحوطة والتحقت بالدراسة الابتدائية ضمن أول دفعة بنات عام 1955م وكان عددهن لا يتجاوز العشر تلميذات في المدرسة المحسنية العطرة الذكر مع أقرانهن من التلاميذ. ومن التربويين الذين تتلمذت سعود على أيديهم : عبداللطيف البان (الأب) وأحمد عبداللطيف البان وعبد الرب محمد علي وصالح ناصر الشيخ، وفي العام 1961م عينت سعود مع زميلتها مرومة مسعد مدرستين شريطة أن يكملن تعليمهن والتحقت بعد ذلك بكلية بلقيس في الشيخ عثمان لدراسة المرحلة الأعدادية.
عينت سعود بعد الاستقلال مديرة لمدرسة البنات والتحقت بدورة تأهيلية لمديرات مدارس البنات في مدينة الشعب عام 1968م والتحقت بعد ذلك بدورة تدريبية خاصة في كلية التربية بخورمكسر بإشراف خبراء ألمان. أجبرتها ظروف خاصة لطلب إجازة من العمل خلال الفترة من 1975 - 1978م وعادت إلى العمل عام 1979م ولكن كمعلمة في المدرسة الابتدائية بمدينة الشعب، ونتيجة لظروف سياسية تم إيقافها من العمل، ومن طالباتها: مرومة عوض سعيد، كاذية سعيد عنبول، د.حفيظة صالح ناصر، شفيقة محمود مقبل، فتحية علي عبداللطيف، صفية أحمد إسماعيل، سلوى سعيد العياضي، نور أحمد يحيى، فطوم الشريف، سعود محبوب، فطوم كريدي، رجاء عامر، رجاء حسن مالي، سامية حسن مالي.
صالت المرأة الكبيرة وجالت في كل القطاعات: قطاع العمل الوطني، قطاع العلم التربوي، قطاع العمل الاجتماعي، قطاع العمل التطوعي، وكانت الأرض خصبة في أرض العبادل.. أرض القمندان ، أرض الثقافة ، أرض المسرح، حيث مثّل مسرور مبروك مسرحية "عطيل" ل وليم شكسبير على مسرح العروبة بلحج عام 1940م.
أتمنى على المناضلة الوطنية والتربوية سعود مهدي المنتصر أن تكتب مذكراتها لتؤرخ من خلال نضالها لتاريخ العمل السياسي والتربوي والاجتماعي ومنها لقراءة التاريخ أو إعادة قراءة التاريخ لنقدّر حجم الضرر الكبير الذي تعرضت له لحج العبادل وشعب سلطنة لحج العبدلية وما كانت تشكله من وزن نوعي بين زميلاتها الأعضاء في اتحاد الجنوب العربي العطر الذكر.