عدن مدينة الاقتصاد والتجارة، ورائدة المدن العربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي تبحث حالياً عمّن يُعيد لها رونقها، وألقها من جديد. تنهض الدول وتُبنى المُدن عندما يقودها المخلصين، ذوي التخصُّصات، والقدرات الاقتصادية والإدارية. هذه هي الأعمدة التي تستند عليها الدول والمُدن في نهوضها، أن يكون «الرجل المناسب في المكان المناسب»، وعدن بحاجة لرجلٍ يحمل هذه الإمكانيات، حتى تنهض مِن عثرتها، وتستردّ مكانتها وريادتها.
عدن لن تكون «مِن لا شيء»، بل ستعود لما «كانت عليه»، وفي هذا نتعشم خيراً مِن إدارة المحافظ عبدالعزيز المفلحي، الذي يحمل مشروعاً نهضوياً تنموياً للعاصمة عدن، وسينجح بمهمته وبما يحمله حين تلتم الجهود، وتتكاتف الأيدي معاً، المواطن والمسؤول، الجندي والقائد، الكل مِن أجل عدن، بعيداً عن المناكفات السياسية، والانتماءات الحزبية.
نُريد من المفلحي أن يعمل، ثم يعمل، ثم يعمل. ونُريده أن ينجح، فنجاحه لا ينعكس على شخصه، بل على وطنٍ ألمه كبير، ومدينة عانت الكثير، مدينة تراجعت حين تقدّمت مدنٌ أخرى كانت خلفها في كل شيء، نُريد لنجاحه أن يكبُر ويتعاظم، أن نلمسه على الواقع مُحدثاً تغييراً كبيراً، أن يأتي يوم نقول عنه «مهاتير عدن».
عدن ليست مدينة للصراع وميداناً لتصفية الحسابات، بل هي مدينة تُمثِّل مشروع السلام ونبذ العنف، مدينة للتجارة والاقتصاد، ورمزاً للبلاد، وعاصمة تليق بها.
عدن ليست ثغراً المدن فحسب، بل دُرّتها المكنونة أيضاً، وستعود كما كانت، بإذن الله، ثم بجهود المحافظ، وعون الجميع له.