أعلنت الهيئة الشعبية الجنوبية ( الإتلاف الوطني الجنوبي ) موقفها من تشكيل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان بهذا الخصوص فيما يلي نصه : تابعت القيادة العامة للهيئة الشعبية الجنوبية (الإئتلاف الوطني الجنوبي) بإهتمام بالغ وقلق شديد مجريات الأمور وتفاعلاتها على الساحة الجنوبية والإقليمية ورود فعل مختلف القوى على قرار تشكيل قيادة المجلس الجنوبي من قبل الأخ اللواء عيدروس الزبيدي ..وإنه رغم تفاجؤ قيادة الهيئة الشعبية الجنوبية بذلك الإعلان وسرعة وكيفية إصداره ، وصدمتها الكبيرة من خلو تلك التشكيلة المعلنة من أيَّ تمثيل للهيئة والعديد من القوى والمناطق ، إلا أن قيادة الهيئة آثرت التريث في إعلان موقفها وإستنكارها وإستهجانها لذلك الأمر وأسفها إن يتم تدشين تلك الخطوة التي يفترض أن تكون عظيمة بعظمة حلم كل قوى شعب الجنوب ، وتلبي الطموحات التي ناضلنا وكل شعبنا من أجلها لا أن تصبح تدشيناً لعودة نهج الإقصاء والتفرد ومصادرة الحق في الشراكة . إن مبعث تريثنا ليس تسليماً أو إستكانةً أو خوفاً ، بل تقديراً للعاطفة الشعبية وعدم إفسادها أو الأصطدام بها وهي في أوجها وخاصةً في مثل هكذا مناسبات ..لهذا من الصعب التفات الشعب لأي مظالم أو عيوب أو نواقص تعتور وتنتقص من عظمة هكذا مناسبات أو خطوات ، ويصعب لفت نظره أو إستجابته لأيَّ تنبيهات لأي سلبيات أونتائج معاكسة متوقعة وهو تحت تأثير تلك الحالة العاطفية الجياشة نحو مثل تلك المناسبات ، بل ولإدراكنا أن سوء التوقيت ممكن أن يجعل ردود الفعل تذهب في الإتجاه المعاكس عفوياً.. وعَلَّ التأريخ القديم والحديث .. يعج بالدروس التي تثبت أن أعظم وأشنع الجرائم للخلاص من أشرف وأخلص وأكفى الرجال الوطنيين والقادة والزعماء الشرفاء ، تم بغطاء استقلال مناسبات تطغى نحوها العاطفة الشعبية، وبنفس الغطاء اندفعت الشعوب لأنفاق الندامة ومستنقعات الهلاك (الوحدة الربيع العربي ، الحروب البينية .....الخ) . هذا ولعلمنا اليقيني والموثق بالأدلة بمدى حقد وغيض القوى المعادية لشعبنا ووحدة صفوفه وكلمته ، على الهيئة وقيادتها ومن باتوا تحت رايتها ، لكونها باتت تشكل المشروع التوحيدي الوحيد الذي كتب له النجاح وبات يشكل حقاً الكيان السياسي الجامع الحامل والممثل للقضية الجنوبية والمبني على أسس سليمة ومنطقية ومشروع رؤيا صائب مبني على تشخيص صحيح ودقيق لكل مسببات وخلفيات مامررنا من مآسي على مدى أكثر من نصف قرن ..وهو ماتجلى بذلك الإلتفاف الواسع لمختلف ألوان الطيف الجنوبي تحت رايتها ، وكل يوم تزداد توسعاً.. لهذا فقد اصبحت الهيئة هدفاً لكل القوى المعادية لوحدة صف وكلمة الجنوبيين ، التي لم تدخر جهداً لوضع العراقيل أمام الهيئة وإلحيلولة دون التئامها وتوحيد جهودها وخبراتها ونجاحاتها والعديد من القوى الوطنية ، ولكن الله بفضله وكرمه يفضحهم ويحبط أعمالهم ويبارك جهودنا بالقوى والشخصيات الخيرة من كل ساحات الجنوب . وحين حدثت الأزمة الأخيرة ،في 27 إبريل ذهبنا إلى اللواء عيدروس الزبيدي، وأبلغناه قلقنا ومخاوفنا من الذهاب في المليونية إلى إعلان أي كيان أو مجلس، يهدم كل مابنيناه وحققناه من نجاحات داخلية وخارجية وصلت حد إنتزاع اعتراف الأممالمتحدة بالقضية وبالهيئة كممثلة لها.. وقد تم تسليمه ملف بمختلف الوثائق والقرارات والرؤيا ، وأكدنا له إننا نضع الهيئة وخبراتنا ونجاحاتنا تحت أمره لتكون الهيئة هي الأساس الذي ممكن البناء عليه ..لأن أي خطوة تضر الهيئة أو تهدمها فذلك يعد عملاً لاوطنياً وسيجعلنا في مواجهة ، بينما نحن على نفس الهدف والطريق... وقد أكدنا على خطورة شحن الناس وتعبئتهم مما قد ينزلق بالأمور لمايخرج عن السيطرة ويهدر الإنتصارات والتضحيات، ويحدث شقوقا جديدة في نسيجنا الإجتماعي .. في حين نحن نبذل الجهود الكبيرة لردم الشقوق القديمة ، مؤكدين على ضرورة الإبقاء على إحترام الشرعية وفخامة الرئيس وتذكر أنه وبن دغر وبن عرب جنوبيين ، ونحن تعاهدنا بعد التسامح والتصالح على أن الصراع الجنوبي الجنوبي خطا أحمر، ولابد من حل أي خلافات بعيداً عن إستدعاء الماضي . .وأكدنا على ضرورة وضع سقف لما نريد تحقيقه والوصول له في إطار مايسمح به الواقع القائم وبما يخدم قضيتنا ومصلحة شعبنا بعيداً عن الصدام مع الشرعية أو التحالف أو المجتمع الدولي .. فطمئننا بأن الأمر لن يتعدى التفويض، وبعدها سيتم الجلوس والتفاهم .. وأكد أنه سيكون للهيئة دورها الريادي إلى جانب القوى الأخرى وأن الأمور مسيطر عليها . وفي حين تم بعدها لقاء لإستقصاء الآراء وقد كررنا فيه نفس طلبنا بالنسبة للهيئة وطلبنا لقاء خاص لمناقشة مختلف التفاصيل ، لنتفاجأ بإعلان الأسماء وأقصاء الهيئة بمن فيها من مكونات وقيادات ، وهذا ما وضعنا أمام مسؤلياتنا لإيضاح الحقيقة أمام شعبنا وأعضائنا وبقية القوى بكل صدق وأمانة وعليه فإننا نؤكد على مايلي : 1) ضرورة تصحيح الأخطاء الناجمة عن إعلان الأسماء والتحاور مع مختلف القوى التي أعلنت تحفظاتها واحتجاجاتها ، وفي مقدمتها الهيئة الشعبية الجنوبية للوصول لميثاق شرف يضمن وحدة الصف في إطار وحدة الهدف والقواسم المشتركة التي تضمن حق الشراكة للجميع ، وأن الوطن يتسع للجميع .. ويجرم ويحرم العودة لنهج الإقصاء والتفرد والإستحواذ تحت أي مبرر كان، وكل مايمكن أن يعيدنا لمربع الصراعات الأول . 2) التأكيد على ضرورة إحترام الشرعية والتعاون معها فيما يخدم شعبنا وقضيتنا . 3) التأكيد على ترسيخ التعاون والتنسيق مع الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة والإمارات وبمايرسخ الأمن والإستقرار ويوفر مايلزم من خدمات ضرورية للمواطنين ، ويدفع تكرار أي اعتداءات على شعبنا. 4) التأكيد على العمل لرفع التصورات لفخامة الرئيس التي تضمن عدالة في الشراكة السياسية لقيادات وكوادر الجنوب في مختلف مراكز القرار . 5) التأكيد بأن الهيئة ماضية في مضاعفة نشاطها وتنفيذ خططها داخلياً وخارجياً ، لتوحيد صف وكلمة الجنوبيين والإنتصار لقضية شعبنا.. 6) التأكيد على العمل والتنسيق مع مختلف القوى وقيادات المقاومة من كان منهم في الهيئة أو خارجها، في كل مايتعلق بتوحيد جهودنا وخدمة مصلحة شعبنا وقضيتنا وللوقوف يداً واحدة ضد كل مايلحق الضرر بوطننا وشعبنا وقضيتنا . 7) التأكيد على مؤازرة جهود الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور والتحالف العربي والدولي ضد الإرهاب ودحر الإنقلاب. 8)نعاهد كل القوى والمكونات والكفاءات والقيادات المنضوية تحت راية الهيئة بأننا لن نفرط في حقهم في الشراكة في أي صيغة أو توافقات ممكن عقدها.. والوقوف إلى جانب المقاومة لتنال حقها الريادي في القيادة .. 9)الترحيب بكل المكونات التي أبلغنا ممثليها رغبتهم في الإنضمام للهيئة وإئتلافها الوطني ..ونؤكد بأن أبواب الهيئة ستظل مفتوحة أمام مختلف القوى والمكونات الجنوبية الأصيلة مهما كانت التباينات خارج وحدة الهدف والقواسم المشتركة. 10) نوجه الشكر والتحية لكل قادة المقاومة والمكونات والشخصيات الإعتبارية الذين أصدروا بيانات تضامناً مع الهيئة أو اتصلوا شخصياً أو تناولوا ذلك في منشوراتهم أو بالحضور ، فذلك يعكس نقاء وطنيتهم وكرم أخلاقهم وصلابة مواقفهم. التحية لشعبنا العظيم .. الرحمة لشهدائنا .. والشفاء لجرحانا .. والنصر لقضيتنا ..