تقرير : محمد الحنشي مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، والذي تزداد فيه احتياجات المواطنين من المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها, يعيش المواطن ظروفا مأساوية صعبة متمثلة بتوقف المرتبات وأزمات في المشتقات النفطية والكهرباء والغاز وانتشار لمرض الكوليرا وغيرها من الأزمات. يستقبل المواطنون شهر رمضان المبارك في ظل استمرار تلك الأزمات، وفي ظل وعود كبيرة من الحكومة بعمل الحلول والمعالجات اللازمة لإنهاء هذا الأزمات.. مع علم وإدراك المواطن أن كل تلك الوعود إنما هي مجرد تصريحات إعلامية ليس إلا.. ولم يتغير شيء على الأرض.
تضاعف ساعات انقطاع التيار الكهرباء
في تاريخ 8 مايو أعلن رئيس الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر أنه سيقوم بافتتاح محطة الكهرباء المقدمة من دولة قطر والمقدرة ب60 ميجاوات يوم العاشر من مايو، وأن صيف العاصمة سيكون "بارد", لكن مر ذلك اليوم ومرت بعده أيام أخرى دون أي توضيح عن سبب عدم افتتاح ودخول المحطة حيز التنفيذ والخدمة للتخفيف من ساعات الانقطاع. في الأيام الأخيرة تضاعفت ساعات الانقطاع في عموم مديريات محافظة عدن لتصل إلى أربع ساعات ينقطع فيها للتيار الكهربائي مقابل ساعة واحد يكون التيار الكهربائي فيها موجودا. في بعض شوارع محافظة عدن قام مواطنون غاضبون بإحراق الإطارات وقطع لبعض الطرقات للتعبير عن استيائهم الشديد من التدهور الكبير الذي شهدته خدمة الكهرباء، خصوصا وشهر رمضان الكريم يطرق الأبواب. وكانت مصادر طبية في مستشفيات العاصمة عدن قد ذكرت انها استقبلت العشرات من المرضى بسبب الانقطاع في الكهرباء خاصة امراض غسيل الكلى والضغط والسكر. المواطنون في عدن ناشدوا الحكومة والسلطة المحلية ودول التحالف العربي بسرعة التحرك وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة كهرباء عدن.
ارتفاع جنوني في الأسعار
تشهد الأسواق المحلية بالعاصمة عدن ارتفاعا جنونيا في الأسعار مع قرب حلول شهر رمضان المبارك. وتحدث مواطنون بمحافظة عدن عن ارتفاع جنوني في الأسعار خاصة في المواد الغذائية والاستهلاكية في ظل عدم وجود رقابة من قبل السلطات المحلية. وقال الأهالي إن الكثير من التجار عمدوا إلى رفع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بحجة ارتفاع صرف العملات الاجنبية.. مشيرين إلى أن غياب الرقابة الحكومية هي من جعلت معظم التجار يتلاعبون ويقومون برفع أسعار العملات، مستغلين الانفلات الإداري التي تشهده المحافظة. وناشدوا السلطات المحلية التدخل ووضع حد لجشع التجار في عدن وغيرها من المدن.
توقف صرف المرتبات
في محافظة عدنوالمحافظات المجاورة لها يعتمد المواطنون على المرتبات بشكل أساسي كمصدر رزق وحيد, وبعد توقف المرتبات لأشهر عانى المواطنون من ظروف مادية صعبة في ظل ارتفاع أسعار طال جميع المواد الغذائية والاستهلاكية. أمام مكاتب البريد والمعسكرات ومنازل المسئولين يتجمع المئات من المواطنين لاستلام مرتباتهم . يتحدث المواطنون عن انقطاع المرتبات لعدة أشهر.. حيث تحدث لنا عدد منهم، مفيدين أن استلام مرتب شهر سبتمبر 2016 تم مع بداية شهر مايو 2017م، فيما لا تزال مرتبات أكثر من أربعة أشهر لا يعرفون مصيرها. يتساءل المواطنون عن سبب التأخير في صرف المرتبات التي تعيل الأسر وتعتبر مصدر الرزق الوحيد لهم, مضيفين: دائما ما نسمع تصريحات من الحكومة عن صرف المرتبات وأن المحافظات المحررة تم تسليم المرتبات فيها للمواطنين ولكل الأشهر، ولكن يتضح لنا أنها تصريحات كاذبة الغرض منها طلب المساعدات والتضليل على دول التحالف العربي لطلب المزيد من المساعدات.
انعدام شبه تام للغاز المنزلي
في ال20 من إبريل الماضي اتخذت السلطة المحلية بالعاصمة عدن قرارا بتوحيد تسعيرة أسطوانة الغاز المنزلي، وإلزام الوكلاء بهذا القرار، مهددين باتخاذ الإجراءات اللازمة والغرامات المالية إلى جانب إغلاق محلات كل من يثبت مخالفتهم للقرار. القرار الذي تم توقيعه بين كل من وزارة النفط والمعادن بعدن ووزارة التجارة والصناعة والسلطة المحلية وممثلي شركة الغاز نص على أن يكون سعر أسطوانة الغاز المنزلي من الشركة اليمنية للغاز أو من محطات التعبئة في القطاع الخاص بسعر 1500 ريال للمتعهدين على أن يقوم المتعهدون ببيعها ب 1800 ريال. استبشر المواطنون خيرا بعد هذا القرار نظرا للتلاعب الكبير في أسعاره، لكن تفاجأ المواطنون بانعدام شبه تام للغاز في المحافظة في ظروف غامضة. في الأيام الأخيرة أغلقت محطات الغاز والوكلاء والتجار أبواب محلاتهم في وجه المواطنين متعذرين بتوقف تزويدهم بالمادة، من قبل المصدر. يتحدث المواطنون عن سبب هذه الأزمة المفاجئة في الغاز المنزلي الذي يعتبر من الأساسيات الحياتية لديهم.. ولماذا أتت الأزمة مرافقة للقرار الأخير؟ ومن الجهة التي تتلاعب بهذه المادة المهمة للمواطن في عدن؟. وناشدوا السلطة المحلية بسرعة توفير مادة الغاز المنزلي وعدم التسبب في معاناة تضاف إلى المعانات الأخرى التي يتعرض لها المواطن في عدن.
انتشار كبير لداء الكوليرا
في الأيام القليلة الماضية استقبلت مستشفيات العاصمة عدن وبعض المحافظات المجاورة المئات من الحالات المصابة بوباء الكوليرا. في محافظة أبين وخاصة في المناطق الوسطى استقبلت مستشفيات مديريتي مودية ولودر أكثر من (300) حالة مصابة، وثلاث حالات وفاة جراء هذا الوباء المنتشر في أوساط السكان. وفي محافظة لحج استقبلت المستشفيات عشرات الحالات المصابة، بينما تم نقل عدد من الحالات من أبينولحج الى مستشفيات محافظة عدن لتلقي العلاج هناك نظرا لتوفر العلاجات اللازمة. بعد استقبال مستشفى لودر لكثر من 50 حالة يوم الجمعة الماضي أطلقت إدارة المستشفى نداء استغاثة عاجلا لتزويدها بالعلاجات والاحتياجات الخاصة لمواجهة هذا الوباء, وفي اليوم الثاني للنداء الاستغاثي توجه وفد طبي من وزارة الصحة إلى المديرية ومع وصول الوفد استقبل المستشفى أكثر من 250 حالة في ظل عدم السيطرة على الوباء المنتشر في بعض القرى النائية في المديرية.. ليرتفع عدد الحالات المصابة بالكوليرا حتى يوم الثلاثاء إلى 300 حالة وتسجيل ثلاث حالات وفاة. مواطنون ناشدوا وزارة الصحة والحكومة ودول التحالف سرعة التحرك ووقف الانتشار الكبير لهذا الوباء الذي يجتاح المناطق وبصورة مخيفة.
أزمة في المشتقات النفطية
في محافظة عدن يتحدث مواطنون عن عودة لأزمة المشتقات النفطية من جديد بعد أن تم توفيره. أمام كل المحطات في عدن تقف العشرات من السيارات والشاحنات في انتظار وصول مادتي الديزل والبترول بعد انعدامها منذ أيام. شركة النفط نفت وجود أي أزمة.. مشيرة إلى أنها ستقوم بالضخ في اليومين القادمين لكل المحطات في محافظة عدنوالمحافظات المجاورة لها, إلا أن ذلك لم يتم حسب إفادة مواطنين، معبرين عن استيائهم من هكذا تصريحات غير مسؤولة. ختاما.. يأمل المواطن البسيط من الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي النظر بعين الاعتبار ومساعدة المواطنين للخروج من كل هذه الأزمات التي تثقل كاهله، وعدم النظر إلى التصريحات الإعلامية التي لا أساس لها.