مشكلة الرواتب وتأخيرها من قبل الشرعية أصبحت الحديث الذي يتردد في كل مجلس وكل شارع ومكان وصارت هاجسا يؤرق الجميع ويلقي بتبعاته على كل مناحي الحياة. الشهر الخامس اكتمل وطويت أيام من السادس وماتزال وعود صرف الرواتب تؤرق المسامع ولكنها لاتصل إلى القلوب وذلك ليأس الموظف لكثرة المواعيد والوعود التي تلقاها من الشرعية وكانت كالسراب لاواقع لها. دفعت توجيهات القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي الجميع الى التفاؤل وذلك عقب توجيهاته التي قضت بصرف رواتب أربعة أشهر للموظفين على دفعتين أولاهما قبل شهر رمضان المبارك والثانية في منتصف الشهر الكريم الذي يكاد ينتصف ولم تصرف الدفعة الأولى. هذا الأمر بحد ذاته دفع المواطن الذي لاحول له ولا قوة إلى إجراء مقارنات كثيرة بين حكومة الإنقلاب في صنعاء وحكومة الشرعية في الرياض من خلال تشابههما في تأخيرهما لرواتب الموظفين وخاصة مع تزايد المديونية التي تقع على كاهل الموظف وتؤرق حياته. قبل أشهر سمعنا -وسمع الجميع -تصريحات رئيس الحكومة بن دغر لوسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية أن كل الموظفين الذي يقعون في المحافظات التي تسيطر عليها الشرعية يستلمون رواتبهم دون تأخير وكل شهر بشهره ساعتها أيقنا بأن حكومة الشرعية فقدت الحياء كحكومة الإنقلاب والتي يرأسها بن دغر والذي لايزال محل شك وعدم ثقة عند البعض باعتباره مايزال يكن الولاء لصالح. وترددت على مسامعنا وقرأنا وشاهدنا في مختلف الوسائل الإعلامية تصريحات قبل أقل من أسبوع بأن مشكلة الرواتب ستحل خلال يومين وستبدأ عملية الصرف وهو الأمر الذي بعث فينا الأمل مرة أخرى لكنه سرعان ماتبدد بانقضاء الفترة الزمنية المحددة دون صرف الرواتب أو حتى مؤشرات توحي بقرب الصرف. فضلا عن هذا كله سمعنا بأن بعض المقاتلين قد انسحبوا من جبهات القتال بسبب تأخر عمليات الصرف وهناك آخرون يهددون بالإنسحاب إذا لم تتم عملية الصرف وبأسرع وقت ممكن. الغريب والعجيب أن أبواق الشرعية الإعلامية والتي تسخر من حكومة الإنقلاب وعدم صرفها معاشات الموظفين -برغم انعدام السيولة عندها- لم تكلف نفسها ولو لمرة واحدة لتنبه الشرعية عن حجم المعاناة التي يعيشها الموظف بسبب انقطاع الراتب -رغم توفر السيولة- ومن هنا نقول للجميع بأن الإعلام الرسمي للشرعية شريك في كل مايحصل من معاناة للموظف وذلك من خلال عدم التطرق لمثل هذه القضية والتي تعد أهم قضية في الوقت الراهن. إلى حكومتنا الشرعية :اتقوا الله في حياة الموظف والذي صار لايملك أدنى كرامة بسبب الهيانات التي يتلقاها سواء من التجار الذين يقترض منهم أو من أصحاب المنازل التي يستأجرها أو غير ذلك . إن كنتم تظنون أنكم ناجون منها في الحياة -ولا أظن ذلك إن استمرت الحال كماهو- لن تنجوا منها في الآخرة وسيظل التاريخ يذكر الأجيال بأن حكومة قضت على شعبها وحكمت عليه بالإعدام وحاربته في راتبه ولم تصرفه له. الموظف الذي تقطعون راتبه ومازلتم تماطلونه به هو من جعلكم تسكنون في فنادق الخليج وتعيشون الحياة الباذخة وذلك من خلال تضحياته التي قدمها على الأرض عندما كنتم تهربون في فنادق الرياض ومصر وتركيا وغيرها من الدول المجاورة ..الموظف هو من أعاد لكم اسم الحكومة الشرعية بعدما كنتم حكومة المنفى ولا تجرؤن على العودة إلى البلاد . كونوا عند قدر المسؤولية واتقوا ثورة الجياع فإن من نصبكم على مقاعد الحكم قادر على أن يسقطكم منه متى أراد ومن أخرج الإنقلابيين من عدن قادر على أن يعيدهم متى أراد وأعني هنا (الشعب).