وجهت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الاثنين مستغلة رئاستها الدورية لمجموعة العشرين نداء دعت فيه إلى الاستثمار في إفريقيا بهدف الحد من الهجرة إلى أوروبا. وقالت ميركل "إذا كان هناك الكثير من اليأس في إفريقيا، فمن المؤكد أن شبانا سيقولون لأنفسهم أنهم سيبحثون عن حياة أفضل في مكان آخر"، داعية الى "شراكة اقتصادية مع إفريقيا" والعمل من اجل السلام والأمن في القارة. وافتتحت ميركل بهذه التصريحات مؤتمرا يستمر يومين لمسئولين أفارقة ومستثمرين سيبحثون في إعطاء دفع للاستثمار الخاص في إطار مبادرة لمجموعة العشرين. وقال رئيس غينيا الفا كوندي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي "أنها فرصة لنحدد في شكل أفضل الإجراءات الملائمة ونتجاوز المعوقات نحو نمو اقتصادي دائم ونوفر الفرصة لدفق من الاستثمارات أكثر أهمية واستقرارا". وفي مارس خلال قمة وزراء المال في مجموعة العشرين دعا هؤلاء نظراءهم في ساحل العاج والمغرب ورواندا وتونس إلى المشاركة في الاجتماعات. هذه المرة، وقبل أقل من شهر على قمة لمجموعة العشرين في هامبورغ وفي إطار تحرك يراد أن يكون "منفتحا على كل الدول الإفريقية"، تنضم غانا وأثيوبيا إلى هذه المبادرة إلى جانب قادة النيجر ومصر ومالي. وإذا كانت وزارة التنمية الألمانية أعلنت الاثنين مساعدات إضافية للدول الساعية إلى مكافحة الفساد بقيمة 300 مليون يورو، فان مسئولا في وزارة المال الألمانية أوضح أن هذه الأولوية لأفريقيا ليس معناها ان ميركل تريد إعداد خطة مساعدة مالية بل إيجاد "فرصة لاجتذاب الاستثمارات والأرباح والوظائف". وأكد وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله ان "الدول الإفريقية ستقرر بنفسها الطريقة التي تريد ان تعمل بموجبها". دعوات الى مشروع ميركل لكن هذا لم يمنع العديد من القادة الأفارقة من الدعوة إلى "مشروع ميركل" في إشارة إلى "مشروع مارشال" للقروض الأميركية الذي ساعد على إعادة أعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وقال محمدو ايسوفو رئيس النيجر أن "إفريقيا تحتاج أوروبا، التي تحتاج بدورها أفريقيا. من الطبيعي اذن ان تستثمر القارتان في مستقبل مشترك، هذا يستدعي جهودا من هنا وهناك في إطار شراكة متساوية". من جهته، اعتبر رئيس رواندا بول كاغامي انه "إذا كانت المساعدة التقليدية مفيدة فإنها لن تكون أبدا كافية من اجل تنمية مستدامة" ولهذا السبب "فان القطاع الخاص أساسي جدا". خلف هذا الأمل بتحقيق تنمية اقتصادية في قارة تسجل نموا ديموغرافيا هائلا، تكمن فكرة التصدي لأسباب الهجرة. يرتدي الملف أهمية كبرى وخصوصا أن الاتحاد الأوروبي لا يبدو قادرا حتى الآن على وقف تدفق المهاجرين، ومعظمهم من جنوب الصحراء، الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الايطالية انطلاقا من ليبيا التي تعاني من فوضى أمنية. وقال الرئيس الايطالي باولو جنتيلوني الذي يتولى حاليا رئاسة مجموعة السبع "للتصدي بفاعلية لمشكلة الانتقال القسري والهجرات، علينا ان ندعم تنمية مستدامة ونحفز الاستثمارات في الدول التي يتحدر منها" المهاجرون. وقال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا "في الواقع، سيشعر الأفارقة والشبان الأفارقة خصوصا أن وجودهم في أفريقيا أفضل من وجودهم في مكان آخر، مطالبا بان يتم ذلك "عبر تامين عدد كبير من الوظائف". وأشادت فريدريكي رودر من منظمة وان غير الحكومية بالمبادرة الألمانية لكنه أكد أن "ذلك يتطلب تحركات واستثمارات" كبيرة من الآن حتى خمسين عاما وخصوصا أن القارة الأفريقية ستضم عددا من الشبان يفوق مجموع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين. وأضافت رودر "لضمان شراكة متساوية (...) فان الاستثمار الخاص أساسي وكذلك الاستثمار العام بالقدر نفسه"، داعية إلى مساهمات ملموسة خلال قمة مجموعة العشرين التي تعقد في بداية يوليو في هامبورغ (شمال).