زيارة نتنياهو لواشنطن، ومحصلة النقاشات والضغوط التي قيل إن واشنطن مارستها على رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي الذي قام بزيارة لواشنطن حظيت بحفاوة وبرنامج واسع ومكثف من جلسات المحادثات أثنا الزيارة الطويلة التي أستمرت خمسة أيام التقى خلالها مع كبار المسؤولين الأمريكيين بما فيهم الرئيس دونالد ترامب تركزت المناقشات على العديد من الملفات الحيوية أبرزها الملف النووي الإيراني، وصفقة القرن والتعاون الأمني والاستخباري والعسكري بين البلدين .. أبرز محاور المناقشات تناولت اللقاءات بشكل أساسي سبل مواجهة التهديدات الإيرانية لا سيما برامجها النووية والصاروخية ودعمها للمقاومة في المنطقة، وقد أكد الجانبان على التزامهما المشترك بأمن إسرائيل كما تم بحث صفقة القرن للسلام في الشرق الأوسط حيث سعى نتنياهو للحصول على دعم أمريكي كامل لخططه في ظل رفض فلسطيني وعربي واسع لها. ضغوط ترامب على نتنياهو على الرغم من الحفاوة التي استقبل بها نتنياهو، والتي عكست قوة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب إلا أن التقارير أشارت إلى وجود ضغوط فعلية مارسها الرئيس ترامب على ضيفه تركزت هذه الضغوط بشكل خاص على ضرورة التسريع في طرح صفقة القرن وقبول نتنياهو لبعض تفاصيلها مع التركيز على أهمية تحقيق صفقة شاملة للسلام، والتطبيع مع دول معينة.. لم تكن هذه الضغوط علنية بالضرورة، بل جرت في كواليس كغيرها من الخطط المستقبلية التي تناولتها المباحثات الثنائية بطوق من السرية والكتمان على وسائل الإعلام حتى المقربة منها لم تعرف فحوى المباحثات والجلسات المغلقة وكانت بعض التخمينات، والتسريبات بما تم بحثه في هذه المباحثات السرية حول إيران والملف النووي حيث تعد إيران الملف الأكثر حساسية في المباحثات من المرجح أن تكون هناك تنسيق كامل ومباحثات سرية ومعمقة حول كيفية التعامل مع إيران لا سيما في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، تناولت هذه المحادثات على الأرجح الخيارات المتاحة للضغط على إيران، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية المشددة والتهديد بالعمل العسكري. فيما يخص ملف إيران النووي تم تداول سيناريوهات مختلفة حول كيفية منع إيران من امتلاك سلاح نووي، من غير المستبعد أن تكون الولاياتالمتحدة واسرائيل قد بحثتا تفاصيل حول الخطوات التصعيدية المحتملة، وربما تم التطرق إلى عمليات سرية أو استخباراتية لمنع تقدم البرنامج النووي الإيراني، ومعرفة مصير اليورانيوم المخصب . هل نحن قادمون على حرب جديدة ضد إيران؟ رغم التوتر المتصاعد لا تزال فرص شن حرب جديدة واسعة النطاق ضد إيران تبدوا غير وشيكة في الوقت الحالي يفضل كلا الجانبين الأمريكي، والإسرائيلي التركيز على الضغط الاقتصادي والدبلوماسي، ودعم المعارضة في الداخل والخارج في المقام الأول، ومع ذلك فإن احتمال التصعيد العسكري لا يزال قائماً إذا مستمرة إيران في تجاهل المطالب الدولية أو قامت بخطوات تهدد المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية بشكل مباشر، والمباحثات تناولت على الأرجح سبل احتواء أي تصعيد محتمل ومنع الانزلاق إلى صراع أوسع. ما الذي حصل عليه نتنياهو، وما أثمرت زيارته لواشنطن؟ حصل نتنياهو على دعم أمريكي قوي لمواقفه تجاه إيران وصفقة القرن حيث تم التأكيد على التزام واشنطن بأمن إسرائيل وتمت إعادة التأكيد أيضاً على التعاون الاستخباراتي والعسكري بين البلدين الحفاوة التي استقبل بها نتنياهو عكست بالفعل مكانته كحليف رئيسي وموثوق للولايات المتحدة في المنطقة وهذا الدعم المعنوي والسياسي يعتبر مكسباً كبيراً لنتنياهو على الصعيدين الداخلي والدولي، وقد عكست الزيارة رسالة واضحة بأن الولاياتالمتحدة تقف بقوة إلى جانب إسرائيل في مواجهة التحديات الإقليمية . إضافة لما سبق تم تعويض إسرائيل بأسلحة ومعدات التي خسرتها طوال مدة الحرب مع إيران التي استمرت 12يوماً مع إيران في شهر يونيو 2025م تذكر التقارير الإعلامية ان إسرائيل تكبدت خسائر مادية ومعنوية كبيرة خلال هذه الحرب حيث بلغت قيمة الأضرار المادية المباشرة مبالغ كبيرة، وبلغت قيمت طلبات التعويض عن الأضرار المادية المدنية المباشرة في المباني والممتلكات الخاصة والعامة مئات الملايين من الدولارات، وتجاوزت التقديرات الأولية 570مليون دولار كما أشارت بعض التقديرات إلى أن إجمالي الخسائر الخاصة والعامة من 7- 10 مليار دولار عند احتساب تكلفة استبدال الأسلحة المستهلكة وانظمة الدفاع التي استخدمت لصد الصواريخ الإيرانية، نعلم وكما تعودنا من أمريكا بعد كل مواجهة أن تقوم بالدعم العسكري وتعويض الذخائر والأسلحة مثل أنظمة الصواريخ الاعتراضية والقبة الحديدية والصواريخ، والطائرات الحديثة، والاسلحة البحرية، وتجديد المستهلك من المخزون الاستراتيجي، والمعدات العسكرية الأخرى لضمان الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي.. كل ذلك لتكون إسرائيل جاهزة لأي صراعات مستقبلية. تضمنت المباحثات الأخيرة بين نتنياهو والادارة الأمريكية تفاصيل المطلوب من الدعم والتعويضات وتزويد إسرائيل بتكنولوجيا جديدة خلال زياره نتنياهو وردة تقارير عن مطالب إٍسرائيلية بتزويدها بأسلحة متقدمة مثل قنابل خارقة التحصينات مثل(57جي بي يو) و(43جي بي يو) القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة وصواريخ دقيقة، وطائرات مسيرة عالية التقنية، بالإضافة إلى دعم استخباراتي فائق التقنيات المتقدمة للتجسس هذه الطلبات تأتي في إطار تعزيز القدرة الهجومية والدفاعية لإسرائيل. يعتبر الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل بعد الحرب رسالة قوية من واشنطن بتعهدها الراسخ بأمن إٍسرائيل وضمان تفوقها في الشرق الأوسط وهو ما يعزز الثقة بين الحليفين ويطمئن إسرائيل بشأن قدرتها على مواجهة التهديدات الإقليمية .