في لحظة استرخاء من لحظات الملل وبحثا عن شي يذهب الملل ، نظرت يمينا ويسارا لعلي أجد شي لمطالعته فوجدت على مقربة مني كتاب التربية الوطنية للصف التاسع أخذته وبدأت افتش صفحات الكتاب وقراءة مواضيعه ليستوقفني موضوع يحمل عنوان ( الجامعة العربية ) ومحتواه الذي يتناول أهداف واسهامات الجامعة في مساعدة الشعوب وحل النزاعات العربية . محتوى الموضوع وعلى رأس الصفحة نقرأ الأهداف التي حددها ميثاق الجامعة العربية ومن أهمها : - دعم استقلال الدول العربية فمثلا هنا في اليمن دولة الجنوب كانت عضوا في الجامعة العربية ومعترف بها من الجامعة قبل أن تتحد سلميا مع الشمال وفشلت هذه الوحدة فشلا ذريعا أمام أنظار الجامعة العربية وبالتالي من حق الجنوبيين العودة إلى وضعهم الطبيعي وهذا حق مشروع ليكون الجنوب من جديد عضوا في الجامعة ودولة مستقلة ذات سيادة وقانون وذلك بالعودة إلى أهداف الجامعة العربية التي تأسست عليها ، لكن يبدو أن الجامعة العربية حددت أهداف ولا تحتكم اليها وتنفذها وهي دعم استقلال الشعوب وحريتهم بعيدا عن الإصرار او محاولة تجاهل مطالب الشعوب العربية ومنها شعب الجنوب فهذا ليس من أهداف الجامعة العربية .
من أهداف الجامعة العربية أيضا إلى جانب التعاون المشترك في عدة مجالات نقرأ في كتاب التربية الوطنية حل المشكلات بين الدول العربية سلميا .. وبغض النظر عما يحدث في سوريا والعراق من نزاعات لم تستطع الجامعة حلها أو وقفها وحقن الدماء نبقى هنا في اليمن ولا نذهب بعيدا ونحكي عن الصراع والمشكلة بين الشمال والجنوب والمتمثلة بغزو الجنوب مرتين واخفاق الجامعة عن إنصاف الجنوب و نزع فتيل الصراع بل تقوم بإذكاء الصراع من خلال تمسك الجامعة بوحدة اليمن وعدم اعتراف بحق الجنوب بتقرير مصيرة وحل المشكلة سلميا واعطاء الجنوب حقه في الأستقلال لكن هذا لم يحدث وهذا ماجعل الصراع باق . أما بالنسبة للأسهامات فقد ذكر أن الجامعة قامت باسهامات كثيرة وهذه الإسهامات كانت قد حصلت في القرن الماضي وأستطاعت ربما احتواء بعض من هذه النزاعات البسيطة لكنها فشلت حاليا في حل الأزمات والصراعات المتفاقمة التي تحصل عدة دول ودمرتها وراح ضحيتها آلاف من الأبرياء وظهرت كما لو أنها عاجزة ووقفت موقف المتفرج حيال هذا الوضع .
لكن السؤال الذي يبقى والمذيل اسفل الصفحة من الموضوع في كتاب التربية الوطنية .. هل حققت الجامعة العربية الأهداف التي قامت من اجلها .؟
الجواب .. كرأي شخصي فأن الجامعة العربية حتى اللحظة لم تحقق الأهداف التي كان متوقع منها والتي تأسست عليها الجامعة وهي دعم استقلال الشعوب وحل النزاعات سلميا وبالتالي نجد أنها أخفقت في حل النزاعات التي تحصل في عدة دول عربية ولم تحقق الأهداف التي حددها ميثاق الجامعة ولم تقم بحل المشكلات وإنصاف المضلوم لتصبح الجامعة العربية حاليا مجرد أعضاء وجودهم مثل عدمهم .
