مهما يحاول أنصار عفاش تبيض هذا اليوم من العام1994 و تلميعه بعبارات رنانة يخادعون بها أنفسهم ليبرروا وقوفهم فرحين بذكرى هذا اليوم المشؤوم، و سوى اقروا في أنفسهم او غالطوها فهم إنما يحتفلون بيوم نصر لحرب عفاش الخاصة التي جاءت كإستمرار لقراره المبيت في صدره بإزاحة الشريك المتمثل ب علي سالم البيض و التفرد بالحكم و السطو على كل ثروات و أراضي الجنوب.. سعى عفاش بإسناد من حاشيته لإستعادة عدن التي بدأت تستعيد إستقلالها عن صنعاء، حين رفض محافظها آنذاك صالح منصر السيلي الإنصياع لأوامر عفاش، حيث كان في طليعة الذين فطنوا لما يكيد له عفاش و حاشيته، فأمر بإيقاف إرسال أموال العائدات الخاصة ب عدن إلى خزائن الطاغية عفاش، ليرفدها بدلاً عن ذلك إلى بنوك عدن، و لذلك شهدت عدن في العام 93 و حتى غزو الحرس العفاشي إنتعاشا ملحوظاً لمدينة عدن.. و لذلك كان يوم سبعة يوليو 94 ، الذي توج الدموية و الكراهية و الحقد المتأجج في قلب عفاش بإجتياح قوات الأمن و الحرس العفاشي بمساعدة القوى المتأسلمة التي سخرت نصائحها في قوالب من الفتاوى و عطرت عفنها زورا و بهتانا بغطاء من آيات القرآن، لجذب المزيد من الشباب إلى أتون معركة ظالمة غير متكافئة بعد إن تم تجريد الجنوب من كل قواته الضاربة و تشتيتها في مناطق العمق الزيدي و حصارها في ذمار و تريم و غيرها؟ و ذلك في خطة مبيتة منذ اليوم الأول للوحدة.. حتى تم إجتياح الجنوب و تحت شعارات براقة و خطوط الوحدة الحمراء و شماعات التكفير، جعلوا منها حرب مقدسة لتدغدغ الوجدان الشمالي الذي أستطاع عفاش خلال سنين حكمه الطويل أن يروضه و يمتطي صهوته، و ببساطة متناهية تم تجييش شعب الملايين الخمسة عشرة لتستقوي بعددها و عتادها و تهجم على من تم تكفيرهم.. جاءوا عطشين لإساحة دماء تم تحليل إهدارها من علماء الفقه المبرمجين عفاشيا.. نتذكر حالة الإنكسار التي عشناها عند دخول جحافلهم المتغطرسة..اقبلوا نافخي صدورهم و كأنهم اقتحموا القدس و اعادوها إلى حضن العرب.. نتذكر الألم الصامت الذي قبض على قلوبنا.. نتذكر شعورنا بالذل و المهانة أمام متخلفين و غرباء يجوبون شوارعنا ينتشرون في كل تقاطعات الطرق بسلوك همجي و لهجة متكبرة لم نستطع إستصاغتها حتى فرض الأمر الواقع.. و لكن لم يقضي الأمر... فقد ظل الرفض صامتا في قلوبنا و أحيانا بصوت خافت نظهر معارضتنا عند الحصول على ابسط الفرص.. اما المحتل المنتصر بعد ان ازاح كلياً الشريك المغدور تمادى في طغيانه و عاث في الأرض فساداً تخلى عن حذره فوزع الأراضي و الثروات و تقاسمها بين حاشية النظام.. لوحده إبن عفاش إمتلك في البريقة مساحات تفوق سنحان، و إمتلك الكثير من العقارات و أشهرها فندق القصر.. بينما اسطول اصطياد السمك التابع لإبن عفاش كان يجوب مياه عدن يغترف منها الأحياء البحرية الثمينة من الشروخ و الجمبري و غيرها من الأحياء البحرية دون تمييز لا يبالي بجرف بئيتها و مايشكله ذلك من خطر يهدد تلك الأنواع بالإنقراض.. و تم إقصاء جميع كوادر الجنوب الشريفة في عملية إحلال وظيفي قسري لهم باتباع عفاش و أقربائه، في ممارسة ظالمة ضد أبناء الجنوب حيث تندرنا بتسميتهم حزب خليك في البيت.. و تم إفساد التعليم و نشر الغش في المدارس و إغراق المدينة بأسواق القات و المخدرات في عملية تدمير ممنهجة للجيل القادم لضمان الحفاظ عليهم خاملين غير مكترثين لما يحيق بوطنهم من فساد و عبث.. فسدت المرافق و إنتشرت الرشوة، فتوسعت هوة الخلاف و الإختلاف و ظهرت جلية ملامح الدولتين التي كانت تتطور بمطالبها و يرتفع سقفها بمرور الزمن، حتى إنطلقت أول شرارة تمرد واضحة من قبل مجموعة ضباط في عام 2007 سميت بثورة الضباط المتقاعدين لتكون الشرارة ليست الأولى و لكن الأكثر وضوحاً، لتزداد شراسة نظام عفاش في القمع، فيسقط الشهداء و مع إرتقاء كل شهيد تتمدد دائرة الرفض و تنحسر خديعة الوحدة من قلوب ابناء الجنوب...حتى كان العام 2011 ليصبح العلم الجنوبي اكثر إنتشاراً على كل الجنوب يقابله إنحسار مناصري الوحدة أمام سقوط كل اقنعتها واحد تلو الآخر... فهل يعيد سبعة يوليو 2017 كرامة الذكرى لهذا اليوم الذي اصبح اسود؟!