في أوطاننا العربية العلاقة بين المثقف و العسكري مرهونة بإحدى أمرين : 1- إما تبعية الأول للثاني و بالتالي يصبح أحد أبواقه للوصول للسلطة . 2- أو خصومة الثاني للأول و إقصائه خوفا منه أن يصل بدلا عنه إلى السلطة. و قد عبر عن تلك العلاقة بشكل جلي أحد أولئك العسكر القدامى حين قال : ((عندما أرى مثقفا أتحسس بندقيتي)) و ربما ذلك ما قد يدفعنا أن نشاهد في المستقبل القريب مثقفين يحملون أيضا بنادقا كالعسكر خاصة و أن عسكرنا اليوم يخوضون تحالفا دينيا مع الخطاب الديني لتعزيز مواقفهم للوصول إلى السلطة . لا يجب لهذه العلاقة بين العسكر و المثقفين في كلا وجهيها أن تمضي قدما على تلك الشاكلة لأن نتائجها بالتأكيد ستكون كارثية، و لذلك فأننا نحتاج إلى بناء جسور جديدة من التفاهمات بين كلا طرفي هذه العلاقة توصلهما في الأخير إلى حالة من الإستقرار و تعزز عوامل الثقة فيما بينهما إن كنا نريد فعلا أوطان آمنة و مستقرة تنعم بالديمقراطية و العيش الحر و الكريم .