لعلنا نتذكر عندما انطلقت ثورة الشباب السلمية العام2011م في "صنعاء" وانخرطت فيها بعض المكونات السياسية. حينها قمع الشباب من قبل قوات الامن وكان النظام السابق يتحصن خلف مسمى "الشرعية الدستورية"، ويحشد انصاره وتحدث مواجهات دامية يذهب ضحيتها العشرات قمع الشباب وقتل منهم بالمئات وبعد فترة من الاحتجاجات جاءت المبادرة الخليجية التي اعطت النظام السابق واركانه "حصانه" من المحاسبة وسلمت السلطة بموجبها الى نائب الرئيس/عبدربه منصور هادي. تشكلت حكومة الوفاق وانتهاء مسمى الشرعية الدستورية. توالت الاحداث بعدها حتى اقتحام الحوثيين الى صنعاء بالعام 2014م كان الحوثيين يتحججون بشرعية مطالبهم في اسقاط الجرعة وتغيير الحكومة وكانوا يطلقون على مطالبهم ب"شرعيتها الشعبية" وانها مطلب شعبي وحشدوا انصارهم واقتحموا العاصمة صنعاء بقوة السلاح اسقطت الحكومة وفرض الحوثيين بقوة السلاح اتفاق السلم والشراكة وشكلت حكومة الكفاءات برئاسة "بحاح" لم يمر وقت حتى انقلبوا عليها. وفي بداية العام2015م انقلب الحوثيين على الرئيس والحكومة واسقطوا مؤسسات الدولة واخضع الرئيس واعضاء الحكومة تحت الإقامة الجبرية. في ذلك الحين كانت القوى المتصارعة تتناقش في "موفمبيك" حول امكانية اعادة الامور الى مسارها. ولكن سرعان ما نقض الحوثيين الاتفاق واعلن الاعلان الدستوري الذي بموجبه اتفقوا على ان يتكون مجلس رئاسي يستمد شرعيته من الشعب واللجنة الثورية التابعة للحوثيين. تمكن بعدها الرئيس "هادي" من الهرب الى مدينة "عدن" حيث تم استقباله ومن ثم تمكن بعض اعضاء الحكومة الهروب الى مدينة عدن ايضا وإعلانها "عاصمة مؤقتة" اعلن الحوثيين حربهم على المحافظات واحدة تلو الاخرى وبمساعدة حليفهم "صالح" الذي سهل لهم سقوط المدن وتحججوا "بشرعية" حربهم انها ضد "الدواعش" وبغض الطرف الامريكي عنهم. وصل الحوثيين الجنوب حيث كانت نهايتهم. تدخلت بعدها دول الخليج وبعض الدول العربية والإسلامية تشكيل تحالف عربي لإعادة "الشرعية" حررت المدن الجنوبية بعد دعمها من قبل التحالف وتأمنت المحافظات الجنوبية عادت "الشرعية" الى عدن والتف حولها اغلبية الشعب الجنوبي كان الجنوبيون يتوقعون واقعا اخر بعد الحرب بعد ان احكموا سيطرتهم على ارضهم ومدو ايديهم الى الرئيس هادي وتشاركوا معه على امل ان تعاد دولتهم اليهم ولكنهم وجدو "الشرعية" عملت على طعنهم من الخلف. فبالوقت الذي كانت فيه قيادات المحافظات المحررة تعمل من الداخل والشرعية في الخارج، وجد الجنوبيين الشرعية تقيل المحافظين المحسوبين على الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية واحد تلو الاخر وتعيين اشخاص محسوبين عليها بعضهم من ذوي الكفاءة. هاج الشارع الجنوبي بعد هذه القرارات التي وصفها الجنوبيين بإنها مستفزه لهم فبعد ان اقيل محافظ عدن السابق اللواء/عيدروس الزييدي اقام الحراك الجنوبية مليونية ضخمه في العاصمة عدن وصفت بإنها الاضخم من حيث العدد والتنظيم واعلن فيها إعلان عدن التاريخي الذي اعلن فيه عن تشكيل مجلس انتقالي جنوبي يدير المحافظات الجنوبية وضم فيه نخبه من القيادات الجنوبية المجلس الانتقالي الجنوبي كما يقول جنوبيون انه استمد "شرعيته" من الشعب. ويستمر مسمى "الشرعية" واحدا وتختلف مضامينه.