بعد مرور سبع سنوات على ثاني مقال لي أكتبه على صفحات صحيفتنا الغراء عدن الغد والذي كان تحت عنوان : هادي بين الإنصاف والاجحاف في العام 2011 والذي كان المقال الوحيد الذي تناول فيه شخصية الرئيس هادي بدافع شخصي و رأي لم تؤثر عليه العاطفة أو الحمية المناطقية نعود اليوم حاملين المنطق ذاته والمبدأ الذي لن تغيره أحوال الزمن وتقلباته مرة أخرى لنقول رأينا الحر وقناعتنا الشخصية في شخصية تكالبت عليها أقلام تدنست في وحل السفاهة واجندات خفية مدعومة داخليا وخارجيا حملت على عاتقها معاداة شخصية كان لها الفضل بعد الله في امور لم نكن لنصل اليها ولو خرجنا بمليونيات على مدار العام ... والأمر المقزز في ذات الوقت الذي تسيل به أقلام تشربت القبح في النقد وانتهجت الفجور في الخصام مع شخص الرئيس الشرعي لليمن شماله وجنوبه أنك إذا لم تقدح في شخص الرئيس هادي تعد خائنا لوطنك فكيف بمن يذكر فضائل هذا الرجل بانصاف والتزام بالمصداقية المهنية والصحفية !!! لا نبالي . الرئيس هادي ليس رجل مرحلة. يفهم الكثير ويخلط ما بين رجل المرحلة وما بين رجل الدولة صاحب النظر والنفس الطويل ... فالرئيس هادي لم يكن ليقبل أن يكون رجل فترة زمنية محدودة الوقت تستخدم فيها إمكاناته ثم تنتهي صلاحيتها ... والأحداث تشهد بذلك والمواطن الغاية في الصعوبة التي مر بها ولم يتزحزح قيد أنملة بل رأينا ثباتا في الموقف وعزما مصحوبا بحنكة رجل الدولة رغم كل الخذلان والمؤامرات التي كان يعيشها في وسط وكر الأفاعي .. خرج هادي منتصرا على خصومه المحليين ليواجه فيما بعد خصوما أكبر وأعنف هذه المرة أصحاب نفوذ وسلطة ومال تجنب المواجهة لمرات ومرات حفاظا على المصلحة العامة وعزل رجال دولة وأتى بغيرهم حتى لا تكون الفرقة في وقت نحن أحوج فيه للاتفاف وشد بعضنا البعض لكن الطرف الآخر لم يتوقف عند هذا ونحن نراقب بصمت ونقرأ باشمئزاز لما وصل حال البعض للأسف. مرونة هادي وتعاطيه للأمور المفصلية بكل حنكة ودهاء أثبتت أن هادي ليس برجل يمكن استخدامه وفق أجندات تخدم مصالح الخارج وتعطل مصالح الداخل وبهذا يظل هادي الرقم الصعب . هل ثقبت ذاكرتنا أم أصبحت المسألة مسألة جحود ونكران الجميل !!! حينما كنا نعيش الوضع الأشد ضراوة وحينما كانت امكاناتنا على الأرض محدودة فتدخل التحالف بطلب رسمي من سيادة رئيس الجمهورية ليفض طلاسم المعركة ويرجح كفة الحرب لصالحنا ولولا طلب الرئيس هادي وشرعيته بعد الله لكنا اليوم نرفع حيا على خير العمل فوق كل منارة ومصلى سيارات الأجرة. .. فكما أن الفضل يعود بعد الله لتدخل قوات التحالف على الأرض واستماتة المقاومة الجنوبية على الأرض لا ننسى فضل هذا الشخص والذي تكسرت مشاريع كانت بمقدورها أن تحول حياتنا إلى لون آخر وشكل لم يكن لاحدنا ان يتخيله فالتاريخ لا ينسى والشواهد تظل كما هي والحقائق مهما حاول البعض بدون اختياره تغييرها لن تتغير وان طمست لفترة وغابت على البسطاء ستظل تعيش بيننا حتى تظهر بوضوح أكثر لجميع الأجيال. ... وهكذا يظل هادي الرقم الصعب . لم تنته معركة هادي ... فلا زالت على أشدها ومن يحدث نفسه بأن هادي بعيد عن الواقع فهو واهم ومغيب عن الحقيقة والواقع ... معركة هادي تغير مضمونها وأصبحت معركة وجود دولة مستقلة بعيدة عن التدخلات الخارجية ... يكافح هادي بكل ما أوتي ليرسخ مفهوم الدولة والسيادة التامة على كل ربوع الوطن وهذا النهج الذي انتهجه منذ اليوم الأول حينما تحمل على عاتقه الوحيد كل تراكمات الدولة العميقة فمهما كان القرب والإخاء مع الدول الداعمة لشرعية هادي إلا أن هادي لا يرى مسوغا لأن يكون ذلك سببا في التدخلات الداخلية لشؤون البلد ... وهكذا يظل هادي الرقم الصعب . يواجه الرئيس هادي صعوبات شتى على مختلف الصعد ... ولم يستطع أن يبدأ مشروعه بعد على الأراضي المحررة لأسباب يعلمها القاصي والداني ومع هذا نلتمس على أرض الواقع الفرجة وانحلال الأزمات من خلال رجالاته في عدن وعلى رأسهم محافظ المحافظة لم نكن نلتسمها منذ رحيل أب عدن الراحل ومحافظها المغدور به! تصاحب الأخطاء كل إنسان وكل خطأ يمكن تبريره إلا ما كان يضر بمصير البلد ومستقبل الأجيال فكل الأزمات الحاصلة اليوم مفتعلة ومدروسة وفق أجندات حملت على كاهلها تشويه الرئيس الشرعي والانتقاص من قدره بعرقلة مجهوداته في بناء الدولة وفرض سيادتها على الأرض ... لكن ... سيظل هادي الرقم الصعب لأنا نعلم الحقيقة! نختلف مع هادي وهذا حق مكفول شرعا وعرفا وقانونا لكن الاختلاف لا يعمي مسامعنا وابصارنا عن الحقيقة فقول الحق ولو كان مرا من شيم الكرام ... واليوم نقولها لتاريخ ان هادي يعد رقما صعبا يكفيه فخرا ماتحمل له عصابات ومليشيات الحوثي من عداء ليس بمصطنع والكراهية والبغض الذي تغلغل في احشاء صالح المحروقة لشخص هادي وإن دل على شيء فإنما يدل على صدق وإخلاص هذا الرجل بما يحمله من نية صادقة لبناء دولة سيادية على كامل ترابها بعيدة عن التدخلات الأجنبية والأخوية .... بين الانصاف والاجحاف في حق هذا الرجل نقولها انصافا لا اجحافا أن هادي أصبح رقماً صعبا لا يمكن تجاوزه على الأرض أو في دهاليز صنع القرار ..