قد اكون مخطئ ولكن إحساسي يقول هكذا ان في السياسة كل شيء ممكن وما يزيدني يقضه في هذه المرحلة الخطرة هو غياب كثير من المحللين السياسيين والعسكريين الخليجيين المناصرين للقضية الجنوبية ولشعب الجنوب العظيم الذين اقتفوا واقتحموا القنوات الفضائية بارئهم ومواقفهم الصريحة والواضحة حيال توصيف الصراع بين الجنوب والشمال وتفسير المستجدات والاحداث على الارض بعد قدوم عاصفة الحزم والامل والموقف المعلن تجاه تطورات الاوضاع في جبهات القتال التي اشادوا بها هولاء المحللين السياسيين والاستراتجيين العسكريين ونوهوا ببطولات الجنوبيون في السياق حيث كانت الانطلاقة الاولى لدول التحالف التي جاءت في وقتها المناسب الى جانب معالجة كل القضايا الخاصة والعامة بالشمال وبالجنوب وتحييد نشاط ايران واعوانها في المنطقة . لكن هناك في الجانب الاخر ما يشغل البال ويشعل حاسية الوجدان اسباب غموض مفاجئ وتجميد صوت وحراك إعلامي خليجي كبير كان قائم يتداول الاحداث ويطمئن الجنوبيون بان قضيتهم حية ويتعاطها كثيرون من الاوساط الدولية والاقلمية وفجأة نجد ان هناك ما يوحي بصفقة كبيرة قد تتم وبدون إعلان حقائقها للجمهور وتسير الامور ناحية التطبيع حول الدولة الاتحادية وبقاء الوحدة والعودة الى المبادرة الخليجية احترام مخرجات الحوار الوطني والياته الثلاث على اسس ترضي الشمال ودول المنطقة وتغضب الجنوب وشعبه وضياع لقضيته وان تظل القضايا معلقة لا دولة ولا انفصال في الجنوب والاهم ما في الامر ان الوضع قد يأخذ طريق اخر تؤدي الى ان ينفجر ونلحق بمن سبقونا في معترك الحروب الطائفية والقبلية والعنصرية السياسية والانتقام وهذا ما يحدث الان في كثير من الدول العربية والاسلامية مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن وبعض المشاغبات للإرهاب الايراني في البحرين والسعودية .. ومع بعض التباينان الظاهرة على المسرح السياسي المحلي والاقليمي والدولي والأممي حيث أخذت القضية الجنوبية حيز كبير من الاهتمام والنهوض على كثبر من المستويات واهمها في المحافل الدولية حيث قد أثمرة كل الجهود السياسية والعسكرية والاقتصادية وابرزت نتائج جيدة وطالب المجتمع الدولي وفي الخليج والسعودية بعودة الدولة الجنوبية والتي كانت قائمة قبل عام 1990 وكانت في طريقها الى الإعلان عن قيامها ثم اصبحت بين قوسين او ادنى لكن الذي يبدو حاليا في الافق ان التضحية بالحصان من اچل يشبع الكلب اضحت هي السائدة الان وهذا امر اخر كذلك في السياسة ايضا وغير مستغرب . كذلك واذا وجدت المصالح للدول تشق طريقها دون الاهتمام بالاخر ومشروع اقصاء او ارجاء موضوعا ما مهما كانت اهميتة في الصراع او موقعه في خارطة مصالحها الإستراتيجية من الممكن التخلي عنه ولو مؤقتا تعطي كل اجهزتها اشارة البدا بالتحرك في اتجاه تحديد المسارات وإسكات كل الابواق في سياق المشروع الجديد الذي يمكن يحقق تسويات ومصالحات في إطار الخطط التي وضعت لإنهاء مشكلة قائمة او ازمة استعصت على الحل العسكري وهناك إمكانية الحل السياسي ولو بذلت بعض التنازلات من اجل التسويات حتى وان كان الضحية له رمزيته في الصراع واذا كانت القضية الجنوبية تشكل هذا المنعطف او تعرقل ذاك الحل لايهم التضحية بها ووضعها في قائمة الانتظار وهنا مؤشر غياب كل من كان على موقف لصالح القضية الجنوبية ومرتبط بتوجيهات استخباراتيه لبلده او لا اي جهة اخرى يعكس الاحساس والشعور لدى ابناء وشعب الجنوب العربي الذي كانوا يعلقوا الامال ويعقدوا التطلعات للوصول الى حلول كانت تحوم في الافق وفجأة يجدوها تذوب مثل ذوبان الجليد او كفص الملح او تتحول الى سراب في صحراء السياسة والمصالح الإستراتيجية . طبعا هنا لكواليس السياسة والدهاء للمخططين مهمة التعمق في أساسيات الأزمات وفق التوجيهان الصادرة اليها من قبل دولها للسير نحو متابعة ومعالجة كل ازمة بحسب ثقلها وأهميتها الى جانب المكلفين كانوا على مستوى الدول او مندوبون المنظمات الاممية العمل على اكمال الحوارات والنقاشات وتحليل المعلومات والوصول الى مخارج تحافظ على مصالح دولها هنا تسقط كل الرهانات وتأتي الحلول الجزئية وفق حسابات يضعها المخططون كمخارج للازمات ولايهم ان يموت شعب او تدفن قضية . ومن هنا بإمكان كل المتآمرين على الجنوب الوصول مرة اخرى الى شواطئ عدن والتسكع في شوارعها والاستيلاء على اراضيها تحت مظلة الشرعية اليمنية الشمالية او المناطقية والفئوية والعنصرية الجنوبية يبقى ان الصفقة القادمة يتحمل مسئولية انجاحها ودعمها والتشريع لها هم دول التحالف لان ما تم من ترويض للأمور بين الشرعية ودولة الامارات مؤخرا لايبشر بمسارات تسير نحو حلول ولكن يزبد القضايا المصيرية الجنوبية اكثر احتقان وتعقيد وتوتر وهم يدركوا جيدا ان القوة لغير منظمة لاتحسم امر بل ترفع من حدة المواجهة اذا لم ان تكون هناك عدالة وإنصاف لاصحاب الحقوق المشروعة .. ابناء الجنوب قاتلوا وقدموا التضحيات والقرابين من الشهداء والجرحى وطردوا العدو من الارض الجنوبية ليس من اجل ان تدول قضيته او يخطف منه انتصاراته ومن هنا المنطلق لايمكن ان يقبل ان تفرض عليه شروط او نصوص لاتتوافق مع مصالحة السيادية ولن يرضى بعودة عجلة التاريخ الى الخلف والوحدة قد انتهت وتعمد هذا الانتهاء بالدم والمال وزمن تكحيل العيون قد ولاء ولا رجعة له وعلى الاحمر والاصفر والاصلع مراجعة حساباتهم الجنوب لن يكون ضيعة لهم او يبقى لهم فيه وطأة قدم .. الجنوب حق مشروع من حقوق أبناءه الا اذا هناك سياسة قهر واستبداد من نوع جديد وهي ايضا مرفوضة والميدان هو من يقرر الجنوب سيكون من حق من .. نتمنى لدول التحالف التقدم والنصر على الانقلابيين ومن يدعمهم والله من وراء القصد ...