يودايمون مدينة عريقة في القدم فقد ذكرها اليونانيون قديما بأسم بلاد العرب السعيدة نعم اتحدث عن مدينة عدن الحبيبة ومن اطلق تسمية يودايمون على عدن هو مؤلف بريبلوس اليوناني*
فقد تميزت عدن بأهمية فريدة من خلال موقعها الاستراتيجي على الساحل الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية حيث انها تعتبر طريق وملتقى يربط قارات اسيا وافريقيا واوربا
لذلك اصبحت محط اطماع كثير من القوى في العوالم القديمة من اليونان والرومان والفرس والاحباش والروم البيزنطيين وغيرها من القوى قبل الاسلام وبعده
لكن كل هذه القوى التي سيطرت على عدن جعلتها منطلق لتجاراتها ولم تقوم بإهمالها بل قامت بإستثمارها وتنشيط الحركة التجارية فيها وترتيبها
يذكر بعض مؤرخي الإفرنج أن مدينة يودايمون كانت زاهية بتجارتها على عهد الرومان حتى نافست القسطنطينية فجهز الرومان أساطيلهم وتحركت من القسطنطينة الاساطيل حتى حطت على سواحل يودايمون وخربتها ودمرتها لانها نافست عاصمتهم القسطنطينية
ويذكر البعض ان مدينة يودايمون دخلت تحت حكم الرومان وصارت مركزا تجاريا مهما فسموها يومئذ رومانيوم إمبريوم اي ( المخزن الروماني )أو مخزن الرومان
وينقل العبدلي عن ديودوروس الصقلي المتوفي سنة 80 قبل المسيح قوله كأن خزانات الدنيا وثرواتها في بلاد العرب السعيدة إجتمعت في سوق واحد والراجح أنه قصد تجمع خزانات الماء في (الصهاريج)كلها وثرواتها في مدينة عدن التي كانت تعرف قديما ب..بلاد العرب السعيدة وأن تلك الثروة اجتمعت كلها في سوق عدن فقط والمعروف ان عدن من اشهر اسواق العرب قديما استمرت عدن في عصور الامبراطورية الرومانية مركزا رئيسيا للمواصلات مع الهند ومع مصر* حيث كان السفر من الهند الى مصر امرا صعب التحقيق فكانت سلع البلدين تأتي عدن ويجتمع التجار من كل مكان فيه فكل من تعاقب على عدن منذ القدم من عصور ماقبل الاسلام والميلاد لم يدمروها او يوقفو نشاطها التجاري بل جعلوها منطلقا لتجاراتهم وجعلوها مورد رئيسي للاموال والتجارات*
فهل يعي من يحاول العبث بعدن ان عدن لن تفقد مكانتها مهما حاول العابثون العبث بها ومهما سعى البعض ليصرف الانظار عن عدن الى اماكن جديده تظل عدن هي عدن ضاربه بجذورها في اعماق الزمن*
*مراجع* -ملخص كتاب عدن في عيون الكتاب والشعراء - المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام - جفرافية شبه جزيرة العرب - هدية الزمن في اخبار ملوك لحج وعدن