ألمح زعيم المتمردين في اليمن عبدالملك الحوثي السبت في كلمة تلفزيونية إلى وجود ضعف في التحالف مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الذي نفى من جهته الاسبوع الماضي وجود أي خلافات أو أزمة بين حزبه المؤتمر الشعبي العام والحوثيين. ويحكم الحوثيون والحزب معا شمال اليمن وابقيا على تحالف هش في الصراع الذي أودى بحياة عشرة آلاف شخص على الأقل وأطلق أزمات جوع ومرض في البلاد. وأغضب احتشاد للاحتفال بذكرى تأسيس حزب المؤتمر قبل اسبوعين الحوثيين الذين اعتبروه استعراضا للقوة يهدف إلى تقويضهم. واعتملت التوترات على مدى يومين بعد ذلك عندما أقام مقاتلو الحوثي نقطة تفتيش أمنية قرب منزل ابن صالح ومكتبه الإعلامي في حي الحديدة في جنوبصنعاء قبل ان تندلع اشتباكات قتل فيها ثلاثة بينهم ضابط يمني كبير. وقال الحوثي في كلمة بثتها قناة المسيرة التابعة له "هناك سعي مكثف لضرب وحدة صفنا بغية التسهيل للأعداء مهمة احتلال البلد"، دون اي توضيحات. وأشار الحوثي إلى أن هذه المحاولات أحدثت "تأثيرًا على بعض القوى" في إشارة الى انصار الرئيس اليمني السابق الذي حكم اليمن لنحو 30 عاما. وجاءت تصريحات الزعيم الحوثي رغم نفي الرئيس السابق قبل عدة أيام وجود أية خلافات أو أزمة بين حزبه وحلفائه الحوثيين أو وجود تحالفات مع أطراف خارجية. اقصاء قيادات موالية لصالح أطاح الحوثيون السبت بعدد من القيادات الموالية للرئيس السابق ع من بعض مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرتهم. ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنيةصنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014 بما في ذلك المحاكم والمؤسسات القضائية والنيابة العامة وجميع المرافق الأمنية. ثم تدخل تحالف تقوده السعودية في الحرب في العام التالي في محاولة لإعادة حكومة الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي للسلطة في صنعاء. وذكرت وكالة سبأ الحوثية أن صالح الصماد رئيس ما يسمى ب"المجلس السياسي الأعلى" أصدر قرارات بتعيين رؤساء جدد لمجلس القضاء الأعلى والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات بالإضافة إلى قيادات حوثية وكلاء ومستشارين لوزارة المالية. ووفقا للوكالة فقد تم تعيين القاضي أحمد يحيى محمد المتوكل رئيساً لمجلس القضاء الأعلى خلفا لعبدالملك ثابت الأغبري الذي تم تعيينه رئيسا لما يسمى ب"هيئة رفع المظالم" بمكتب رئاسة الجمهورية الخاضع لهم. كما تم تعيين إبراهيم أحمد الحيفي رئيسا للهيئة العامة للتأمينات والمعاشات خلفا للقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح علي محمد الشعور. وكان الحوثيون قد قاموا بمنع محمد الشعور خلال الأشهر الماضية من دخول مقر الهيئة وسط اتهامات له بسحب ملايين الدولارات من أرصدة التأمينات. كما تم تعيين عبدالسلام المحطوري وأكرم محمد الوشلي وكلاء لوزارة المالية وأمين عبدالعزيز محمد وجمال المالكي مستشارين لوزير المالية وعبدالله الضاعني وكيلا للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. وعلى الرغم من أن اتفاقية الشراكة الموقعة بين الحوثيين وحزب صالح تنص على أن رئاسة "المجلس السياسي" تكون دورية كل أربعة أشهر لكل طرف منهم، إلا أن الحوثيين يجبرون حزب صالح على التمديد للصماد. ويطالب حزب المؤتمر بالشراكة على أساس النظام والقانون بين الطرفين وعدم استحواذ جماعة الحوثي على كافة المناصب.