تأسيس ليس مثل إعادة التأسيس ، فإعادة تأسيس هياكل وسياسة دولة عادةً يكون لنظام قائم مسيطر على مقاليد الحكم مثل ذلك إعادة البناء - البيريسترويكا - فيها يكون تعديل للرموز وبعض الأمور المسيّرة لنظام الحكم فسرعان ما تفشل وتدمر البلدان نتيجة عدم وضوح الرؤيا حول التغيير نحو الأفضل لأنها مبنية على المواراة وتغليب المصالح الذاتية والفئوية الحزبية الضيقة على المصالح الوطنية الجنوبية . بالنسبة للجنوب وعاصمته عدن ومنذ 1994م وحتى 2015م كان خاضعاً لنظام الاحتلال اليمني المتخلف والذي سرعان ما دمر مؤسسات وهيئات الدولة التي كانت قائمة فيه قبل 1990م بمعول النهب والخصخصة أحد ركائز إعادة التأسيس والبناء – البيريسترويكا – فنظام الاحتلال اليمني لم يعد قائماً في الجنوب بعد تحرير عدن 2015م ولكن شبح دولة الشمال الاحتلالية مازال يظهر بين الفينة والأخرى في شكل دولة يسمونها الشرعية اليمنية المنفية التي تديرها حكومة حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي راعي ثورة التغيير 11فبراير 2011م في الشمال دون أن يكون لهذا الحزب ولهذه الحكومة ولهذه الدولة الشمالية أي نفوذ في الشمال . وما يجري في عدن اليوم بواسطة بعد المدراء والمسئولين مؤتمريين وإصلاحيين إنما هم أدوات لخدمة حكومة حزب الإصلاح اليمني يعملون على إعادة تأسيس وإعادة بناء هياكل النظام اليمني البائد يبذلون قصارى جهودهم في ذلك والتي حتماً ستبوء بالفشل الذريع لأن الأمور محسومة بناء على جدلية التاريخ التي يسطره الشعب الجنوبي العربي الثائر فيقتلعهم ويقتلع البيريسترويكا حقهم. فالجنوبيون العرب على استعداد كامل للتضحية في سبيل إقامة دولة جنوبية مستقلة ذات سيادة وهم على عجل في مسألة تأسيس قواعد النظام والقانون لهيئاتها ومؤسساتها على أسس متينة متجذرة بالأصول التاريخية لجنوبنا الحبيب وبالأعراف والقوانين الدولية التي تحقق لنا الاعتراف المتبادل والتعاون المشترك مع كافة البلدان والشعوب والدول والحكومات والمنظمات الدولية الحقوقية والحريات . الشعب الجنوبي العربي يسعى إلى تأسيس دولته على هذا النهج بواسطة مجلسه الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس قاسم الزبيدي .