لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت، كلمات خالدة للشهيد الحر الثلايا، قالها وهو يرى شعبه منبطحاً أمام إمامه وجلاده، فأين أنتم يا نخبة جامعة صنعاء من هذا الشهيد؟ أين أنتم من كلماته وصموده ووقوفه ضد حكم الإمامة؟ إن ما تنعمتم به طوال السنوات الماضيات من دالات وألقاب علمية ماهي إلا ثمرة شجرة الحرية التي رواها هؤلاء الشهداء الأحرار، لينعم الشعب بالحرية والأمن والاستقرار . أين أنتم أيها المثقفون من أبي الأحرار محمد محمود الزبيري الذي أنطق التاريخ وجعله يردد أشعاره التي أشعل بها الروح الوطنية؟ أين أنتم من البردوني الذي هدم صنماً كان يُعبد في صنعاء ؟ أين أنتم من أحرار سبتمبر الذين ثاروا على حكم الإمامة؟ مالي أراكم وقد استكنتم لإمام العصر الحديث، أرضيتم بالذل والهوان بديلاً عن الحرية؟ إلى متى سيطول خنوعكم؟ ألم تعلموا أن الثورات تصنع في مثل صرحكم؟ ألم تعلموا أن الشعب كل الشعب يؤمل فيكم أن تنتفضوا وتقودوه لكسر القيد الذي أعاده لكم صبية تلك الكهوف المظلمة في صعدة؟ أيها الأحرار والمثقفون في كل زاوية من زوايا صنعاء، هاهي ذكرى سبتمبر تداعب أحلامنا، فهل ستبعث فينا الزبيري والبردوني والثلايا وعبدالمغني وغيرهم من الأحرار؟ هل ستبث فينا ذكرى سبتمبر روح الثورة من جديد أم أننا قد تعودنا على النوم على حصير الذل والعبودية للسيد الجديد؟ متى سنفيق من سباتنا الذي طال، وليلنا الذي أسود ظلامه، فياله من ليل طويل تجاوز طوله ليل امرئ القيس؟ أيها الأحرار : إننا نعيش هذه الأيام على ذكرى ثورتكم التي فرطنا فيها، فجاء الإمام الجديد، لينزع تحريرنا، ويكسونا بالعبودية، ويطالبنا بتقبيل الركب التي رفضتموها، جاء الإمام الجديد على ظهر صالح ليسومنا ألوان العذاب، الذي أبيتموه، جاء الإمام الجديد ليختزل اليمن في شخصه، فهو الحاكم وليس لأحد إلا الطاعة له . كلمة أخيرة بمناسبة قدوم ذكرى ثورة سبتمبر أقدمها لكم أيها المبجلون في صرح جامعة صنعاء، أقول لكم فيها : هل سيطول صبركم واستكانتكم وانبطاحكم لسليل الإمامة؟ فإذا كان هذا هو حالكم أيها الصفوة، فكيف سيكون حال بقية الشعب المسكين ؟