حققت قوات الشرعية مدعومةً بالتحالف العربي، تقدماً ملحوظاً في مدينة حرض الحدودية مع السعودية بعدما سيطرت على مواقع كانت خاضعة للميليشيات الانقلابية، كما سيطرت على مواقع في محافظتي صعدة والجوف، فيما فككت القوات البحرية شبكة ألغام بحرية على بعد عشرات الأميال البحرية من سواحل مديرية ميدي. وتمكنت قوات الجيش الوطني مدعومة بقوات التحالف العربي، أمس، من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من وادي بن عبدالله الواقع، جنوب مدينة حرض الحدودية. وكانت قوات الجيش قد نفذت هجوماً مباغتاً في الساعات الأولى من صباح أمس على المواقع التي كانت بيد الميليشيات الانقلابية في وادي بن عبدالله. وقال مصدر عسكري إن الميليشيات الانقلابية فرت من أمام الجيش الوطني، مخلفة وراءها عدداً من القتلى وكمية كبيرة من الأسلحة. وأكد المصدر أن الميليشيات الانقلابية تتلقى باستمرار «ضربات موجعة وخسائر مادية وبشرية كبيرة في كل من جبهتي حرض وميدي الحدوديتين»، وأنها تخسر يوماً بعد آخر العديد من مواقعها العسكرية.
وشنت مقاتلات التحالف العربي، أمس، غارات على مواقع وأهداف للميليشيات في مدينتي حرض وميدي، وقصفت أهدافاً أخرى في بلدات «بكيل المير وحيران وكعيدنة» بمحافظة حجة. كما ساندت المقاتلات العربية هجوماً برياً واسعاً لقوات الشرعية في محافظة صعدة. وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن طيران التحالف شن نحو 20 غارة على مواقع وتجمعات للميليشيات في جبال «عليب» ببلدة «كتاف» شمال شرق صعدة، مشيرة إلى أن القصف تزامن مع زحف لقوات الشرعية لتحرير مناطق جبلية في عليب. وخلف القصف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، فيما تمكنت قوات الجيش من السيطرة على بعض المواقع في جبال «عليب» بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعات وتزامنت مع قصف جوي طال معسكر «كهلان» الذي يسيطر عليه الحوثيون بالقرب من مدينة صعدة. كما هاجمت مقاتلات التحالف أهدافاً للحوثيين في منطقة آل الشيخ ببلدة «منبه» شمال غرب صعدة، ومنطقة «مران» في بلدة «حيدان» الحدودية مع السعودية، بينما أفادت مصادر عسكرية ميدانية بسقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات جراء غارات جوية على تجمع لهم في بلدة الغيل بمحافظة الجوف شمال شرق البلاد. وأكدت المصادر تحقيق تقدم ميداني لقوات الشرعية في الجوف في جبهة «خب والشعف» الشرقية بعد هجوم للجيش انتهى بالسيطرة على تبة الكحيل في منطقة صبرين، مشيرة إلى فرار جماعي للمتمردين من الموقع المحرر بعد تكبدهم خسائر في الأرواح والعتاد. وشنت قوات الجيش الوطني أمس هجومين على مواقع للميليشيات الانقلابية في بلدتي المعافر والصلو وسط وجنوب محافظة تعز الواقعة جنوب غرب البلاد. وخلف الهجومان قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، في حين قتل مسلحان حوثيان بنيران الجيش الوطني في شرق مدينة تعز عاصمة المحافظة.
إلى ذلك، فككت قوات التشكيل البحري التابع للجيش اليمني، شبكة ألغام بحرية على بعد عشرات الأميال البحرية من سواحل مديرية ميدي اليمنية الساحلية. وقال مصدر عسكري يمني إن إحدى دوريات التشكيل البحري التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة في اليمن تمكنت أثناء دورياتها الاستطلاعية المعتادة من تحديد شبكة ألغام بحرية على بعد 10 أميال بحرية باتجاه جزيرة غراب كانت قد زرعتها المليشيا الانقلابية في عرض البحر بوقت سابق. وأشار المصدر إلى أن فريق الألغام البحرية قام بسحب بعض الألغام إلى ساحل إحدى الجزر القريبة لتفجيرهما، فيما لا تزال عشرات الألغام جارٍ التعامل معها. وكانت قوات التشكيل البحري كانت قد أحبطت في الثاني من سبتمبر الجاري محاولة تسلل لفريق خبراء ألغام تابع للمليشيات، وقامت بتفجير القارب الذي كانوا عليه، ما أدى إلى مقتل خمسة منهم.
مقتل مفتي «القاعدة» في أبين.. ونجاة مسؤول من محاولة اغتيال في عدن بسام عبد السلام (عدن) لقي مفتي تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين، مصرعه إثر عمليات المداهمة التي نفذتها قوات الأمن في مديرية الوضيع ضمن الحملة العسكرية لتطهير أبين من الإرهاب. وأكد مصدر محلي ل»الاتحاد» أن القيادي البارز في تنظيم «القاعدة» بابين الخضر علي باصريع الملقب أبو العباس أصيب بجراح في الاشتباكات التي شهدتها الوضيع قبل أيام مع قوات الأمن قبل أن يتم العثور على جثته في أحد المنازل المهجورة بضواحي المديرية.
وأشار المصدر إلى أن مواطنين عثروا على جثة باصريع وقاموا بابلاغ الحملة الأمنية لتسليمه إلى أهله ودفنه في مسقط رأسه بقرية الكورة بالمديرية. ويعد أبو العباس أحد أمراء التنظيم أبين وتولى أثناء احتلال «القاعدة» للمحافظة مسؤولية «المفتي الشرعي»، حيث أصدر عدداً من الفتاوى بشأن استهداف مواقع الجيش والأمن وتنفيذ عمليات اغتيالات شهدتها عدد من مديريات أبين خلال الفترة الماضية. كما تولى باصريع قيادة عدد من الفرق الإرهابية لتنفيذ هجمات بحق قوات الأمن والجيش في أبين كان آخرها استهداف كتيبة عسكرية في جبل عكد مطلع 2017 وراح ضحيتها قتلى وجرحى في صفوف الجنود.
إلى ذلك، نجا وكيل وزارة الداخلية اليمني اللواء الركن محمد مساعد الأمير، من محاولة اغتيال نفذتها عناصر مجهولة أثناء مروره في أحد شوارع مدينة عدن. وأفاد مصدر مسؤول في الوزارة أن عناصر مسلحة اعترضت طريق سيارة اللواء محمد الأمير وكيل وزارة الداخلية لشؤون خدمات الشرطة أثناء مروره موكبه في خط الخميسين بمنطقة بئر فضل غرب عدن، موضحا أن تبادل إطلاق نار وقع بين المهاجمين ومرافقي الوكيل الذي لم يصب بأي أذى مع مرافقيه. وأضاف المصدر بالقول «تمكن مرافقو وكيل وزارة الداخلية من إلقاء القبض على اثنين من العناصر المسلحة، وتسليمهما إلى إدارة أمن عدن لاتخاذ الإجراءات القانونية ولينالا جزاءهما الرادع، فيما لاذ الآخرون بالفرار إلى جهة مجهولة».
وفي سياق آخر داهمت قوات التدخل السريع عددا من المنازل والمواقع في قرى مديرية الوضيع ضمن الحملة المتواصلة لتعقب عناصر «القاعدة». وأفاد مصدر محلي ل «الاتحاد» أن قوات تابعة لجهاز الحزام الأمني داهمت منازل في قريتي الحميرا ومكرارة واعتقلت عددا من الأشخاص، مضيفا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط دراجة نارية وسيارة تابعة للعناصر الإرهابية. وأكدت قيادة الحملة أن عمليات المداهمة والتعقب لفلول «القاعدة» مستمرة ولن تتوقف حتى تأمين المنطقة بشكل كامل، مضيفة أن هناك تحضيرات للتوسع باتجاه مناطق أخرى في إطار الحملة العسكرية والواسعة التي تم إطلاقها بالتنسيق والدعم من قوات التحالف العربي.