في أبين ، حقق المجلس الانتقالي نجاحاً كبيراً بل غير متوقعاً ، وهذا قد جاء رغم أن ثمة من أطلق هواجساً باعثة للقلق من حضور قيادته الى هناك ، كما ورفع الصّيت الأسود للقاعدة المصطنعة في بعض مديرياتها من مستوى هذا القلق ، إذ والخوف كان من إحتمال قيامهم بعملٍ بعملٍ إرهابي يعكّر الحضور ، سواء في ساحة الحشد أو بجوارها وما الى ذلك ، ناهيك عن التوجّس من أن تجنح السلطة الشرعية وسواها من أضداد الإنتقالي الى إفتعال لغطٍ ما بهذه الصورة أو تلك ، ولكن حضور الحشود الأبينية التي ظلت تتوافد في كل المليونيات الجنوبية هي من أحبط كلٌ هذه التوقعات بحضورها الذي فاق الوقٌع ولاشك .. وهذه هي محافظة ابين أصلا . واليوم ، وبعد إستكمال تدشين الجمعية الوطنية في كل الجنوب - عدا سقطرى وحسب - وهذه الجمعية هي إمتدادٍ لإستكمال قوام بُنى وهيئات المجلس في كل الرقعة الجنوبية ، هنا من الطبيعي أن نتوقّع أن الشارع الجنوبي ينتظر الآن قائلا : وماذا بعدُ ؟! لأنه من طبيعة الشارع في ظلّ وضعٍ كحالتنا أن يعلق الآمال الكبار على الكيان الذي تصدّر المشهد في مسيرتهِ ، وهذا وضع طبيعي جداً ، فالشارع الجنوبي توّاقٌ جداً الى إجراء حلحلةٍ ملحوظةٍ في أوضاعهِ وتطلعاته وما يؤمّل عليه في الإنعتاق من هذه الوحدة السوداء ، وهو - الشارع الجنوبي - لن يضع أي محاذير أو ظروف موضوعية تحيط بقضيته أو .. أو .. ، وهذا هو دأبُ العامة في أي بلاد في العالم لها مثل ظروفنا ووضعنا الحالي . في جانبٍ آخر - نعني لدى قيادة المجلس الإنتقالي - ربما بين طروحاتهم وإستراتيجيتهم ( أننا نعمل بصمتٍ وعلى خطواتٍ ومراحلٍ و.. و.. ) وهم لهم حساباتهم ولاشك .. لكن الضرورة الموضوعية تفترضُ طمأنة الشارع الجنوبي المترقّب بلهفة لما يدور ، وذلك يستدعي توافر فعلٍ إعلامي ناضجٍ ومهنيٍ يحمل مثل هكذا رسالاتٍ وإيضاحاتٍ ، وإلا فأن الإنعكاسات لن تكون في صالح المجلس وشعبيتهِ وإلتفاف الناس حوله .. وبصراحه هذا هو الغائب وبشكلٍ ملموسٍ في أداء المجلس الإنتقالي وعلى الرغم من كل النجاحات المتتابعة في أدائهِ حتى اللحظة . في أيّ أداءٍ سياسيٍ ، وفي أي شكلٍ من أشكال النضال الجماهيري نحو غايةٍ ما ، يأتي العمل الإعلامي والتوعوي في صدارة المهام المرتبطة بهذا المجال ، فهو حيويٌ جداً ولاشك .. ومجلسنا الإنتقالي الجنوبي حتى اللحظة يفتقرُ الى صحيفةٍ إعلامية تتحدّث بإسمه حصراً، أو تنقل بياناتهِ وتصريحاته وأنشطتهِ .. الخ ، حتى وإن تواجدت هناك صحفاً مناصرة أو تابعةً له ضمنياً ، لكن للصحيفة - لسان الحال - المنسوبة اليه علانيةً حضوراً وفعالية مغايرةٍ ولاشك ، فما بالنا بتوافر الإذاعة والقناة الفضائية وما الى ذلك من وسائل الإعلام ! ولذلك نلمس خفوت حضوره مقارنةً بكل أنشطته الناجحة التي قام بها، ونلمس في الوقت عينه أثر الضربات الاعلامية الموجعة وموجة الأقاويل والإشاعات التي تشوّش أدائه ونجاحاتهِ ، وفي نفس الوقت تعبث بين أوساط مناصريه وإتباعه - وهم كل الجنوب - وهذه نقيصة لايمكن إغفالها وإسقاطها مطلقاً .. نعرف جميعاً الباع الإعلامي الطويل الذي يحتكم اليه الإعلامي المحنك الأستاذ لطفي شطاره ، وهو الممسك بالجانب الإعلامي في هيئات المجلس ودوائره ، ولكننا جميعاً نلمس وبكل جلاءٍ الغياب الظاهر للمنظومة أو الجوقة الإعلامية المتكاملة التي فعلاً إعلامياً موجهاً ومؤثراً للمجلس وعلى كل المستويات ، وهذا سواء بين جماهير المجلس وأتباعه ، أو لدى الخصوم ، أو حتى للإقليم والخارج .. الخ ، لماذا ؟! لاندري .. وهذه نقيصةٌ لها أثرها في أداء المجلس ونجاحاته وخلافه .. لاأعتقد أن قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي لم تلفت مطلقاً لمثل هكذا نقيصة وغيابٍ ملحوظٍ لفعله الإعلامي المؤثر ، حتى وإن كنا قد سمعنا عن إفتتاح موقع إعلامي خاص بالمجلس ، وإن كنت شخصياً لم أطّلع عليه مطلقاً ، كما ولم أسمع من العامة تداول مايجود به ، أو ماذا يُنشَر فيه أصلاً !! ثم أن حكاية موقعٍ وحسب غير كافيةٍ وغير مجدية البته بالنسبة لحجم مجلسٍ يمثل الجنوب وقضيته وتطلٌعاته ، إذ ونعرف جميعاً مستوى الثقافة العامة لشعبنا ومدى تعامل أغلبيته مع الإعلام الإلكتروني أو حتى إمتلاك أدواته وأجهزته ، وطبعاً هم القاعدة العريضة لمجلسنا الإنتقالي أصلاً .. فهذا غير كافٍ بل وغير مجدي ايضا .. ولذلك نُلحٌ على قيادة مجلسنا بإيلاء هذا الجانب الحيوي جُل إهتمامهم ، بل وأقصى درجات الإهتمام ايضا ، فهو ضرورةٍ قصوى .. أليس كذلك ؟!
