تتصاعد وتيرة الأزمة السياسية في اليمن وتدخل في نفق أكثر إظلاماً واسوداداً من ذي قبل، وتشتد حبال التأزم إلى درجة اللارجعة ، وذلك بعد أن صعدت المليشيات الحوثية عملياتها الحربية بإطلاقها صاروخاً بالستياً استهدف عاصمة المملكة العربية السعودية الرياضإيراني الصنع وعلى يد خبراء عسكريين إيرانيين متواجدين في العاصمة اليمنيةصنعاء. الأمر الذي جعل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تمطر معسكرات ومخازن الأسلحة في صنعاء بوابل من القذائف الصاروخية كرد فعل على إطلاق الصاروخ البالستي على الرياض، وتوعدت إيران بالاحتفاظ بحق الرد وفي الوقت المناسب، على اعتبار أن إيران هي الراعي الرئيس للإرهاب في المنطقة، وتعمل على زعزعة الأوضاع في كل من اليمن والخليج العربي وسوريا والعراق. من جهتها تسعى الأممالمتحدة بكل السبل على إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية على أساس التوافق. ومن أجل خلق فرص تسوية سلمية لإيقاف الحرب، إلا إن هذه المساعي لم تلق أي صدى من من طرفي الصراع في الحرب، خاصة وأنها تجاهلت قراراتها بشأن الأزمة اليمنية ولا سيما القرارات المنضوية في إطار البند السابع، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بتسليم مليشيات الحوثي- صالح الأسلحة، وانسحابها من المناطق التي احتلتها وإطلاق جميع الأسرى وغيرها من القرارات الملزمة لها. الأمر الذي جعل مساعي الأممالمتحدة تذهب أدراج الرياح. من جهته يحاول قطبا التحالف الحوثي - صالح التأكيد على تماسك تحالفهما، غير أن الانتقادات الأخيرة المتبادلة بينهما تؤكد وجود شرخ واضح في التحالف بينهما، وما أكد ذلك هو الاشتباكات والاعتقالات المتبادلة بينهما وما نتج عن ذلك من تصدع في جدار تحالفهما المهترئ أصلاً.. أما في الجنوب أو ما يسمى بالمناطق المحررة التي اقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية بقيادة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية فهي تشهد فوراناً شعبياً نتيجة لعدم استقرار الحالة الاقتصادية فيها.. فالجنوب يشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني والمعيشي وعدم قدرة الحكومة على توفير أبسط عوامل الاستقرار، الأمر الذي جعل المواطن يعاني من انعدام الغاز والبنزين والديزل والانقطاعات المستمرة للتيارالكهربائي والمياه والمرتبات وعدم استقرار العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، إضافة إلى أزمة أمنية داخلية خانقة يشترك في إنتاجها كل من أتباع الرئيس هادي والحماية الرئاسية التابعة له والتحالف العربي (الإمارات) والحزام الأمني التابع له وحزب الإصلاح ومناصريه، وما تبع ذلك من اختلالات أمنية ناتجة عن تفجيرات انتحارية واقتحامات لمبان أمنية وعسكرية، إضافة إلىإلى فعاليات الحراك الجنوبي وما نتج عنها من تشكيل مجلس انتقالي جنوبي بقيادة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي. وما زاد الطين بلة في الجنوب هو تقديم الأستاذ عبدالعزيز المفلحي محافظ عدن استقالته للرئيس هادي، محملاً حكومة بن دغر مسؤولية "إعاقة كافة الجهود والمحاولات التي دعمها التحالف العربي من أجل استعادة نهضة وتنمية المحافظة". الأزمة اليمنية تتصاعد إلى درجة التعقيد، وكل طرف في هذه الأزمة يسعى إلى فرضأجندته، ومن وراء هؤلاء وهؤلاء دول إقليمية هي الأخرى لها أجندتها ومصالحها. وحتى هذه اللحظة فإن المسرح اليمني يشهد صراعاً مريراًاختلط فيه الحابل بالنابل، وتداخلت فيه المصالح والأهواء، وأضاعت الجلبة فيه ودوي القذائف صوت العقل، وأخرت إمكانية وضع حل شامل يرضي جميع الأطراف إلى أجل غير مسمى.