الأوضاع في اليمن تجاوزت حدودها الإنسانية الكارثية والتي يتطلب من كل الخيرين الإسهام بشكل فاعل لإخراجها من هذا النفق المؤلم الذي بات يؤرق ليس الشعب اليمني بل كل القوى المحبة للسلام في العالم. فانصار الله اليوم تخوض حربا ضد كل القوى في الساحة اليمنية،،فتصرفاتها المتوحشة،إزاء الشريك الذي كان يقف إلى جانبهم في تسليم كل العتاد الحربي للدولة اليمنية لهم منذ الأيام الأولى لإسقاط صنعاء في قبضتهم.
وانفرد أنصار الله اليوم في خوض الحرب الداخلية وارغام القبائل اليمنية بتقديم الولاء والطاعة لخوض الحرب إلى جانبهم ضد قوات الشرعية التي تزحف ببطىء،في مختلف الجبهات بالرغم من الدور الفاعل لطيران التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والتي كثفت من طلعاتها في مختلف الجبهات،فانصار الله اليوم تمارس ضد القبائل اليمنية سياسة الترغيب والترهيب.
والموقف الدولي اليوم من الحرب في اليمن يجري الالتفاف على قرارات مجلس الأمن فلم يعد يذكر تلك القرارات التي تضمنت عبارات صريحة بإدانة الانقلاب على الشرعية،ومطالبة أنصار الله بتسليم العتاد العسكري والخروج من العواصم في مختلف المحافظات.
بل يتم الاعتراف بسلطة الأمر الواقع في صنعاء وتعزز دور أنصار الله عند امتلاكها القوة الصاروخية واستهداف العاصمة السعودية الرياض والذي مثل إزعاجا قويا للسعودية ودول المنطقة. والجديد في الموقف الامريكي انهم يعترفون بإشراك أنصار الله في العملية السياسية شريطة عدم إطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية،،وتمارس امريكا وكذا دول الغرب دورا ضاغطا على شرعية الرئيس هادي ودول التحالف برمجة أي تقدم عسكري باتجاه صنعاء أو الحديدة،،كما لوكان الكل مجمع على إبقاء الحدود اليمنية السعودية بؤرة توتر دائمة وحرب استنزاف لقدرات وإمكانيات الشقيقة الكبرى،،والتي تعاني هي الأخرى ،من أزمة اقتصادية تجلت في الإجراءات الأخيرة أبرزها رفع أسعار النفط إلى أكثر من مائة بالمائة . تطورات المشهد اليمني سيظل يراوح في مكانة وتعتبر الحرب اليمنية من الحروب المنسية،،وعلى الشرعية العمل على الاعتماد على إمكانيات اليمن من خلال تصدير البترول والغاز للوفاء بالتزاماتها في تسيير الحياة العامة للدولة،،والعمل على ضبط الإيرادات ومحاربة رموز الفساد وتقديمهم للمحاكمة،،دون ذلك الانهيار الكامل للدولة اليمنية. وعلى دول التحالف لعب دور أساسي في معالجة بعض القضايا المرتبطة بإشراك أهل الجنوب في إدارة السلطة في محافظاتهم،حتى انتهاء الحرب وذلك من خلال التعاون مع الشرعية وتثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة،،باعتبار أن أهل الجنوب ومقاومته الباسلة شريك أساسي في العمليات العسكرية والسياسية.