رغم الدعم اللامحدود الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة لقادة المجلس الانتقالي شخصيا والمكانة المرموقة التي وضعتهم فيها ابتدأ في مستوى القوى السياسية الأخرى بعد ان كانوا في نظر الداخل والمحيط العربي مجرد أصوات نشاز ليس لها قيمة ، رغم كل ذلك الا إن هؤلاء لم يترددوا مؤخرا من بدء عملية تحريض الشارع ضد الإمارات ومشروعها في شرق اليمن لخلق حالة من العداء تجاهها لشعورهم ان الشارع بدا يذهب بعيدا عنهم أيضا وينظم للمشروع الإماراتي وفاء للتضحيات التي قدمتها الإمارات . قادة المجلس يعملون وفي النفس الأخير لصد المزاج الشعبي في شرق اليمن وخلق بؤر تحريض فيه ضد الإمارات لتشويه حالة التوافق بين الشعب هناك وبين الإمارات . التصريح الأخير للمتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تضن " ان حكومة الشرعية مُنحت وقتاً لمراجعة طبيعة أدائها ". بذلك يوحي مدى التخبط في مشروعه وكأنه يقول نحن سنقوم بالدور في إطار الشرعية مناقضا بذلك خطابة الأسبوعي الذي يدعو فيه بعدم الاعتراف بالشرعية ومحاربتها ، ويأتي هذا التغير بعد ان أبلغتهم الإمارات عبر رسائل صريحة أنها لا يروق لها الصخب الثوري وأنهم يجب ان يحترموا الشرعية لأنهم جزء منها . وبمناسبة الحديث عن علاقة قادة المجلس بالشرعية فقد أصبح المجلس مصدر سخرية كثير من وسائل الإعلام والكتاب ، سخرية بسبب حالة الانفصام " الشيزوفرينيا " لديهم ويظهر ذلك غالبا عندما تصيب قرارات الإبعاد احد تلك القيادات وما ينتج عنها من ردة فعل غاضبة من قيادات المجلس وانتهاجها أسلوب التحريض ضد الحكومة ، او الصمت حال سارت الأمور على ما يرام مع الحكومة . تصريحات قادة المجلس الانتقالي أصبحت كثيرة وجميعها تحمل دلالة واضحة أنهم يتخبطون وفي النفس الأخير مستخدمين كلمة ورقة الشارع –الذي ذهب عنهم بغير رجعة - لإعادة إنتاج أنفسهم مجددا بالخداع والكذب والتزييف للحقائق بعد ان فقدوا المصداقية تماما في شرق اليمن وأصبح مزاج الشعب هناك بشكل عام " غير " في حضرموت وسقطرى والمهرة الذي أصبح أيضا مطمئن تماما للمشروع الإماراتي ويرفض مشروع قادة المجلس الانتقالي ، إلا إنهم أيضا وهم في النفس الأخير ، أولئك القادة يحاولون استعطاف الإمارات تارة – التي لم تعد تطيق تواجدهم ولو مجرد اسم – وتارة أخرى بخلق بؤر تحريض تعمل لحسابهم للنيل من دور الإمارات الذي يراه الشعب في تلك المنطقة ايجابي ويستحق الاحترام والوفاء ، والتلويح بمعاقبة الإمارات باستخدام ورقة استنهاض الشارع او الثورة مجدد ذلك ما ورد في تصريح نائب رئيس المجلس الذي نشره التحديث نت بقوله صراحة .. ثورة قادمة تسقط معها كل الاعتبارات .... وبما لمح به مرارا ، يقصد بكل ذلك " الثورة ضد الإمارات " ، لأنه لم يتبق في الجنوب الا الشعب والوحدات العسكرية الإماراتية التي تشمل تحت رايتها وحدات النخبة – التي تؤدي الى ألان عمل نبيل أثمر عنه استتباب الأمن والاستقرار . وتأتي التصريحات النارية والإيحاءات الصادرة عن قادة المجلس الانتقالي ضد الإمارات بعد انتهى شهر عسل دام أكثر من عامين حصدوا فيها ملايين الدولارات سرا قبل ان ينكشف أمرهم بتسريبات السعودية والإمارات ، وبعد جولة طويلة من الإيحاء بالعمل البطولي وبعد تصريحات خادعة للجماهير توحي أنهم هم من جند الإمارات لمشروعهم التحرري كما يزعمون ، بعد ذلك اتضحت الرؤية عندما قالت الإمارات كلمتها وأعلنت عن موقفها صراحة وعن حلفاءها ، فاتضح انه لا اتفاق ولا مجرد حتى وعد بينها وبين المجلس الانتقالي بشان الجنوب وان المجلس ليس من ضمن الحلفاء الحاليين او المؤمل قدومهم ، فعلى طول الخارطة الممتدة من صنعا إلى عدن فقد حسم الأمر لصالح أطراف لم يكن المجلس الانتقالي واحدا منها .وعلى طول و عرض خارطة حضرموت وسقطرى والمهرة ايضا حسم الأمر من قبل الشعب هناك بعيدا تماما عن اوهام قادة المجلس الانتقالي .