المعرض العلمي الذي أقامته جامعة عدن مؤخراً تحث الشعار أعلاه حظي بتقدير وإعجاب كل الذين زاروه وشاهدوا تلك المجموعة المتميزة من الابداعات العلمية والتقنية الرائعة لمجموعات من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء من جامعتي عدن وحضرموت ومن خارجهما. وقد أثبتت تلك الاعمال الابداعية أنه من وسط الركام والدمار ينبثق شعاع الأمل وتبرز العديد من المواهب والكفاءات العلمية والتقنية المقتدرة لتشق مساراتها وسط كل ذاك الدمار والركام والظلام الكثيف، رغم صعوبة الطريق وقلة الزاد، حيث أن الكثير من تلك الابداعات قد اعتمدت على الجهود الذاتية والتمويل الذاتي لأفراد مستقلين لا ينتمون لهيئات أو مؤسسات معينة. ولو حظيت تلك الاختراعات وغيرها بالرعاية الجادة والتمويل الكافي سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص لأحدثت تحولاً كبيرا في مجالاتها؛ فالوقود الحيوي مثلاً لمحركات الديزل هو، بحسب العارضين، أفضل بكثير من الديزل، حيث تصل كفاءته التشغيلية إلى ما يقارب الضعف، كما أنه رحيم بالمحركات وصديق للبيئة، وقد بدأ الإنتاج بالفعل، غير أنه بحاجة ماسة للدعم، خاصة فيما يتعلق بتسهيل عملية استيراد بعض المواد الخام وكذلك التسويق. كما تجدر الإشادة بالأطراف الصناعية الأكثر جودة وعملية والأخف مقارنة بتلك المصنوعة من الجبس وخلافه، بحسب بعض العارفين. والحقيقة أن الابداعات التي اشتمل عليها المعرض كلها رائعة وهامة غير أن هذا الحيز لا يسمح لي بالحديث عنها. وتجدر الإشادة هنا بجامعة عدن ورئيسها أ. د. الخضر ناصر لصور وكل القائمين على المعرض لما قاموا به من جهود جبارة لتجميع وعرض وإبراز تلك الاختراعات لكي يعرف الناس في هذا البلد المعطاء أن البحث العلمي ما زال بخير رغم الركام والظلام. وأود أن أقول لحكومة معاشيق أن رعاية هذه الابداعات وإخراجها للحياة على شكل مشروعات صغيرة هو الأفضل والأنجح، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية، بدلاً من كذبة القطارات التي اصورونا بها. تحياتي لكل أولئك المبدعين وتمنياتي لهم بالتوفيق الدائم