منذ ان خطّّيت الكلمة الاولى وانا لا احبذ الكتابة عن الافراد ولا شخصنة الامور ناهيك عن كيل المديح لاحدهم وان كان يستحقه وجدير به ، غير ان هناك احيانا ما يجبرنا عن اتيان ما لم نعتاد عليه . ( ابو صخر ) الاسم الحركي لبطل جنوبي تعرف ميادين التدريب وجبهات القتال حجمه وثقله ، من اوائل منتسبي المقاومة الجنوبية واحد الذين كان لهم قصب السبق في تجنيد المقاومين الاوائل ، عرفه الجبل الاحمر مقاتل من الطراز الاول وشهد له العر كما تشهد له بله وقبلها سناح وبعدهما جبهات عدن ، ومثل ما عرفته جيهات العمل المسلح عرفته كذلك ساحات العمل السلمي شابا نشطاً وحراكيا يشكل انموذج للثائر الشريف المستميت لتحقيق الاهداف . لربما يظن البعض ان شهادتي له مجروحة لما سيظهر لاحقا من صلة قربى بيني وبين المذكور ، لذلك فلندع اولا السرد هنا لزملاء البطل ورفاقه ، لنرى جزء من ما كتبه عنه البطل ( قاسم الثوباني ) : ( قائدا يشهد له تراب الضالع قبل عدن ، قائدا شابا اتى من ارض التاريخ والعروبة ، اتى من عرين الاسود ولا يخرج من عرين الاسود الا اسد وبرفقته اشبال ، نعم انه القائد محمد صالح الشيوحي اليافعي . كان خير رفيق لنا في جبهات الضالع وفي معسكرات التدريب ، جسّدنا التلاحم الجنوبي معا بين زخات الرصاص في الوقت الذي كان دعاة الفتته خارج الوطن يتنقلون بين الفنادق الفاخرة واخرين التزموا البيوت رفقة نسائهم ) انتهى الاقتباس . ( مجهول في الارض معروف في السماء هذا حال المخلصين لله تعالى والقائد محمد صالح الشيوحي الملقب ابو صخر منهم . هل سمعتم بهذا الاسم من قبل ؟ قائد ميداني من طراز فريد يعمل بصمت دون من ولا اذى على هذا الوطن الذي طالما حلم بأمنه وامانه كل جنوبي حر ، امثال هؤلاء هم من تبقوا لنا يعيشون حولنا دون ان نشعر بهم يقاتلون ويناضلون دفاعا عنا دون ان نعلم ) البطل مشير الحوشبي ( هناك جنود مجهولة تعمل بصمت ولكن كخلايا نحل دون كللا ولا ملل ، يضحون بأرواحهم من اجل تثبيت الامن والاستقرار ، عيونهم ساهرة لا تنام من اجل ان تنعم عيون اخرين بالامن والامان ، والقائد محمد صالح الشيوحي ( ابو صخر ) واحداً من تلك الجنود المجهولة وقائداً من القايدات النادرة ) الناشط / حسين محمد الفردي ان يتم الزج بالبطل في سجن غير قانوني وبطريقة غير قانوينة ودون مسوغ قانوني لهو اخر ما كنت انتظر حصوله ، كنت اقول دائما بأن امثال ابو صخر هم صمام امان الجنوب وسوره المنيع ، ولم اكن اتوقع يوما ان تحتويهم اسوار سجونه وبطرق غير قانونية ، على ماذا نعاقب هؤلاء ولمصلحة من نعاقبهم ؟!! . اذا كنا سنضع ابو صخر وامثاله في السجون والمعتقلات فلمن تكون الحرية والتكريم ، هل للقاعدين ؟!! ام للفاسدين ؟؟!! ام لأبطال التصوير والفلاش ؟!!! . من استدرج ابو صخر الى احد الغرف بطريقة غادرة عليه ان يخجل من نفسه وان يعي ان هذا السجن ليس نهاية المطاف وان ابو صخر وامثاله مكانهم منصات التكريم وليست غرف الاخفاء والاعتقال . قدم ابو ضخر للجنوب كل ما قدر عليه ولبى النداء في اوقات قل فيها الصاحب والنصير ، عمل بكد وشرف حتى تحقق لنا التحرير ، ومن ثم قبل العمل حين عرض عليه وبنفس المهنية والشرف مضى يقوم بمهام عمله بلا ضجيج ولا تصوير ، يوجه جنوده دائما للتعامل مع الناس برقي ومهنية ، يحرص على تفقد جميع النقاط بنفسه ، يقضي معظم وقته في عمله مرابطا لا يكل ولا يمل ، اذا اردت ان تقابله فلا تذهب الى بيته بل الى مقر عمله ، ستجده هناك بين جنوده قائدا متواضعا وجنديا مستبسلا .